رصد الكاتب الصحفي المصري «قطب العربي» -مقيم في تركيا- عددًا من الملاحظات حول نتائج «الجولة الأولى» من الانتخابات التركية، نذكرها في السطور التالية:
1- نسبة المشاركة تجاوزت النسب السابقة ارتفاعا إلى 89% ما يؤكد تجذر التجربة الديمقراطية التركية.
2- تعرضت مصداقية استطلاعات الرأي لاهتزاز بسبب توقعاتها الكبيرة بتقدم المعارضة على مستوى الرئاسة والبرلمان بخلاف النتائج الفعلية
3- أصيبت المعارضة بصدمة نتيجة انهيار رهاناتها حول فوزها الكاسح من الجولة الأولى في الرئاسة والبرلمان أيضا، وهي الرهانات التي صدرتها للشعب فصنعت وهما كبيرا كشفته النتائج الفعلية، وهذه الصدمة ستنعكس سلبا على أدائها في جولة الإعادة.
4- رغم الدخول إلى جولة ثانية على مستوى الرئاسة إلا أن تحالف الجمهور الحاكم حافظ على أغلبية برلمانية مريحة تمكنه من تولي رئاسة البرلمان وتولي رئاسة اللجان الأساسية فيه
5- هذه الأغلبية البرلمانية ستكون عنصرا أساسيا في جولة الإعادة حيث سيفكر الناخبون في التصويت لصالح الرئيس أردوغان بعد اكتشافهم لأوهام المعارضة من ناحية، وحتى يحققوا انسجاما بين الرئاسة والبرلمان من ناحية أخرى، ولا يقعوا فريسة خلاف البرلمان مع الرئاسة (حال فوز كليشيدار) ما قد يهدد بالدعوة لانتخابات مبكرة والعودة إلى حالة عدم الاستقرار السياسي الذي عانت منه تركيا كثيرا من قبل..
6- وهذه الأغلبية البرلمانية (حال فوز كليشيدار) ستكون حائلا دون نجاحه في مهمته، وستمنعه من إجراء أي تعديل دستوري أو قانوني، وستضع له العصي في الدواليب دوما خاصة مع وجود الوزراء والقادة الكبار لحزب العدالة والتنمية داخل البرلمان مثل وزراء الدفاع والخارجية والداخلية والشباب الخ.
7- بهذه النتيجة يكون جزء كبير من مخاوف اللاجئين عموما والعرب خصوصا قد زالت مع وجود أغلبية برلمانية للعدالة والتنمية كفيلة بحمايتهم ومنع إصدار تشريعات ضارة بهم.
8- ظهر دور المجنسين الجدد في هذه الانتخابات وكان لهم دور في الحشد والتعبئة شهد به حزب العدالة ولاحظته المعارضة وقد أشار إليه المرشح الثالث سنان أوغان في تصريحات عقب إعلان النتائج.
9- مرت العملية الانتخابية بسلام بشكل عام عكس المخاوف الكبيرة التي سبقتها، ومن الواضح أن وزارة الداخلية كانت جاهزة بشكل كبير للتعامل مع أي تداعيات.
10- هذه النتيجة ربما هي التي منعت انفجارا كان محتملا حال فوز أردوغان وحزبه، فتأخر أردوغأن للإعادة صرف نظر المعارضة نسبيا عن فوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية برلمانية.
11- ربما تسهم هذه النتيجة والوصول إلى جولة إعادة في تهدئة الاتجاهات العنصرية التي كانت تستعد إما للاحتفال بالفوز أو الاحتجاج على النتيجة حال فوز أرودغان، وكان من الممكن أن تتحول تلك الاحتجاجات إلى صدامات مع المهاجرين الأجانب كنوع من رد الفعل.
12- نتائج المدن الكبرى اسطنبول وأنقرة وإزمير وأضنة يشي بأنها ستظل مع المعارضة في الانتخابات المحلية المقبلة ما لم يتمكن حزب العدالة والتنمية من تغيير اتجاهات الناخبين فيها عبر انجازات أو تغييرات الخ
13- رغم ما بذله أردوغان من أجل الشباب ووعوده الانتخابية لهم إلا أن النتائج تشير إلى تصويت غالبية منهم لصالح التغيير، وهو ما يلقي على الحزب عبئا كبيرا للتواصل مع هذه الفئة وكسبها.
14- من المتوقع أن يحدث تشقق في صفوف المعارضة، حيث كانت لدى بعضهم شكوك كبيرة في نجاح كليشيدار وحاولوا ترشيح رئيس بلدية اسطنبول أو أنقرة، كما أن أحزاب الطاولة السداسية كانت تهتم بشكل أساسي بحصتها في التمثيل البرلماني، وهذا الأمر قد حسم، وحصلت بعضها على ما تريد في حين خسر حزب الشعب وحزب الجيد بعض مقاعده السابقة لصالح حلفائه (14 مقعد لحزب بابا جان، و11 مقعد لحزب داوود أوغلو ، و10 مقاعد للسعادة، و3 مقاعد للحزب الديمقراطي)، وبالتالي لم تعد بعض أحزاب الطاولة السداسية بحاجة كبيرة للتحالف مع حزب الشعب، وفي الحد الأدنى فإنها لن تخوض معه معركة الإعادة بنفس حماس الجولة الأولى،