مَا لِي وَِلِـ (القُدْسِ) خَلُّونِي وَأحْزَانِي
قَد هَدَّنِي الصَّمْتُ إِذْ آثَرْتُ كِتْمَانِي
…
كَمْ مَـرَّةٍ قُلْـتُ : أَعْـدُوا نَحْوَهُ بَطَـلاً !
مَــا رَدَّنِـي عَـنْهُ إلَّا ضَـعْفُ إِيْمَـانِي
…
أَخَافُ إِنْ قُلْتُ : مِعْرَاجُ الرَّسُولِ بِِهِ
أُزَجُّ فِي السِّــجْنِ أَو أُرْمَى بِنِيْرَانِ
…
وَلَسْـتُ أَشْـــتَاقُ للجَـنَّاتِ أَنْصُـرُهُ
وَأَوَّلُ البَـذْلِ : رُوحٌ طَـىَّ أَكْفَــــانِ
…
وَأَدْفَـعُ المَـالَ لا أرْجُــو بِهِ عِوَضـاً
إِلَّا بِمَا شِئتُ مِنْ فَيْضٍ وَرِضْوَانِ
…
دَعْنِي أُرَاوِحُ فِي رُعْبٍ وَفِي فَزَعٍ
أَصُمُّ عَنْ صَـرْخَةِ المَكْلُومِ آذَانِي
…
بِـ ( اللهِ ) لا تَطْرُقُوا بَابِي فَلَسْتُ لَهَا
مِمَّـنْ تُعِــدُّونَ مـنْ : خَــيْلٍ وفُرْسـانِ
…
هَـذَا ( حِصَـانِي ) وَقَـدْ أَبْقَـيْتُهُ زَمَناً
مُقَـيَّدَ الخُطْــوِ لا يَسْــعَي لِمَيْــدَانِ !
…
وَكَـمْ تُنَادِيْـهِ لِـ ( الأَقْصَـى ) مَـآذِنُهُ
وَتَشْــتَكِي الـذُّلَّ مِنْ بُومٍ .. وَغِرْبَانِ
…
أَمَـنْ يَعَــضُّ عَلَـى مَــالٍ بقَـبْضَـتِهِ
كَمَنْ يَعَضُّ عَلَى سَيْفٍ بِأسْـنَانِ ؟!
…
بَيْتِي مِنَ الطِّـينِ وَالأمْـوَاجُ عَـاتِيَةٌ
وَلَيْسَ لِي مِنْ حِمَى سَقْفٍ وَجُدْرَانِ
…
إِنَّ الأُلَى بَادَلُـوا بالقُـدْسِ عَرْشَهُمُ
وَآثَرُوا وَهْـــمَ كُـرْسِــيٍّ وَتِيْجَــانِ !
…
نَادَيْتُهُمْ فِي عَجَاجِ الوَقْتِ فَانْصَدَعَتْ
أَكْبَادُهُـمْ وَانْثَنَوا فِي رَجْفِ خِصْيَانِ
…
أَنَـا الـمُزَيَّفُ ( تَارِيْخِي وَأُمْنِيَتِي )
فَمَنْ تُرَى يَرْتَضِي ذُلِّي وَخِذْلانِي ؟
…
جَدِّي ابْنُ ( أيُّوبَ ) لا تُنْسَى مَآثِرُهُ
فَعُدْ لَنَا يَا : صَلَاحَ الدِّينِ مِنْ ثَانِي
———-