جاء في خبر نشرته جريدة الأمة الإلكترونية بتاريخ الخميس13يناير 2022
وتحت عنوان : أردوغان يعزي الرئيس الصهيوني
ورد ما يلي:
تقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتعزية لنظيره الصهيوني في اتصال هاتفي مساء اليوم الخميس بمناسبة وفاة والدته أوراهرتسوغ.
نشأت أورا في مصر وتعلمت في الإسماعيلية والقاهرة وتخرجت بدرجة البكالوريوس في الرياضيات والفيزياء من جامعة ويتواترسراند في جنوب إفريقيا.
في أكتوبر 1946، بعد تخرجها، هاجرت إلى فلسطين وانضمت إلى منظمة الهاغاناه الصهيونية العسكرية، وشاركت في الدورة الدبلوماسية الأولى للوكالة اليهودية.
خلال حرب عام 1948، عملت كضابطة في دائرة المخابرات الإسرائيلية ولاحقا في سلاح العلوم، وأصيبت بجروح خطيرة في هجوم على مبنى المؤسسات الوطنية في القدس خلال شهر مارس
1948.
ونقول:
مهما تباعدت سني الصراع وتواطأ العالم ونظامه على تجاوز جريمة الاحتلال الصهيوني ( كأحد أذرع النظام العالمي للسيطرة على المنطقة )
ومع ما قام الكيان به من احتلال الأرض وطمس معالمها واستمرار جرائمه المختلفة بدأ من المجازر والتهجير إلى التوسع والاستيطان إلى اضطهاد الفلسطينيين وقتلهم وحبسهم وظلمهم واخراجهم من ديارهم ليحلوا محلهم ونفيهم ورفض عودتهم والجرائم ضد الإنسانية وضد المدنية بتجريف الأراضي وتغيير معالمها وتزوير تاريخها وجغرافيتها وامتصاص خيراتها ومعادنها مع كل التغاضي مما يسمى المجتمع الدولي وإداراته ومنظماته المصنوعة
ومهما استمر التواطؤ مع حكام خونة ورعديدين تغاضوا وباعوا حتى أراضيهم ومواطنيهم ومواردهم وتخلوا عن قضية الأمة وقضية القدس والأقصى وأظهروا الضعف والخنوع وساقونا للهوان
وغضوا الطرف عن قيام العدو بتثبيت أقدامه بمد الجرائم والصراع إلى الجوار وعبر الحدود إلى سوريا ولبنان والأردن ومصر بل ووصوله لأعدائه عبر بلاد بعيدة دون أنت يحول بينهم وبين يدهم الخائنة حائل أو يردعهم عرف أو قانون.
سيبقى الصراع بين الحق والباطل قائما
رغم كل هذا الواقع الأليم فإننا نقول سيبقى الصراع بين الحق والباطل قائما ولن تتغير الصورة الظالمة لهذا الاحتلال الغاشم وستظل الشعوب الحرة ومعهم الأحرار عبر العالم ترفض هذا وتضاده وتعاديه وتسعى لإزالته
ورغم توقعنا أن صياغة الخبر فيها تصيد للرئيس أردوغان باعتباره أشار في سياقه إلى تاريخ المرأة التي عزى الرجل في موتها
بينما كانت أحد المشاركين في الجرائم الصهيونية بشكل واضح مع الرعيل الأول للاحتلال؛
وكان بالإمكان التغاضي عن هذه التفاصيلإنما اللوم يطاله نفسه ما دام قد وقع أو شارك في إرسال مثل هذه البرقيةلكن من وقع فيما يلام عليه فلا يلومن إلا نفسه
ويشبه هذا ما تم مع الرئيس المصري د محمد مرسي حين نشر على لسانه تهنئته للرئيس الصهيوني والمعروفة لاحقا بمصطلح (عزيزي بيريز) لكن مرة أخرى نقول ليساللوم على صياغة الأخبار ما دامت تحكي واقعا حقيقيا
وإنما اللوم غالبا على غفلة المتواطئ عليهم عن تلك الهنات أو الأخطاء فتمر أو يتغاضون عنها لتجد كل ساقطة لاقطة وتتحول الحبة إلى قبة
ومع ذلك فاللوم الأكبر على حال الضعف والهوان للأمة بعد عزة سليبة كانت تفرض احتراما للمبادئ ورضوخا من الأطراف المقابلة.
اللوم على التركة التي ورثها أردوغان
وإنما اللوم –مع ذلك- على التركة المثقلة التي ورثها أردوغان
والتي نجده أحيانا يتملص منها ويحاول الخروج من أسارها وتوابعها لكنها لا زالت تكبله
وهذه التركة التي صنعها وشارك فيها وثبتها حكام انقلبوا على الخلافة العثمانية
بدعوى أنها مريضة وأنها بحاجة لإصلاحات لتحافظ على كيانها ولتقوم على دولة فتية قوية
ولكن هذا كله لم يتجاوز حناجرهم إلى أي سبيل
فسرعان ما تكشف الحال عن تعهدات وتنسيقات وتفاهمات واتفاقات مذلة
كبلت الدولة ومزقت الدول التابعة للخلافة وقدمتنا لقمة سائغة للمنتصرين
وفرضت على تركيا علمانية مجحفة لتتملص من تاريخها ودينها وثقافتها تراثها.
وموقف العزاء المشار إليه أحد نتائج تلك المرحلة باعتبار الدولة ورثت تلك التركة
ولكننا لا نزيل عنه اللوم ولا نرفع الحرج باعتبار ذلك غفلة عن توابع ذلك على تاريخه
وعلى تاريخ دولته التي لطالما حالت بين اليهود وبين احتلال فلسطين إبان الحكم العثماني.
تحدى الحركات الصهيونية وتحدى الماسونية
وخلافة السلطان عبد الحميد الذي اشتهر عنه رفضه لتسليم القدس أو شبر من فلسطين
لتنشأ عليه الدولة الحلم وقتها وتحدى الدنيا وتحدى الحركات الصهيونية وتحدى الماسونية
والتي عمدت بعدها على التواطؤ من أجل إسقاطه وإسقاط الخلافة من بعده
لكي لا تكون للأمة كيانا جامعا وقدرة على الثبات والصمود في وجه أطماع وتواطؤات الدول المتآمرة في هذا الوقت
وستظل الأمة تعاني من كل تلك الآثار ما دامت فقدت كيان الخلافة الجامع وما دامت لا تسعى لتكون قوة مرهوبة الجانب محمية الحمى يجير بذمتهم أدناهم
وهم يد على من سواهم في كل المجالات والكيانات والتواجدات في عالم لا يتعامل إلا بالقوة
ولا يرضخ إلا للقوة ولا يفهم غير لغة القوة على امتداد مفهوم القوة