
فرضت الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس 2018نفسها علي الساحة السياسية في مصر حيث عاد المرشح الرئاسي السابق الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح الي صدارة المشهد مجددا عبر جولة أوروبية قام بها الي كل من العاصمة الفنلندنية هلنسكي ومرور بلندن والعاصمة التركية أنقرة وسط أنباء رددتها أبواق إعلامية للسلطة عن لقاءات جمعت ابو الفتوح مع رموز التنظيم الدولي هيمنت عليها الانتخابات الرئاسية القادمة وامكانية خوض أبو الفتوح لهذا الاستحقاق المهم .
أبو الفتوح وخلال جولته الاوروبية جدد موقفه الثابت من إمكانية خوض الانتخابات الرئاسية بوضعه شروطا تضمن نزاهة الانتخابات الرئاسية بشكل يمنع تدخل اجهزة الدولة ويضمن رقابة قضائية مستقلة فضلا عن حقوق متساوية لجميع المرشحين في حملات الدعاية و ادخال تعديلات جذرية علي قانون الانتخابات بشكل يوصم العملية بالشفافية والنزاهة.
فيما نقل عن مصادر مطلعة ان هناك رغبة من بعض الشخصيات داخل التنظيم الدولي بإقناع ابو الفتوح بخوض لانتخابات الرئاسية وهو أمرلا يحظي بقناعة لدي الأخير لاسيما ان كل المؤشرات تقود إلي ان اي مرشح سيخوض انتخابات القادمة امام السيسي سيتحول لمجرد أداة لشرعنة فوزه في انتخابات تحصيل حاصل فضلا عن تعرضه لحملات تشويه وتجريس من جانب الأذرع الإعلامية للنظام الحالي.
غير أن تمسك أبو الفتوح بعدم خوض الانتخابات الرئاسية حتي الآن ومطالبته بالحصول علي ضمانات للنزاهة وهو أمر شديد الصعوبة لم يوقف ضغوط – شخصيات إخوانية معروفة بمواقفها المتحفظة علي نهج مكتب إرشاد الإخوان الحالي والذين يحملون الأخير مسئولية ما جري للجماعة من استهداف حكومي وعصف رسمي لم تتعرض له الجماعة طوال تاريحها – لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة بوصفها استحقاقا مفصليا لمستقبل الإخوان .

انفتاح التنظيم الدولي لجماعة الإخوان علي المرشحين المحتملين للرئاسة لم يتوقف عن الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح حيث بدات شخصيات مقربة من التنظيم الدولي دون انتماء مباشر لجماعة الإخوان المسلمين في فتح النوافذ-وان كان بشكل متحفظ مع المرشح خالد علي -للحصول علي ضمانات منه بعوودة تيار الإسلام السياسي الي المشهد ووقف حالة الاستهداف والملاحقةالتي يعاني الإسلاميون منذالثالث من يوليو 2013 متجاهلين الهجوم الذي شهدته شبكات التواصل الاجتماعي ضد علي من أنصار الدكتور محمد مرسي .
ويحاول مقربون من التنظيم الدولي إغراء خالد علي بأصوات التيار الإسلامي وهي كتلة تصويتية ستلعب دورا حاسما في تحديد هوية الرئيس القادم باعتبار ان مقاطعة التيار خلال الانتخابات الرئاسية الماضية قد أصابت العملية الانتخابية بالشلل وسددت ضربات قوية لمصداقيتهاأمام الراي العام العالمي فضلا عن إمكانية تصدي الكتائب الاليكترونية الخاصة بالتيار الإسلامي لحملات التشويه الرسمية الجارية ضد -علي -منذ اعلانه عن خوض الانتخابات الرئاسية .
ولم تترشح انباء حتي الآن عن وصول شخصيات مقربة من التنظيم الدولي لتفاهمات مع علي حول ما يمكن الوصول إليه من توافق بين الطرفين تضمن للمرشح الرئاسي المحتمل أصوات شريحة عالية من التيار الإسلامي فضلا عن تقديم دعم لوجيستي لحملاته الانتخابية ناهيك عن تغطية فضائيات ذائعة الصيت وفي مقدمتها الجزيرة القطرية لحملاته بشكل قد يجعله في منأي عن استهداف رسمي مباشر .

خطوط التنظيم الدولي بدت مفتوحة علي عديد من المرشحين حتي مع من جمعتهم بالإخوان المسلمين عداوة ظاهرة وفي مقدمتهم المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نهاية انتخابات 2012الرئاسية حيث يعتبر شفيق رغم الاختلافات الجذرية معه مرشحا قادرا علي مقارعة السيسي في انتخابات قد تغير شكل المعادلة السياسية في مصر .
يستند انصار الانفتاح علي شفيق داخل جماعة الإخوان علي انه يتمتع بقاعدة شعبية في الداخل أهلته للحصول علي أكثر من 12مليون صوت في الانتخابات الرئاسية عام 2012 ويتمتع بقاعدة تأييد مقدرة داخل مؤسسات الدولة السياسية كما أن له ظهيرا إقليميا في دول الخليج بشكل يرفع من أسهمه بشدة في استحقاق رئاسي مهم في تاريخ مصر حال السماح للفريق المتقاعد واخر رئيس وزراء لمبارك في خوض المعركة .
ويستند المراهنون داخل التنظيم الدولي علي أن تحمس شفيق لقضية المصالحة مع الإخوان ودمج الإسلام السياسي في المشهد المصري قد تكرر في جلسات عديدة له مع شخصيات معارضة مصرية حيث يري أنه لا امل من انقاذ مصر من أزمتها الا بمصالحة وطنية شاملة تعيد الوحدة والوئام البلاد وتطلق رصاصة الرحمة علي سبع سنوات من الانقسام .

يأتي هذا الوقت الذي يري الدكتور حازم حسني الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أن انتخابات الرئاسة المصرية ستكون الأشرس في تاريخ مصر خصوصا اذا نجحت قوي المعارضة للسيسي في الزام الحكومة الحالية بانتخابات شفافة ونزيهة ذات حقوق متساوية لجميع المرشحين مع ضمان حيدة مؤسسات الدولة خلال هذا الاستحقاق .
ولفت حسني في تصريحات خاصة لـ “الأمة ” إلي إمكانية وجود ضغوط غربية علي النظام لضمان شفافية الانتخابات متي توفر مرشحون قادرون علي ضمان استقرار مصر ويتمتعون بالرشد في التعامل مع القضايا ذات البعد الدولي ويتبنون نهجا هادئا في التعامل مع ألوان الطيف المصرية فضلا عن التعهد باحترام التزام الدولة المصرية واذا توفر هذه الشروط فيمكن للغرب التدخل وفرض الانتخابات النزيهة .
واقر حسني بأهمية دور تيار الإسلام السياسي خلال الاستحقاق الرئاسي القادم مع تأكيد علي الاختلافات داخل هذا التيار من حيث الأجندة الوطنية والمشاركة في انتخابات الرئاسة من عدمه كون الأمر لازال يشكل خطا أحمرلدي البعض باعتبار المشاركة في الانتخابات الرئاسية إقرارا بشرعية ما جري في الثالث من يوليو والي ان يصل الإسلاميون إلي توافق في هذا الصدر فساعتها سيكونون فرس الرهان .
ونبه إلي أن أي مرشح يفكر في خوض الانتخابات الرئاسة سيتعرض لحملات تشويه غير مسبوقة وسيرتبط الأمر بقدرتهم علي تحمل هذه الضغوط فاذا لم يتوفر المرشح القادر علي مواجهة هذه الضغوط فستتحول هذه الانتخابات الي تحصيل حاصل .