في القَلبِ مَحفُورٌ وفي الوِجْدانِ
يا خادماً للعلم والإيمانِ
نَهْراً جَرَيْتَ فكنتَ عَذْباً سلسلاً
تروِي النُّهَى من كوثر القرآنِ
فنَشرتَ نُوراً في رُبُوعِ بلادِنا
سيَظَلُّ ذا ألقٍ مَدَى الأزمانِ
يا (مُصطفى محمودُ) واسْمُكَ هكَذا
نَعتٌ يُطابِقُ جَوْهرَ الإنسانِ
الخُلْدُ في الدنيا بذكرك يَحتفِى
والخُلدُ في الأَخرَى لَدَى الرحمنِ
فَبِمْثْلِكَ الأوطانُ تَرفَعُ رأسَها
وتَتِيهُ عند تَفاخُرِ الأوطانِ
مهما تَجاهَلَكَ اللئامُ لِلُؤْمِهمْ
فـ الفَذُّ يَسْتعصِي على النسيانِ
وَرَّثْتَنا عِلْماً عَظِيماً نَفْعُهُ
رَصَّعتَهُ فِكْراً عَظيمَ الشانِ
تَهْدِي بِهِ عَقلَ الحَيارَى في الدُّجَى
حتى دُعيتَ بمرشد الحَيْران
فالعَقْلُ أَسْمَى ما رُزِقنا نِعْمةً
وبِغَيْرِهِ الإنسانُ كالحَيوانِ
فَمِنَ الخُرافَةِ لِليَقينِ أَخَذْتَهُ
تَلْوِي العِنانَ بِحُجَّةٍ وبَيانِ
فَجَزاكَ رَبُّكَ عن جِهادِكَ جَنَّةً
في صُحبةِ الهادِى بِخَيرِ مَكانِ