
أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني
الأمة| لم يكن توقيع الإمارات والبحرين على اتفاقية التطبيع الكامل مع «إسرائيل» حدثًا مفاجئًا؛ بل كان إشهارًا لحقيقة العلاقات القائمة في الخفاء بين غالبية الدول العربية والعدو الصهيوني على مدار السنوات الماضية.
وبرغم حالة الاحتقان التي يشهدها الشارع العربي من الحُكام الذين باتوا يتسابقون للحاق بقطار التطبيع مع الكيان المُحتل لأراضي فلسطين، إلا أن الفترة القادمة قد تشهد انضمام دولًا عربية آخرى ضمن قائمة التطبيع.
ووفق تصريحات مسؤولين في البيت الأبيض، فإن هناك دول عربية في طريقها للتطبيع من بينها سلطنة عُمان التي رحبت باتفاق التطبيع الذي وقعته كل من الإمارات والبحرين مع الكيان الصهيوني في البيت الأبيض.
قطر وأنباء التطبيع
وخلال الساعات القليلة الماضية، قالت وسائل إعلام عربية، إن دولة قطر لا تمانع من التطبيع هى الآخرى، برغم رفض الأخيرة سابقًا وتمسكها بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقة كاملة.
لكن الدوحة أكدت، اليوم الأحد، على موقفها الثابت بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس ضمن قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وردت قطر عبر بيان لوزارة الخارجية القطرية، بعد نشر وسائل إعلام عربية تصريحات نسبتها إلى مسؤول أمريكي تحدث عن استجابتها للتطبيع مع إسرائيل، قائلة: «الدوحة موقفها ثابت ومع منح كافة اللاجئين الفلسطينيين حق العودة، وهو ما ترى دولة قطر أنه الحل الجذري والمستدام لهذا الصراع الذي دام لأكثر من 70 عاما».
وأضاف: «من المؤسف أن نرى بعض الحملات الإعلامية المضللة التي تحاول خلط القضايا وتشويه صورة دولة قطر على حساب الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة في هذه القطر لحظة الفارقة من تاريخ الصراع».
وشدد البيان، على أن قطر «لن تألوا جهدا في تقديم ما تستطيعه من الدعم للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين حتى نيل الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة».
ونشر موقع فضائية «العربية» السعودية، أمس السبت، تصريحات نسبها إلى نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الخليجية، تيموثي لندركنغ، تحدث فيها أن «قطر استجابت بشأن توقيع اتفاق مع إسرائيل».
وبحسب تصريحات المسؤول الأمريكي في مؤتمر صحفي، فإن «قطر أصدرت ردها على اتفاقات التطبيع الأخيرة مع إسرائيل، وأن واشنطن تتفهم ذلك الرد»، كما أن «الحوار معها لا يزال مستمرًا لدفعها باتجاه التطبيع».
«تميم» يتمسك بـ«مبادرة السلام»
وكان أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، قد شدد خلال استضافته لجاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، بقصر البحر في الدوحة، مطلع ستمبر الجاري، على أهمية موقف بلاده الداعي إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية بما يضمن تحقيق مبادرة السلام العربية وعلى أساس حل الدولتين.
وتضم مبادرة السلام العربية، التي وقعتها جميع الدول العربية، بالعاصمة اللبنانية بيروت في 28 مارس2002، بنودا تمنع تطبيع العلاقات مع إسرائيل، طالما لم تلتزم الأخيرة بإعادة الحقوق الفلسطينية على أساس القرارات الدولية.
كما أكدت المتحدثة باسم الخارجية القطرية، «لولوة الخاطر»، في 14 سبتمبر الماضي، عبر مقالة مع وكالة «بلومبرغ» الأمريكية، أن بلادها «لن تنضم» إلى الجيران الخليجيين في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل «قبل حلّ الصراع مع الفلسطينيين».
وفي 13 أغسطس الجاري، أعلنت أمريكا والإمارات و«إسرائيل»، اتفاقًا حول «تطبيع كامل» للعلاقات بين أبو ظبي والكيان الصهيوني خلال المرحلة المقبلة، وهو ما قُوبل برفض قاطع للحركات السياسية في فلسطين وبعض البلدان العربية.
ومساء الثلاثاء الماضي، شهد البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن، مراسم توقيع اتفاقي التطبيع بين البحرين والإمارات من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى.