الأمة| كشفت مصادر محلية حقيقة ما تردد عن توصل المفاوضات الجارية بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي رفع الحصار عن مدينة تعز.
ونفت المصادر موافقة وفد الحكومة على فتح طريق رئيسي وأحد المنافذ الفرعية مؤكدًا أنه ممثلي الشرعية متمسكون لفتح كافة المنافذ الرئيسية ورفع الحصار نهائيًا، وفقًا لما نشرته صحيفة “مأرب برس”، اليمنية.
وتستضيف العاصمة الأردنية عُمان، منذ الأربعاء الماضي، مفاوضات بين الحكومة ومليشيات الحوثي لفك الحصار عن تعز، ضمن بنود الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة.
وتنص بنود الهُدنة التي يتعمد الحوثي خرقها على وقف جميع العمليات العسكرية الجوية والبرية والبحرية داخل اليمن وعبر الحدود، ودخول سفن الوقود إلى موانئ الحُديدة.
كما تتضمن بنود الهدنة تنفيذ رحلات تجارية للعمل من وإلى مطار صنعاء نحو جهات محددة سلفًا في المنطقة، بالإضافة إلى الاجتماع برعاية أممية لفتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى، مع إمكانية تجديد الهدنة بعد فترة شهرين.
وكشف وفد الحكومة، في وقت سابق اليوم عن تعنت واضح من المليشيات في رفع الحصار عن تعز وهو ما قد يهدد مصير المفاوضات.
مصير المفاوضات
وقال عبدالكريم شيبان، رئيس وفد الحكومة الشرعية، إنه “إذا لم يستجب وفد مليشيات الحوثي لفتح الطرقات والخطوط الرسمية المعروفة التي تربط تعز ببقية المحافظات اليوم الجمعة مساءً سنضطر للتوقف عن النقاش والحوار”.
وأضاف “شيبان”، في بيان صادر عنه: “خضنا على مدى يومين نقاشات شاقة في الصباح والمساء مع الحوثيين ومحاولة إقناعهم بكافة الوسائل المنطقية والموضوعية، لكنهم لم يستجيبوا أبداً لفتح الطرقات”.
ويتمسك وفد الحكومة بفتح طرق “تعز- الحوبان- صنعاء- عدن وطريق بيرباشا- مصنع السمن والصابون- البرح- الحديدة، وطريق البرح -المخاء”، كمرحلة أولى.
تعنت حوثي
وأوضح أن “ما اقترحته المليشيات كان عبارة عن ممر جبلي حميري قديم كان معدّاً لمرور الحمير والجمال ولا يمكن أن تمر فيه سيارة نتيجة ضيقه ووعورته وطوله، وهو معبر يبعد عن المدينة 30 كيلومترا، يبدأ من منطقة الزيلعي ثم يمر عبر قرية أبعر وقرية الصرمين ويصل إلى أسفل جبل صبر في منطقة صالة”.
يذكر أن الطرقات والخطوط التي طالب الوفد الحكومة بفتحها هي الطرق الرسمية المعروفة التي كان الناس يتنقلون فيها بشكل روتيني وطبيعي قبل عام 2015 .
حصار تعز
وتحاصر مليشيات جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، نحو 4 ملايين شخص داخل تعز بالحواجز ونقاط التفتيش لمنع المواطنين من تلبية احتياجاتهم، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني خاصة المرضى الذين يصعب نقلهم خارج المدينة.
وتشهد تعز منذ مارس 2015، معارك مستمرة لمليشيات الحوثي والجيش المؤيد لعلي عبد الله صالح، آنذاك، ضد القوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق، عبد ربه منصور هادي ومقاتلي المقاومة الشعبية، كما أن للمدينة أهمية تاريخية عند اليمنيين.
وتُعرف بأنها العاصمة الثقافية للبلاد، وتقع في المرتفعات الجنوبية، أعلى سفح جبل صبر الذي يبلغ ارتفاعه نحو 3 آلاف متر، وبحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، فإن الحوثيين يقصفون المدنيين في تعز بشكل عشوائي ومتكرر، ما أدى لمقتل المئات وجرح أضعافهم.