لمن يتواصلون معي ويسألون سؤالا واحدا هو سؤال الساعة من وجهة نظرهم: هل سيرتفع سعر الدولار في الأيام المقبلة؟
أقول لكل هؤلاء إن تحديد اتجاهات سعر أي عملة من الأمور الصعبة جدا،
لأن هذا الأمر في حاجة إلى توافر معلومات وبيانات ومؤشرات لا تتوافر إلا لدى البنك المركزي ودوائر صنع القرار.
لكن بشكل عام فإن زيادة سعر الدولار مقابل الجنيه في الأيام القليلة المقبلة ليس أمرا مؤكدا كما يشيع البعض،
بل وقد تحدث حالة من الاستقرار في سوق الصرف مع حرص البنك المركزي على دعم جاذبية الجنيه للاستثمار عبر زيادة سعر الفائدة عليه،
وتحرك الحكومة لسد الفجوة التمويلية التي قدرت قيمتها بنحو 17.6 مليار دولار في أخر سنة مالية،
وإعادة بناء الاحتياطي الأجنبي مرة أخرى عبر الحصول على ودائع واستثمارات خليجية بقيمة 13 مليار دولار في الأسابيع الماضية.
بشكل عام
اتجاه سعر الدولار في الفترة المقبلة يتوقف على أمر ضروري هو حجم الإيرادات الدولارية المتدفقة على البلاد.
يعني مثلا لو حصلت الحكومة على قروض وتمويلات إضافية من دول الخليج بقيمة 10 مليار دولار،
وهو أمر جاري التفاوض عليه، والحصول كذلك على قرض جديد من صندوق النقد والبنك الدوليين، وطرح سندات دولارية في الأسواق الدولية،
هنا قد نشهد استقرارا في سعر الدولار على المدى القريب.، أي لشهور مقبلة.
ولو قررت دول الخليج تحويل قروضها المستحقة على مصر والمدرجة ضمن رقم الاحتياطي الأجنبي وتزيد عن 20 مليار دولار إلى استثمارات مباشرة
يتم من خلالها شراء أصول من بنوك وشركات وموانئ وغيرها من أصول الدولة، هنا سنشهد استقرارا في سوق الصرف الأجنبي.
بشكل عام، من الصعب الجزم بأن سعر الدولار ذاهب إلى ارتفاع في الفترة القليلة المقبلة،
والقائلين بأن سعر الدولار سيصل إلى 20 جنيها وربما أكثر في الأيام المقبلة، فإن كلامهم غير علمي،
وقد يستند على شائعات وتخمينات وربما فزاعات أكثر من اعتماده على أسس علمية ومؤشرات اقتصادية سليمة.
وفي المقابل فإن القائلين بتراجع سعر الدولار في الفترة المقبلة لا يستندون إلى واقع ملموس ومؤشرات قوية، بل إلى عاطفة وتخمينات وأمنيات، وأحيانا أكاذيب.
هذا رأيي، والأيام بيننا، وقد أكون مخطئا.
- قرار «المركزي المصري» تثبيت سعر الفائدة منطقي.. لهذه الأسباب - السبت _25 _يونيو _2022AH 25-6-2022AD
- مصطفى عبد السلام يكتب: استثمروا في الأصول وابتعدوا عن «الكاش» - الخميس _23 _يونيو _2022AH 23-6-2022AD
- مصطفى عبد السلام يكتب: الأسواق على أعصابها.. هل يصدمها الفيدرالي؟ - الأربعاء _15 _يونيو _2022AH 15-6-2022AD