
أسقطت مجزرة استهدفت المصلين في مسجدين بنيوزيلندا أثناء صلاة الجمعة 15 مارس، 49 قتيلاً وعشرات المصابين، في حادث بشع روع سكان دولة تنخفض فيها نسبة الجريمة بشكل عام، ولم تطَلها بعد حوادث الإرهاب الأسود، فما الذي حدث؟ ومن مرتكب أو مرتكبو تلك المجزرة؟ وما هي دوافعها؟

من هو منفذ المجزرة ضد المصلين في نيوزيلندا؟
يقول مرتكب الجريمة عن نفسه: «رجل أبيض عادي يبلغ من العمر 28 سنة، مولود في أستراليا لأسرة متوسطة ذات دخل منخفض، والدي من أصول اسكتلندية أيرلندية إنجليزية. عشت طفولة عادية دون مشاكل كبرى، ولم أكن مهتماً بالتعليم أثناء الدراسة، ولم أدخل الجامعة حيث لم أكن مهتماً بأي شيء يمكن تعلمه هناك.
عملت لبعض الوقت حتى ادخرت بعض المال استثمرته في البيتكونيكت، ثم استخدمت المال في السفر. وكنت أعمل مؤخراً كعامل توصيل للكباب. أنا رجل أبيض من عائلة بيضاء قررت أن أتخذ موقفاً لضمان مستقبل شعبنا»!
كم عدد الضحايا؟ وأين سقطوا؟
قتل 49 شخصاً بينهم أطفال وأصيب العشرات بجروح خطيرة في إطلاق نار استهدف مسجدين خلال صلاة الجمعة في مدينة كرايستتشيرش جنوب نيوزيلندا.
هل المجزرة استهداف للمهاجرين عموماً في نيوزيلندا أم استهداف للمسلمين بشكل خاص؟
– مفوض الشرطة النيوزيلندية أجاب على السؤال، مؤكداً استهداف المسلمين تحديداً: «يبدو أن هذا عمل إرهابي؛ لأنه نشر بياناً ويبدو أنه استهدف المسلمين تحديداً».
أما السفاح نفسه فلم يستخدم «ربما» ولكن كراهيته واستهدافه للمسلمين كانا واضحين دون مواربة. يقول: «نفذت هجومي كي أوضح للغزاة أن أرضنا لن تكون أبداً أرضهم،» هكذا كتب في بيان أكثر من 70 صفحة نشره قبل تنفيذ مجزرته.
البيان عبارة عن سؤال وجواب يوضح من هو السفاح، وكيف أنه جاء إلى نيوزيلندا كي يخطط ويتدرب لتنفيذ جريمته، مؤكداً أنه يستهدف المسلمين بشكل خاص وليس المهاجرين بشكل عام!
«انتقاماً لاستعباد ملايين الأوروبيين الذين أخذهم الغزاة المسلمون من أراضيهم. وانتقاماً لآلاف الأوروبيين الذين فقدوا أرواحهم في هجمات إرهابية عبر أوروبا. «لأقلل معدلات الهجرة إلى أوروبا عن طريق الترهيب وإبعاد الغزاة أنفسهم.
هل قام السفاح منفرداً بتنفيذ الهجوم على المسجدين؟
كل الشواهد تشير إلى أن الإجابة هي نعم، ولكن رئيس الشرطة في نيوزيلندا لم يعط إجابة محددة في انتظار اكتمال التحقيقات.
ولكن طبقا لأستاذ القانون الدولي في جامعة وايكاتو بنيوزيلندا: «الأقرب أنها خلية إرهابية نفذت الهجوم المنسق على المسجدين،» مضيفاً لصحيفة ستاف النيوزيلندية: «لو أنها خلية لابد أن نسأل كيف لم يتم الكشف عنها لأن هذا هو دور أجهزة الأمن وربما كانت تلك الأجهزة تبحث في المكان الخطأ».
إذا كان السفاح أسترالياً فلماذا نفذ جريمته البشعة في نيوزيلندا؟
نيوزيلندا لم تشهد أبداً جرائم كراهية كبرى ضد المسلمين، ويبدو اختيار المجرم للمسجدين ضمن ما يطلق عليه رجال الأمن بالمنطقة «الرخوة أمنياِ»، حيث إن البلاد لا تشهد تهديدات إرهابية تستدعي رفع درجة اليقظة.
عبرت أفراد الجالية الإسلامية في نيوزيلندا عن صدمتهم وحزنهم العميق، وقال أحدهم من مارلبوروه لستاف: «هذه نيوزيلندا يستحيل أن يحدث هذا هنا!».