رغم الوجود التاريخي للفاتيكان، فإن هذا الوجود لم يصبح بالشكل المستقل المتعارف عليه اليوم، قبل 7 يونيو سنة 1929م، حين تمّ توقيع ثلاث معاهدات في قصر لاتران بين الحكومة الإيطالية التي كانت آنذاك فاشية بقيادة بينيتو موسيليني وممثل البابا بيوس الحادي عشر، الكاردينال بيترو كاسباري، وعرفت هذه الاتفاقيات باسم (اتفاقية لاتران)؛ نظمت الاتفاقيات الثلاث العلاقة بين الفاتيكان والدولة الإيطالية، ونصت على أن يكون الفاتيكان بحدوده الحالية، جزء مستقل عن الدولة الإيطالية ومدار من قبل البابا.
أيضًا فقد نصت على إدارة الفاتيكان بشكل مباشر لكافة الكنائس والأديرة في مدينة روما، استنادًا على الاعتقاد الكاثوليكي بكون البابا هو أسقف روما المنتخب، وثلاثة وعشرين موقعًا آخر خارج أسوار الفاتيكان وتزيد مساحة هذه المواقع في روما ومحيطها عن مساحة الفاتيكان نفسها؛ وضمنت الاتفاقيات أيضًا مبلغًا سنويًا من المال يدفع إلى الفاتيكان تعويضًا عن الخسائر التي مني بها الكرسي الرسولي إثر قضاء مملكة إيطاليا على الولايات البابوية، التي كانت تمتد من الساحل جنوب روما إلى حدود البندقية شمالاً قاسمة بذلك إيطاليا إلى ثلاث أقسام.
الفاتيكان هي أصغر دولة من حيث المساحة في العالم، وتقع في قلب مدينة روما عاصمة إيطاليا التي تحيط بها من جميع الاتجاهات، ويفصلها عنها أسوار خاصة؛ تبلغ مساحة الفاتيكان حوالي نصف كيلو متر مربع (0.44) ويقارب عدد سكانها: 801 نسمة فقط، وتعتبر بالتالي ثالث أصغر دولة في العالم من حيث عدد السكان بعد كل من جُزر كوكوس، وجُزر بيتكيرن..
ورغم كونها أصغر دول العالم سكانًا ومساحةً فهي تستقي دورها وأهميتها من كونها مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية في العالم، والتي يربو عدد أتباعها على 1.147 مليار نسمة،
تتمتع الفاتيكان، التي تعتبر دولة وفق القانون الدولي، بسلطة مستقلة وفق نظام حُكم ملكي مُطلق يترأسه البابا.. وللفاتيكان جواز سفر، وطوابع بريد، ولوحات سيارات، وعَلَم، ونشيد خاص بها.. واللغات المتداولة: اللاتينية والإيطالية، لكن لا توجد لغة رسمية للفاتيكان.