من المصاحفِ فاضَ النُّورُ فرقانا
ولم يدعْ لفلولِ الشركِ عنوانا
والجاهليَّاتُ في أحقابها فُضِحَتْ
وأغلقتْ في الورى أبوابَها الآنــا
فلا تغرَّنَكُم صيحاتُها فلهــا
هذا الهُـراءُ الذي وجههـا بــانــا
لنا بدين الهدى مجــدٌ ومنزلةٌ
يطيبُ بستانُه روحا وريحانا
وفي الظلالِ التي مازالَ أعذبُها
يحيي الأواصرَ أحبابا وإخـوانا
حيَّاهُمُ اللهُ مافُلَّتْ عزائمُهم
عواصفُ الشَّرِّ حيثُ الركبُ مـا هــانا
في روضِ دعوتنا يفترُّ مبسمُه
ولن يهادن طاغوتـا وصبيانا
ربوعُه الخضرُ والأفنانُ مورقةٌ
وماؤُها العذبُ يروي الماءُ ظمآنـا
ورفعةٌ من مغاني المجدِ تحملُها
أطيافُ تاريخه الميمونِ عرفانا
ياحبَّذا الآيُ تتلوهـا حناجرُنا
وحبَّذا الفجرُ بالقرآنِ يلقانا
وتلكمُ القيمُ العليا لنا حللٌ
أينكرُ الناسُ والتاريخُ ذكرانا !
وهذه الأرضُ للإسلامِ شاهدة
لمَّا حباها الهنـا من قبلُ هتَّـانا
من المصاحفِ فاض النُّورُ مؤتلقًـا
ولم يدعْ لظلامِ الكفرِ ما كانـا
وليس تخزى بأرض اللهِ همَّتُنـا
حاشا لربِّ الورى في الكربِ ينسانا
نرجوه رحمتَه في كلِّ سانحةٍ
تأتي ونسألُه عفـوًا وغفرانا
ونحمدُ اللهَ في حالٍ نكابدُها
هي ابتلاءٌ أصابَ الفــذَّ عثمانا
وفي البلاءِ اختباراتٌ لأمتنا
ومن دجاها يكون الصبحُ مزدانا
ونشكرُ اللهَ في الأحوال أجمعها
وإنه لدليلٌ حاز إيمانا
والحمدُ لله لاتُحصَى له نِعَمٌ
فجـلَّ بارئنا الأعلى ومولانـا
نحيا ويمنحُنا من جوده همـمًـا
عشنا بها للغدِ الموعودِ فرسانا
وللثباتِ على دين الهـدى شعبٌ
أقلُّها أن ترى في السَّاحِ أعـوانا
صبرًا ولا تزدي إن حان موعدها
في ساحها أحدًا فالدِّينُ أحيانا
فَلْتَكتَحِلْ بالهدى والصبرِ أعيننا
غــدًا ترى يا أخا الإسلام برهانا
يكفيك فخرًا بأنَّ المصطفى يدُه
أعلتْ لأهلِ دعاةِ الحـقِّ بنيانا
ولم تزل سُنَّةُ الهادي محجتَنا
فلن نهون وربُّ العرشِ أعطانا
تفنى القرون ويبقى سِفرُ شرعتِه
للعالمين بفضلِ اللهِ ريَّانا
أكرمْ بها دعوةً للهِ خالدةً
ضمَّتْ أواصرُها شيبًا وشبانا
والفتحُ آتٍ بحولِ اللهِ نلمحُه
هيهات أن لانرى للفتحِ ركبانا