- التحوُّل المذهبي.. تعالوا إلى كلمة سواء - السبت _16 _مايو _2020AH 16-5-2020AD
- هاني طاهر يكتب: كورونا.. فرصةُ المحتالين - الأربعاء _18 _مارس _2020AH 18-3-2020AD
- هاني طاهر يكتب: بُنِيَ الميرزا على أربع أكاذيب - الأحد _15 _مارس _2020AH 15-3-2020AD
كتب مسيحيّ رسالة للميرزا أنّ نبوءة موت عبد الله آتهم لم تتحقق، فردّ عليه الميرزا بقوله:
“وإذا ثبت أن نبوءة واحدة من نبوءات يسوع – إله المسيحيين الميت – تساوي هذه النبوءةَ درجةً، فنحن جاهزون لدفع كل نوع من الغرامة. فلم يتنبأ ذلك الإنسانُ الضعيف سوى أن الزلازل تحدث والقحط يصيب والحروب تندلع، فلعنة الله على قلوب استدلَّت من أمثال هذه النبوءات على ألوهيته، واتخذت الميت إلها لها”. (عاقبة آتهم، ص 176)
أقول: لم يستدلّ المسيحيون على ألوهية المسيح بنبوءات الزلازل هذه. ثانيا: معجزات المسيح ليست مجرد تنبؤ بالزلازل، فهو يحيي الموتى على الحقيقة، سواء كان ذلك عند المسيحيين أم عند المسلمين. وهو يشفي مَن كان قريبا من الموت، كما عند سيد أحمد خان، ولا أعرف أحدا قال إن ذلك مجرد تنويم مغناطيسي قبل الميرزا.
وعلى فرض أنّ المسيح ليس له أي معجزة سوى أنه تنبأ بزلزال، فلا بدّ أن يكون قد حدث ذلك الزلزال، أما نبوءة آتهم فلم تتحقق.
ويتابع الميرزا:
” فأتساءل: ألا تحدث الزلازل على الدوام، ألا يصيب القحط دوما، ألا تستمر الحروب في مكان ما من العالم، فلماذا سمّى ذلك الإسرائيلي السفيهُ هذه الأمور العادية نبوءةً؟”. (عاقبة آتهم، ص 176)
أقول: كل هذا الشتم للمسيح ليس سببه غيرةً على الإسلام كما يحرّف الأحمديون، على فرض أنه يجوز لك شتم المسيح لتعبّر عن غيرتك المغشوشة هذه، إنما السبب هو تنفيس عن حقده على مَن ينتقد نبوءة موت آتهم.
ويتابع الميرزا:
“ثم حين سألوه آية قال لهم يسوع المحترم: “جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ” انظروا كيف فكَّر في سدّ باب السؤال، فكل من سيفكر في طلب المعجزة منه سيخطر بباله أنه سيعدّ – بطلبه هذا – من جيل شرير وفاسق”. (عاقبة آتهم، ص 177)
أقول: الميرزا يكذب هنا كذبا واضحا، فالمسيح حين قال لليهود ذلك كان قد قدّم معجزات كثيرة جدا، باعتراف المسلمين والمسيحيين، فقوله هنا ينبغي حملُه على الخاصّ، فلم يقصد بالآية مجرد معجزة، وإلا لا تصحّ الآيات القرآنية ولا تصحّ الأناجيل. فإنْ قيل إنما يلزمهم الميرزا بنصوصهم، قلنا: يمكن حملُ هذا النصّ على مَن رفض تلك الآيات الواضحة كلها، فهذا لن يرى إلا هذه الآية. والواجب الكيل بمكيال واحد مع الجميع ونصوصهم، لا اقتناص الفرصة لنقدهم كيفما اتُّفق.
ويتابع الميرزا:
“فمثلُه كمثل الشرير المكار الذي كانت روحُ يسوع قد حلَّت فيه، وأشاع في الناس أنه يعرف وِردًا إذا ردَّده أحدٌ فسيتمكن من رؤية الله سبحانه وتعالى من أول ليلة، بشرط ألا يكون المردِّد ولد حرام؛ فمَن يمكن أن يقول إنه لم يتمكن من رؤية الله بعد قراءة الورد، لأنه إذا قال ذلك سيُعدّ ابن حرام، فأخيرا لم يجد كل مردِّدٍ بدا من التصريح بأنه قد رأى الله سبحانه وتعالى”. (عاقبة آتهم، ص 177)
أقول: هذه الحيلة أحمدية ميرزائية، حيث إنّ من لا يُستجاب دعاء الميرزا أو الخليفة بحقه فهو ضعيف الإيمان!! ولأنهم لا يريدون أن يظهروا بهذا المظهر فيضطرون للزعم أن الدعاء استُجيب.
ويتابع الميرزا مستخفا بالمسيح:
“فنحن الفداء لتدابير يسوع الذي خلق هذه العراقيل، وهذا كان دأبه على الدوام؛ إذ سأله أحد اليهود ذات يوم لسبر شجاعته: يا معلم … هل يجوز أن تعطى جزيةٌ لقيصر أم لا؟ فخطر بباله فورَ سماعِ هذا السؤال أنه إذا قال لا، فسيُعد ثائرا ومتمردا، وكما منع طالبي المعجزة بإسماع نكتة، قام بنفس التصرف هنا أيضا فقال: أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله، رغم أنه كان يؤمن شخصيا أن ملِك اليهود يجب أن يكون منهم لا من المجوس، وبناءً على ذلك قد شُرِيَت الأسلحة أيضا، وتَسمَّى أميرا أيضا، لكن الحظ لم يحالفه”. (عاقبة آتهم، ص 178)
هذه النصوص أيضا يمكن حملها بسهولة على محْمَل حَسَن.
ويبلغ الحقد ذروته وتبلغ الوقاحة قمّتها حين يقول:
“ومما يثير الخجل الكبير أن تعليمه على الجبل الذي يُعتبر مغزى الإنجيل، سرقَه من كتاب اليهود التلمود. وزعم أنه تعليمه، ومنذ اكتشاف هذه السرقة يواجه المسيحيون خجلا كبيرا منذ افتُضح في ذلك، ولعلّه أقدم على ذلك محاولة منه لنيل النفوذ بتقديم التعليم الرائع، غير أن وجوه المسيحيين اسودّت بسبب تصرفه غير اللائق هذا”. (عاقبة آتهم)
أقول: يحاول الميرزا أن يغطي على سرقاته، ولكنه يدين نفسه وجماعته، ويقول: “إنّ وجوه الأحمديين اسودّت بسبب تصرف الميرزا غير اللائق وسرقاته المشينة، سواء كانت فكرية أم لغوية”.
ويحاول الميرزا النيل من موعظة الجبل بعد أن زعم أنها مسروقة، فيقول:
“ثم من المؤسف أن ذلك التعليم أيضا ليس رائعا جدا، إذ يردّه العقل والضمير معا. لقد كان له أستاذ يهودي تعلَّم منه التوراة درسا، ويبدو أن الله إما لم يمنّ عليه بحظ كبير من الذكاء والفطنة، وإما مِن شر ذلك الأستاذ أنه أبقاه ساذجا. على كل حال وباختصار؛ لقد كان ضعيفا في القوى العلمية والعملية، لهذا اتبع الشيطان ذات مرة”. (عاقبة آتهم، ص 178)
أقول: تذكروا أنّ كل هذه الوقاحة لمجرد أن قيل له إن نبوءة آتهم لم تتحقق. ولا أرى أن أتابع في نقل نصوصه حيث إنها توغل في قلة الأدب.
ثم يقول:
“فمن حمق المسيحيين أنهم يؤمنون بمثل هذه النبوءات، أما النبوءة عن آتهم التي تحققت بجلاء وصراحة فلا يزالون يشكون في مصداقيتها”. (عاقبة آتهم، ص 178)
ثم يزعم أنّ هؤلاء المسيحيين أساءوا للرسول صلى الله عليه وسلم، فكان عليه أن يردّ بهذه الطريقة، ثم يقول:
“والقساوسة يعترفون أن يسوع ادّعى الألوهية ووصف موسى عليه السلام بأنه قاطع طرق ولصّ”. (عاقبة آتهم، ص 178)
وقد كذب الميرزا هنا، فالمسيح في قوله: {الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ. 8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ، وَلكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ} (إِنْجِيلُ يُوحَنَّا 10 : 7-8)، لم يقصد بهم الأنبياء وموسى عليه السلام، بل قصد المدّعين الكذبة.
وكتب في حاشية على الحاشية أخيرا: “إذا بدّل القساوسة دأبهم الآن وتعهدوا بأنهم لن يسبّوا نبينا صلى الله عليه وسلم، فنحن أيضا نتعهد أننا سنحاورهم بكلمات لينة، وإلا فكما يدينون يُدانون”. (عاقبة آتهم، ص 179)
وهذا يذكّرني بشاب فلسطيني أسمعَتْه مستوطِنة شتائمَ بحق الإسلام، فما كان منه إلا أن بدأ يشتم موسى عليه السلام!!