در مؤخرا الجزء الخامس عشر من سلسلة (وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم – عبد العزيز ناصر الجُليل) بعنوان:
«ولو شاء ربك ما فعلوه».
هذه السلسلة بعمومها مميزة جدًا، وهذا الكتاب خاصة، أنصح كل من يريد فهم الواقع المؤلم الذي نحياه وكيفية التعاطي السليم معه أن يقرأه.
ومن باب المساهمة والتحفيز.. أكتب لكم خلاصته:
بدأ في مقدمة الكتاب بوسم الأحداث التي وقعت في العقود الأخيرة بسمتين (التسارع والمفاجأة – وقوعها في بلاد المسلمين)
وجعل السبب في تمركزها في بلادنا هو غفلتنا عن سُنّة التدافع وما تقتضيه من الإعداد والاستعداد؛
وأشار إلى فساد فكر مَن يطمعون في الإصلاح بعيدًا عن هذه السُّنّة (انظر الصورة للأهمية).
خصص الفصل الأول للحديث عن ست من الآيات الدالة على حتمية الصراع بين الحق والباطل واستمراريته، وإقرار المدافعة كسُنّة ثابتة ضمن سياق هذا الصراع.
بدأ بالآية التي عنون الكتاب بجزء منها
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}
وأطال النَّفَس في ذكر أقوال المفسرين حولها من أول الطبري مرورًا بابن كثير وصولًا لسيد قطب (رحمة الله عليهم جميعا).
بعدما انتهى من الحديث عن الآيات الست، ذكر فوائد مهمة متعلقة بالإيمان بالقدر والحكم الإلٰهية من المداولة بين المؤمنين والكافرين، ووسائل دفع القدر الذي لا يحبه الله ولا يرضاه لعباده.
الفصل الثاني
جعله لبيان أنواع الغزو التي يتعرض لها المسلمون في هذه الحملة الشعواء؛ وهي ثلاثة
[١- الغزو العسكري ٢- الغزو الفكري ٣- الغزو السلوكي الإباحي].
وأشار إلى ابتهاج وانشراح فئات من المنافقين بهذا الغزو.
وقد ذكر فيه بعض الإحصائيات والتقارير الهامة التي تبين آثار الدمار وأعداد الضحايا للنوع الأول،
فضلًا عن الآثار السلبية والانحرافات الفكرية والسلوكية التي أنتجها النوعان (الثاني والثالث) خاصة في أوساط الشباب والفتيات.
تكلم في الفصل الثالث عن مواقف الناس المختلفة تجاه هذا الغزو؛ وجعلهم خمسة
١- المنافقين والمرجفين
٢- اليائسين والمحبطين والمخذلين
٣- أهل الدنيا المتعلقين بها
٤- أصحاب الحلول الوسط والمسايرين للواقع
٥- المتعجلين الذين يستعملون القوة في غير وقتها أو مكانها الصحيح.
وأجّل الكلام عن الموقف الحق إلى الفصل الرابع.
وفي الفصل الرابع كان الحديث عن أهل الحق الذين فهموا نصوص الوحي ومقاصده،
فصاروا هم الأتقى والأنقى والأقوى في ساحة الصراع، وأنهم يعملون في ساحات الغزو بحسب الطاقة والإمكانات المتاحة،
دون أن يطعن أو يقدح بعضهم في بعض؛ فمن كان من أهل القتال أشهر السلاح في وجه الأعداء وفق خطط مدروسة وخطوات ثابتة،
ومن كان من أهل الفكر والبيان أعمل قلمه ولسانه كحوائط صد قوية أمام الشبهات التي تُلقى على أصول الإسلام وثوابته،
ومـن كـان من أهل السلوك والتربية بذل وسعه في تحصين المجتمع ووقايته ضد الفواحش والمنكرات،
وفي احتضان الشباب واحتوائهم لتفريغ طاقاتهم فيما ينفعهم بين يدي خالقهم ومدبر أمورهم، مستعملين في ذلك كافة الوسائل والمنابر الدعوية المتاحة.
وخصص فصلا كاملا قبل الخاتمة لعدد من الوصايا والتنبيهات؛ كحسن القصد، والحرص على وحدة الأمة،
والتوكل مع بذل الأسباب الممكنة، وغير ذلك.
ملحوظات مهمة:
١- الكتاب متوفر على الإنترنت بصيغة pdf في ٣٣٦ صفحة،
وتستطيع قراءته بشكل كامل في غضون ساعتين ونصف أو ثلاث ساعات، وكثير من المواقع نشرته،
٢- ليس هناك كتاب تتفق معه بنسبة 100% ولكن الكتاب في عمومه مفيد ومميز.
٣- هذه الخلاصة لن تغنيك أبدًا عن قراءة الكتاب؛
بل إن مجرد مطالعتك للكتاب بشكل سريع سيكون أفيد وأفضل من الاكتفاء بهذه الخلاصة.
✍️والله من وراء القصد
- مصطفى البدري يكتب: التلبيس الشيطاني - الأحد _5 _فبراير _2023AH 5-2-2023AD
- مصطفى البدري يكتب: حال المؤمن مع الذنب - الأحد _29 _يناير _2023AH 29-1-2023AD
- مصطفى البدري يكتب: العصبية الحزبية.. والحركة الإسلامية - الثلاثاء _18 _أكتوبر _2022AH 18-10-2022AD