أعادت أزمة إفلاس البنوك الأمريكية الثلاثة بما شهدته الولايات المتحدة في عام 2008، حين عانت من انهيار مالي كبير أثّر حينها على الأسواق العالمية، ومنها العربية، ما يثير تساؤلات عن تداعيات ما يحصل حالياً؛ هل يطولها مجدداً أم لا؟
في مؤشرات أولية بعد إعلان “سيليكون فالي” إفلاسه كثالث بنك يقدم على ذلك، تراجعت أسعار النفط التي تعد محفزاً رئيسياً للأسواق المالية الخليجية، 4 دولارات، متأثرة بانهيار البنك.
انهيار ثلاثة بنوك أمريكية في أقل من أسبوع يثير علامات تساؤل حول متانة القطاع المصرفي في الولايات المتحدة ، وإمكانية تكرار سيناريو الأزمة المالية العالمية ، التي اندلعت شرارتها مع إفلاس بنك ليمان براذرز عام 2008.
موجة ذعر كبيرة في الأسواق العالمية اليوم ، وانكشاف لدول على البنوك الأمريكية المنهارة يظهر حجم الأزمة وصعوبتها .. بنوك تتداعى كالورق الذابل، والسبب طبيعة النظام المصرفي الذي يعاني من ثغرات ومصاعب أفرزتها سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والزيادات المتتالية لمعدلات الفائدة لمكافحة التضخم منذ أكثر من عام.
البنوك الأمريكية وأسباب الانهيار
وقبل الدخول في أسباب الانهيار المفاجئ لبنك سيليكون فالي وبنك سلفرجيت وبنك سيجنتشر اليوم، لا بد من الإشارة إلى أن السياسات النقدية الأمريكية والمعالجات للمشكلات الاق…
قال خالد إسماعيل الشريك المؤسس لصندوق “هيم أنجل Him Angel” إن عدد الشركات الناشئة المصرية التى تتعامل مع بنك سيليكون، الذى أعلن تعثره فى الولايات المتحدة مؤخرًا، فالى يقدر بعشرات الشركات، مضيفًا أنه يصعب تقدير عدد الشركات فى الوقت الحالى.
أضاف أن حجم أموال الشركات المصرية المودعة فى البنك تتراوح بين عدة ملايين و100 مليون دولار.
وقال في تصريحات له إن الشركة ستفصح عن الأمر فى غضون أيام لأخبار المستثمرين بحقيقة الأمر.
ويتخصص البنك فى تلقى الودائع من الشركات الناشئة حول العالم وتعرض لمشكلات مالية أثرت على قدرته على رد أموال المودعين بعد أن اضطر لبيع استثماراته فى سندات الخزانة الأمريكية بخسائر كبيرة.

وقدر مسئول بأحد صناديق الاستثمار فى الشركات الناشئة عدد الشركات المصرية الناشئة المتأثرة بما حدث لبنك سيليكون فالى بين 40 و50 شركة، منها شركات ناشئة حصلت على تمويلات كبيرة مؤخراً.
أوضح أنه خلال الساعات القليلة المقبلة سيتم الإفصاح عن هذه الشركات، مبيناً أن التأثر نسبى لأن هناك كانت تضع معظم أموالها فى البنك فى حين كانت تقوم شركات أخرى بسحب الأموال لدعم استثماراتها المحلية.
ااالبنوك الأمريكية والودائع العربية
من ناحية أخرى قال البنك المركزى المصرى إنه لا توجد أية تداعيات سلبية على القطاع المصرفى المصرى تأثرًا بالأوضاع المالية التى يتعرض لها بنك «سيليكون فالى» الأمريكى – المتخصص بتمويل الشركات التكنولوجية والناشئة.
أضاف البنك فى بيان صدر فى وقت متأخر أمس أن البنوك المصرية لا تمتلك أية ودائع أو توظيفات أو معاملات مالية لدى “سيليكون فالى
ووظهرت تداعيات انهيار البنوك الأمريكية علي المنطقة العربية بشكل واضح حيث تراجع المؤشر السعودي في البورصة 0.8%، في حين أغلق مؤشر دبي على انخفاض 0.9%، كما انخفض المؤشر القطري 1.5%، خلال الأيام القليلة الماضية ..
انخفض كذلك مؤشر الأسهم القيادية المصري 3.1% في اليوم ذاته، متأثراً بانخفاض سهم البنك التجاري الدولي، أكبر مقرض في البلاد 3.9%، على خلفية انهيار البنوك الأمريكية الثلاثة.
االأزمة الأمريكية والبورصات العربية
تعليقاً على ذلك، قال فادي رياض، كبير محللي السوق لدى “كابيكس دوت كوم”، في تصريحات له ، إن الإخفاقات التي يشهدها القطاع المصرفي الأمريكي لا تزال تؤثر على أسواق الأسهم الخليجية، وزادت من حالة عدم اليقين حول السياسة النقدية الأمريكية
وفي نفس السياق قال الخبير الاقتصادي الدكتور اشرف دوابة أن هذه الأزمة أدت إلى فقدان القطاع المصرفي في أمريكا 190 مليار دولار من قيمته السوقية، نتيجة للتدافع لبيع أسهمه، ومن ناحية أخرى أكدت لجنة تأمين الودائع الفيدرالية –التي أصبح كل من سيليكون فالي وبنك سيجنتشر تحت تصرفها– أن عملاء كلا البنكين سيتم تعويضهم، علماً بأن هذا التأمين يغطي الودائع حتى 250 ألف دولار،
واضاف في تصريحات له أن ما يربو على 93% من ودائع البنك البالغة 161 مليار دولار غير مؤمن عليها لأنها تزيد على هذا المبلغ، وفي الوقت نفسه أعلن بنك سيلفرغيت أنه سيتم سداد جميع ودائع العملاء بالكامل في ظل التصفية الطوعية للبنك.

وفي هذا الإطار وبحسب دوابة فقد أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن دافعي الضرائب الأمريكيين لن يتحملوا أي خسائر لهذين البنكين وفق نظام حماية الودائع، مؤكداً الثقة والأمان في النظام المصرفي الأمريكي، مع العمل على تعزيز قواعد البنوك، ومنع هذه الأزمة من التكرار مجدداً.
ونبه إلي أنه لا يمكن إغفال آثار هذه الأزمة التي عمت بوتقة مصائبها بصورة متوازية لبنوك ثلاثة، على العديد من شركات رأسمال المخاطر الناشئة لا سيما شركات التقنية، وتسريح العمالة بها كلياً أو جزئياً، فضلاً عن التأثر السلبي الذي أصاب العديد من بورصات العالم في عالم مفتوح ترتبط فيه الأسواق المالية.
واعتبر الأزمة إنذاراً مبكراً للنظام الاقتصادي العالمي القائم على اقتصاد وهمي يقدس الديون والنقود ويبني بها هرماً مقلوباً تتضاءل فيه الأصول الحقيقية، ومع ذلك فإن لملمة الحكومة الأمريكية للأزمة وعدم اتساع رقعتها هو الأمر الذي يفرض نفسه لا سيما في ظل الظروف التي يعاني منها الاقتصاد الأمريكي من ارتفاع نسبة التضخم.
ومضي الخبير الاقتصادي المصري :ويبقى الدرس الأهم؛ وهو أن الربا كله شر، فرفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة، واستثمار البنوك في السندات كان كالمستجير من الرمضاء بالنار، كما أنه درس للعملات الرقمية التي أصبحت سوقاً للمقامرة والغرر، ودرس للذين كذبوا على الناس وادعوا أن فوائد البنوك ليست ربا،
وشدد علي أن إفلاس بنك سيلكون فالي ما جاء إلا لعجزه عن تغطية الفوائد على الودائع من الفوائد على القروض، فوظيفته كغيره من البنوك هي التجارة في النقود، والخير كل الخير في النظام الاقتصادي الإسلامي الذي حرم الربا والغرر، وجعل الأصول المالية لا تنفصم عن الأصول الحقيقية، وجعل العملة يتاجر بها باعتبارها وسيطاً للتبادل ومقياساً للقيم، وليس سلعة يتاجر ويقامر فيها.