(إلى روح الإمام الفقيه الداعية فضيلة الشيخ: يوسف القرضاوي يرحمه الله
في جنات الخلود إن شاء الله)
————
مـــــتَّ لــكــنْ بُــعِـثْـتَ فـالـعـلـماءُ … فـــي مـغـانـي أمـجـادِهـم أحـيـاءُ
لـــم نـــزلْ نــذكـرُ الـذيـن دعـتْـهُم … لــلــمـزايـا : الــشَّــريـعـةُ الـــغــرًَّاءُ
هــم أشــادوا ركْـنَ الـمحامدِ تـتلو … فــيـه مـــن زهـــوِ فـخـرِها الآنــاءُ
فــمُــحـيَّـاهُـمُ يــــطـــلُّ عــلــيــنـا … بــالــروايــاتِ زانَـــهـــا الإنـــشـــاءُ
فــكـأنَّـا نـعـيـشُ عــصـرًا حـبَـتْـهم … بـــركــاتٌ مـــــن ربِّــهــم و ثــنــاءُ
كــنــتَ فــيـنـا مُــقَـدَّمًـا ذا مــكـانٍ … مــالــعـلـيـاءِ فـــضــلِــه إخــــفـــاءُ
وإمـــامًـــا وأُســــــوةً فــالــمـآقـي … تــتــمـلَّـى خُـــطـــاكَ والــنُّــظــراءُ
ويـطولُ الـيومُ الـحزينُ فـأصختْ … لــلــمـنـادي الأحـــبَّـــةُ الأوفـــيــاءُ
وتباكى مَن ليس في الموتِ يبكي … لـشـجـونٍ ضــاقـتْ بــهـا الأحـنـاءُ
بـين فـيضِ الأحداثِ نادى صريخٌ … فـاسْـتُـثـيرَتْ لــصـوتِـه الـحـنـفـاءُ
واشْـرأبَّـتْ أعـناقُ قـومي لـخطبٍ … وتـــحـــرَّى الــفــواجـعَ الــنُّــدمـاءُ
هـــي فـــي أُمَّــتـي رزايـــا زمــانٍ … آلَــمــتْــهــا لــبــأسِــهــا الـــــــلأواءُ
وأكــبَّــتْ فــمـا لــهـا مـــن نـصـيـرٍ … غـيـرُ ربِّــي ، فـعـندَ ربِّــي الـرجـاءُ
وتـــرى الــقـومَ بـيـن بــاكٍ حـزيـنٍ … وكـئـيـبٍ قـــد نـــالَ مــنـه الـعَـناءُ
مــاتَ مَــن مـاتَ ! والـسُّؤالُ غـنيٌّ … بــالإجــابــاتِ سِـــفــرُه والــثَّــنـاءُ
فـلِـمـوتِ الأفـــذاذِ حـسـرةُ نـفـسٍ … أضــرمـتْـهـا فــــي الأُمَّــــةِ الأرزاءُ
لــــم تــكـنْ تـــدركُ الـمـكـانةَ لــمَّـا … فــارقـتْ ســـاحَ عــزِّهـا الـعـظـماءُ
فـشـكـتْ ســطـوةَ الـلـيالي ازدراءً … بـبـنـيـها، فــهــل وعـــى الأبــنـاءُ !
مــــالَأَتْ وهــنَـهـا فـألـقـى عـلـيـها … غــمــراتٍ يــعــجُّ فــيـهـا الـشَّـقـاءُ
فــكــأنَّ الـتـاريـخَ غـــابَ فــبـاءَتْ … بــــهـــوانٍ تــصــوغــه الــبــأســاءُ
وكـــأنَّ الأمــجـادَ أخـــوتْ رؤاهــا … فـاسـتـنـامـتْ وغــــادرَ الإيــحــاءُ
آهِ يــــــا أمَّــــــةَ الــمــآثــرِ ولَّـــــى … عــــن مــآتــي زمــانِـهـا الإصــغـاءُ
أمـعَـنَ الـسُّـوءُ والأذى فــي ربـاها … فــتــأذَّتْ وعــــاثَ فـيـهـا الـعـفـاءُ
وبــمــوتِ الــفـرسـانِ زادَ شـقـاهـا … فــاشــرأبَّـت لــلــبـارئِ الـصُّـلـحـاءُ
الــتـقـاةُ الأبـــرارُ والــمـوتُ حـــقٌّ … إذ تــــــوارى الـــهُــداةُ والــعـلـمـاءُ
كـــم فـقـدنـا مـــن الأبـــاةِ رجـــالا … عـرفـتْـهـم فــــي الـغُـمَّـةِ الـغـبـراءُ
وبـكـتْـهُم بـيـضُ الـلـيالي وألـقـتْ … مـــــن رزيَّـــــاتِ بــثِّــهـا الأبـــنــاءُ
يــوسُـفُ الـقـرضـاوي تـرجَّـل لـمَّـا … جـــاءَ لـلـشيخِ مِــن عــلاهُ الـنِّـداءُ
قــدَّمــتْـهُ الأيـــــامُ رائـــــدَ ديــــنٍ … وحـــبَــتْــهُ بــالــرفـعـةِ الــبــلـغـاءُ
ورعــــاهُ الـرحـمـنُ شـهـمًـا تـغـنَّـى … بـالـمـثـانـي فــطــابـتِ الأصــــداءُ
وزهـتْ فـي يـديه أسـمى المعاني … مــغــدقــاتٍ ، والــسُّــنَّـةُ الـــغــرَّاءُ
وأنـــــال الــطــغـاةَ مـــنــه بــيـانـا … يـــومَ ديـــسَ الـتـهديدُ والإغــراءُ
وقـضـاها لــم يـرضَ بـالضَّيمِ دارا … أو تُــجـافـى الـعـزيـمـةُ الـقـعـسـاءُ
ومــشـاهـا والـظـلـمُ كـــان عـــدوًّا … إذ عـــلــيــه تــكــالــبَ الأعــــــداءُ
وبـأعـلـى تـصـريـحِه لـــم يُـداهـنْ … أو يــنــافـقْ ، ولـلـجـنـاةِ اعــتــداءُ
جــدَّ فــي الـدعـوةِ الأثـيـرةِ عـلـمًا … واتِّــــزانًـــا مــيــزانُــه الــبــيـضـاءُ
لــيـلُـهـا كــالـنـهـارِ بـــــاتَ جــلــيًّـا … فــيـه صـــحَّ الـتَّـصريحُ والإيـمـاءُ
ومَــــن اعــتــدَّ بـالـكـريـمِ يـقـيـنًـا … أُلْــبِــسَ الــعُـمْـرَ زهـــوُه والـــرواءُ
الإمـامُ الـجليلُ والـفارسُ الـشهمُ . … . وطــــودُ الــهـدى وهـــذا الإيـــاءُ
عــــاش فــيـهـا مــجـدِّدًا وفـقـيـهًا … ولــديـه مـــن الــغـراسِ اصـطـفاءُ
ومـــــن الـــعــزٍّ قــامــةٌ أكـرمـتْـهـا … رغــــمِ إيــــذاءِ عــصــرِه الـعـلـياءُ
والـمـفاهيمُ مــن هُــدى مـصطفانا … بــيِّــنـاتٌ ومـــــا عـــــراهُ الــريــاءُ
عــاشَ قـرنـا بالله مـعـتصمًا لـلـهِ . … . يـــدعـــو وتــشــهــدُ الــفــضـلاءُ
قــــد مــشـاهـا بــديـنِـه مـطـمـئـنًّا … مــشــمـخـرًا يــهــابُــه الــسُّــفـهـاءُ
مـا أعـزَّ الأبطالَ في لجج الكربِ . … . تـــســـامــى ثــبــاتُــهــم و الأداءُ
وأقــامـوا فــي الـثَّـغرِ لــم يـتـأخَّرْ … عـــن حِــمـاهُ الأبـــاةُ والأصـفـيـاءُ
هــكـذا تـشـهدُ الـسـجون ويــدري … مـــــارآهُ الــســجَّـانُ والــسّـجـنـاءُ
فـي صـلاةٍ لـلمغربِ الـناسُ هاموا … وعــراهـم حــيـن الـصـلاةِ الـبـكاءُ
والـطـواغـيـتُ بـعـدهـا مـنـعـوهم … بـئـسَ بـئسَ الـطاغوتُ والـبغضاءُ
كـــان فـيـهـا إمـامُـهـم قَــرَضَـاوي … وعــــدوُّ الــهـدى هـــمُ الأشـقـيـاءُ
ولـــــه رغـــــمَ بـغـيِـهـم وقَــفــاتٌ … لــيـس تُــطـوَى آثــارُهـا الـحـسناءُ
سـبـقـتْـهـا مــسـيـرةٌ قــــد تــبـنَّـى … مـجـتَناها فــي الـدعـوةِ الأكـفـياءُ
يــوسُـفُ الـفـخـرُ لـلـكـرامِ إذا مـــا … لــلـمـعـالـي تــبــاهــتِ الـــجــوزاءُ
الــفــقـيـهُ الـعـلاَّمـةُالـبَـرُّ أزجـــــى … بــالــهـدى مــــا تــمـنَّـتِ الــغـربـاءُ
صـاحـبُ الـفـكرِ مـسـتنيرًا بـوعـيٍ … مــاطــوتْــهُ بــالـبـهـرجِ الأهـــــواءُ
هـــو أفْـــقٌ مـيْـدانُـه فــيـه تـزهـو … بــالــنَّـواحـي الــبــهـيَّـةِ الــــــلألاءُ
وهــــو الـشـاعـرُ الـمـجـيدُ ولـــولا … مـــا أفــاضـتْ فـــي قـلـبِه الـغـرَّاءُ
لـتـبـاهـتْ بـــه الـقـوافـي حِـسـانًـا … وتــنـحَّـى عــــن دربِـــه الـشـعـراءُ
مــا رأى الـعـيشَ غـيـرَ وقـفـةِ حُـرٍّ … ولأجــــلِ الإســـلامِ كـــان الــنِّـداءُ
فــتـسـامـى بــديــنِـه إذ تـــمــادتْ … بــالــعـداواتِ الــغــارةُ الــشَّـعـواءُ
فــــازدرى الـسَّـفـاحَ الـلـئـيمَ أبــيًّـا … والـطـغـاةُ الـجـنـاةُ فـيـهـا ســـواءُ
وتـــواروا تــحـت الـتـرابِ خـزايـا … إنــهـم فـيـمـا قـــد جــنـوا لــؤمـاءُ
حـيـثُ وَلَّــوْا إلـى الـجحيمِ جـزاءً … ولـــذاك الـمـذمومِ طــابَ الـجـزاءُ
جـــلَّ ربِّــي هــو الـمـعاقبُ مـنـهم … مَـــــن تـــمــادى وأُذْنُــــه صــمَّــاءُ
وتـعـالـى بــئـس الـتَّـعـالي لـنـفسٍ … حـيـن أغــرتْ نـقـصانَها الـكـبرياءُ
إنَّ طــعــمَ انـتـقـامِ ربِّـــي شــهـيٌّ … لـطـغـاةٍ مـــا أذعــنـوا إذ أســـاؤوا
فـعـلـيـهـم لــعـنـاتُ ربــــي بــقـبـرٍ … وبـيـومِ الـحـشر الـقـريبِ الـشَّـقاءُ
هــــم عــصـاةٌ لــلـهِ كِــبـرًا وبـغـيًـا … فــــي حــيــاةٍ لــهـم بــهـا خُــيَـلاءُ
تــأنــفُ الأرضُ أن تــضـمَّ أذاهـــم … فَـــهُـــمُ الـــشَّــرُّ كـــلُّــه والـــبــلاءُ
وهُــــمُ الأعـــداءُ الــشِّـدادُ لــديـنٍ … فــيــه لـلـخَـلْـقِ أمــنُـهـم والـهـنـاءُ
وبــنـوهُ الأبـــرارُ فـــي كـــلِّ أرضٍ … والأُبـــــاةُ الأفـــــذاذُ والــشُّــهـداءُ
هم ضيوفٌ لدى الكريمِ إذا ماتوا . … . فــطــوبـى والــجـيـرةُ الأنــبـيـاءُ
يـالـهـا فـــي جِـنـانِـه مـــن حــيـاةٍ … لــيـس يـفـنـى خـلـودُهـا والـبـهـاءُ
أهـلُـهـا كـــلٌّ مــؤمـنٍ فــي ظــلالٍ … مــالآفـاقِـهـا الــحِـسـانِ انــقـضـاءُ
لــكَ بـشـرى عـلاَّمةَ الـعصرِ فـاهنأ … فــلــك الــرضــوانُ الـعـمـيـمُ رداءُ
لانــزكِّــي عــلــى الـعـلـيـمِ ولــكـنْ … حـسـبُنا فـي الـظنونِ هـذا الـرجاءُ
سَــمْـتُـهُ ربَّــانِــيُّ فــعــلٍ و قـــولٍ … فــيــقــيــنٌ بــــربِّــــه و وفــــــــاءُ
مــاعــلـمـنـا لـــديـــه إلا جـــهـــادًا … أكــــرمَ الـصَّـبـرُ أمـــرَه والـمَـضـاءُ
حــقـبٌ لـــم يـــزل بـلـيـلِ أسـاهـا … صــامــدًا صــابــرًا فـنـعـمَ الـــولاءُ
ولـــديــن الإلــــهِ عــــاشَ حــفـيًّـا … ولــتــلــكَ الــمــكـانـةِ اســتــثـنـاءُ
نـالـهـا الـشـيـخُ والـبـراهينُ تـتـرى … حُـــجَـــجًــا مــالِــبَـثِّـهـا إبــــطـــاءُ
فــلـه الـبـيِّـناتُ فـــي كـــلِّ شـــأنٍ … والــمـواضـيـعُ بـــعــدُ والأســمــاءُ
وأفـــاضـــت مــؤلــفــاتُ عــلــيـمٍ … بــالــمـثـانـي فــأُفــقُـهـا وضَّــــــاءُ
ولِــمـتـنِ الـحـديـثِ شـــانٌ لــديـه … ومـــعـــانٍ قــدســيَّــةٌ وانـــجــلاءُ
ذاك مــنــهـاجُ كـــــلِّ بَـــــرٍّ تـــقــيٍّ … وفــقــيـهٍ لـــــه الـــهــدى أفـــيــاءُ
عـلـمـاءُ الإســـلامِ حــصـنٌ مـنـيـعٌ … فــيـه لـلـنـاسِ عـصـمـةٌ واحـتـماءُ
هـــم لإرثِ الـنَّـبـيِّ عـاشـوا حُـمـاةً … وهُـــــــمُ الأولـــيـــاءُ والــفــقـهـاءُ
وبـــهــم يــرحــمُ الــعـبـادَ إلــهــي … إن تـثـنَّى عـنـد الـخـطوبِ الـدُّعاءُ
كــــم أُجــيـبُـوا ولــلـزمـانِ رزايـــا … لــشــعــوبٍ مــغــلـوبـةٍ وابـــتــلاءُ
والـعـقـوبـاتُ لـلـشـعـوبِ اخـتـبـارٌ … إن تــنــاءى عـــن ديـنِـهـا الأبــنـاءُ
وتـفـشَّى الـفـسادُ فـيـهم وعـجَّـت … ويــح قـومـي بـالـموبقاتِ الـنساءُ
واســتـفـزَّتْ أهــواءَهـم نــزغـات ٌ … مــالــهـم دونـــهــا يـــــدٌ واتِّـــقــاءُ
وهـنـا يـذكـرُ الـمـصابون مَــن هُـمْ … فــــي الـمـلـمـاتِ تُــدفــعُ الـبـلـواءُ
لــم يــزلْ بـعـدك الـرجـالُ رجـالَ . … . الـعـصـرِ مـــا أقـعـدَتْـهُمُ الـضَّـرَّاءُ
هـاهُـمُ الـيـومَ فـي الـثغورِ تـجلَّتْ … رغـــمَ ذا الـخـطـبِ لـيـلـةٌ قــمـراءُ
تـطـمـئنُ الـقـلـوبُ حـيـثُ يُـبـاهي … بــالــرجـالِ الــصـبـاحُ والإمــســاءُ
وبــرؤيــاهُـمُ الــبـشـائـرُ تُـــزجَــى … فـــتــزول الــمــخـاوفُ الــنــكـراءُ
وشــبــابٌ عــلــى الــمـآثـرِ ألْــفــوا … مــجــدَ ديــــنٍ يــعـيـدُه الأتـقـيـاءُ
وعــلـى الـطُّـهـرِ والـهـدى فـتـياتٌ … عِـشْنَ مـا غـرَّهُنَّ مَـن قـد أسـاؤوا
فـد فقدناك شيخنــــــــــــا فتلظَّتْ ….. بلهيبِ استعارِها الأحشـــــــــاءُ
إنَّما روحُك الكريمـــــــــــةُ تحيي … رفـرفـاتٍ عـهـودُها شـمَّـــــــــــــاءُ