الأمة| فتح فلسطيني مسلح النار في شارع مزدحم بوسط تل أبيب في وقت متأخر من يوم الخميس، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص قبل إطلاق النار عليه ومفارقته الحياة.
جاء إطلاق النار بعد ساعات من غارة عسكرية إسرائيلية قتلت ثلاثة نشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
ووقع إطلاق النار في تل أبيب في شارع ديزنغوف، وهو شارع شعبي مليء بالمتاجر والمطاعم. امتلأت المدينة بالناس ليل الخميس، بداية عطلة نهاية الأسبوع الإسرائيلية، حيث كانت الاحتجاجات المناهضة للحكومة تجري في المدينة الواقعة على البحر المتوسط.
عملية تل أبيب
وأظهرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي ما يعتقد أنه المهاجم يقف في منتصف الطريق وهو يصوب مسدسا. وقالت خدمة الإنقاذ مدى إن أحد الجرحى في حالة حرجة، فيما قالت السلطات إن القوات الأمنية في المنطقة قتلت مطلق النار بسرعة.
فدائي
من أبطال #فلسطين منفذ عملية #تل_أبيب التي سببت الرعب الشديد لدى العدو الصهيوني واظهرت أنه والله اوهن من بيت العنكبوتسلام الله على روحه الطاهرة pic.twitter.com/WxqaoXreZk
— سيف المشاط (@Ns3kLgDZY0) March 9, 2023
وأظهرت لقطات التقطتها كاميرا أمنية داخل مطعم أن المسلح يقترب من ثلاثة مارة من الخلف على رصيف في الجهة المقابلة من الشارع. أطلق النار على رجل في رأسه، وتركه بلا حراك على الأرض، بينما يفر المارة الآخران.
كذلك، يظهر مقطع فيديو التقطه أحد الهواة على ما يبدو بعد فترة وجيزة المهاجم محاصرًا في زقاق بينما يقف عدد من الإسرائيليين المسلحين بالقرب من الزاوية. وسمع صوت رجل يصيح “أغلقوا النافذة” في وجه أحد السكان. عندما خرج المشتبه به من الزقاق، أطلق عليه الرصاص عدة مرات.
وهرع العشرات من رجال الشرطة ورجال الإنقاذ إلى مكان الحادث الذي تم تطويقه بسرعة.
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كان في روما، إن الحكومة تعمل على “تعزيز قوات الأمن والشرطة التي تقاتل الإرهابيين هذه الليلة وكل ليلة”.
وقتل ثلاثة نشطاء فلسطينيين في وقت سابق يوم الخميس في تبادل لاطلاق النار مع القوات الاسرائيلية في شمال الضفة الغربية.
وقالت قوات الأمن الإسرائيلية إنها داهمت قرية جبع لاعتقال مطلوبين مشتبه بهم لشن هجمات على جنود إسرائيليين في المنطقة. وقالت الشرطة ان المشتبه بهم فتحوا النار على القوات الاسرائيلية التي ردت وقتلت ثلاثة اشخاص جميعهم من حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية.
وتعرفت وزارة الصحة الفلسطينية على الرجال وهم سفيان فاخوري (26 عاما) ونايف مليشة (25 عاما) وأحمد فشافشة (22 عاما) وقالت إنهم أصيبوا بنيران إسرائيلية خلال العملية العسكرية. وأضافت السلطات أن رجلا رابعا نقل إلى المستشفى مصابا بعيار ناري في الرأس.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية صورة لبنادق هجومية ومسدسات وذخيرة وعبوات ناسفة قالت إن القوات صادرتها في جبع جنوب مدينة جنين المضطربة. وقال الجيش إن مسلحين أسقطوا طائرة مسيرة إسرائيلية خلال الاشتباكات.
جماعة الجبع
وقالت جماعة الجبع المسلحة، وهم من الشبان الفلسطينيين الذين حملوا السلاح ضد الاحتلال الإسرائيلي، إن أعضاءها فتحوا النار وألقوا عبوات ناسفة على القوات الإسرائيلية من سيارة سيدان هي الآن محطمة ومدمرة وملطخة بالدماء في وسط المدينة. وقال سكان إن القوات الإسرائيلية قتلت أعضاء من الجماعة كانت إسرائيل قد سجنتهم مؤخرا ونفذت هجوم إطلاق نار مؤخرا عند نقطة تفتيش قريبة.
تميز هذا العام بتصاعد الاضطرابات في أنحاء الضفة الغربية، حيث تصاعدت غارات الاعتقال الإسرائيلية إلى معارك طويلة الأمد مع فلسطينيين مسلحين.
وتضم جماعة الجبع مسلحين من فصائل مختلفة منها الجهاد الإسلامي والفرع المسلح لحركة فتح الوطنية. ويقول مسلحون في القرية إن الجهاد الإسلامي يدعم الجماعة ويزود أفرادها بالسلاح.
المجموعة جزء من اتجاه أكبر للجماعات المسلحة الناشئة في جميع أنحاء الضفة الغربية التي تصعد هجمات إطلاق النار على الجنود والمدنيين الإسرائيليين وتفتح النار خلال الغارات الإسرائيلية على بلداتهم، في تحد للسلطة الفلسطينية التي لا تحظى بشعبية على نحو متزايد. في مناطق شمال الضفة الغربية حيث تركزت معظم المعارك، تتراجع سيطرة السلطة الفلسطينية مع تضاؤل آمال الشباب الفلسطيني في إقامة دولة.
وامتلأت شوارع جبع المزدحمة بالشباب الفلسطينيين بالسواد وهم يهتفون ضد الاحتلال الإسرائيلي ويطلقون النار في الهواء وهم يرفعون جثث النشطاء عاليا.
وقال يوسف حمور (28 عاما) الذي شارك في تشييع الجنازة، إن الغضب الفلسطيني على إسرائيل يتصاعد فقط مع تصعيد عمليات الاعتقال.
قال حمور: “الجميع في حالة صدمة، والجميع غاضبون”. في كل يوم يقتلون المزيد والمزيد منا. اذا هاجمونا سنهاجمهم “.
في زيارة لإسرائيل، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للصحفيين يوم الخميس إنه ناقش المخاوف بشأن تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة مع نظيره الإسرائيلي، وزير الدفاع يوآف غالانت.
وقال وزير الدفاع إن الولايات المتحدة “تحث الجميع على وقف التصعيد”، لا سيما في الفترة التي تسبق شهر رمضان المبارك، الذي يتزامن هذا العام مع عيد الفصح اليهودي.
وقال أوستن: “ما زالت الولايات المتحدة تعارض بشدة الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار، بما في ذلك توسيع المستوطنات والخطاب التحريضي”، مضيفًا أنه “منزعج بشكل خاص” من عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين. “سنواصل معارضة الإجراءات التي تجعل حل الدولتين بعيد المنال”.
وافقت حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي تولت السلطة في أواخر العام الماضي، بالفعل على ترخيص آلاف المنازل الاستيطانية الجديدة، وشرعت البؤر الاستيطانية غير المصرح بها التي أقيمت جزئيًا على أراض فلسطينية خاصة وتعهدت بتعزيز الحكم الإسرائيلي على الأراضي المحتلة. في الشهر الماضي، ردا على هجوم فلسطيني أسفر عن مقتل إسرائيليين، هاجمت حشد من المستوطنين بلدة حوارة الفلسطينية وأضرمت النار في عشرات المنازل والشركات، مما أسفر عن مقتل شخص واحد.
أصدر الجيش الإسرائيلي يوم الخميس تقريرا عن الهيجان حدد سلسلة من الإخفاقات، بما في ذلك عدم كفاية عدد الجنود في المنطقة والحاجة إلى إرسال تعزيزات بشكل أسرع. وقالت “تم استخلاص الدروس” من التنسيق بين الجيش والشرطة وعناصر الأمن الداخلي.
قال قائد الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل هرتسي هاليفي: “هذا حادث خطير وقع تحت مسؤوليتنا وما كان يجب أن يحدث”.
وحث أوستن على الهدوء حتى بعد أن أصدرت حركة الجهاد الإسلامي في غزة تهديدا مبطنا قائلة إن مقاتليها سيردون على غارة الصباح “لردع العدو والانتقام لدماء الشهداء”. وسبق إطلاق الصواريخ من قطاع غزة في أعقاب أعمال العنف في الضفة الغربية.
في وقت سابق من الأسبوع، قُتل ستة فلسطينيين على الأقل في غارة إسرائيلية على مخيم جنين للاجئين. قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن وليد ناصر، 14 عاما، توفي الخميس متأثرا بجروح أصيب بها في مداهمة يوم الثلاثاء.
وقتل 74 فلسطينيا على الاقل نصفهم تقريبا من الجماعات المسلحة في الغارات الاسرائيلية على الضفة الغربية منذ بداية العام. وخلال الفترة نفسها، قُتل 14 شخصًا، جميعهم من المدنيين باستثناء واحد، في هجمات فلسطينية ضد إسرائيليين.
احتلت إسرائيل الضفة الغربية، إلى جانب قطاع غزة والقدس الشرقية، في حرب عام 1967 في الشرق الأوسط، وهي أراض يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم المستقبلية عليها. في العقود التي تلت ذلك، انتقل أكثر من 700 ألف مستوطن يهودي إلى عشرات المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل، والتي يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية وتشكل عقبة أمام السلام.
~AF~
