هاجم الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في السعودية “عبد الله الفوزان”، الأحد، رئيس تحرير صحيفة “الجمهورية” الحكومية في مصر “عبدالرازق توفيق” بعد إساءة الأخير للمملكة.
جاء ذلك في تغريدة للمسؤول السعودي عبر حسابه في “تويتر”، ردا على مقال كتبه “توفيق” حمل اسم “الأشجار المثمرة وحجارة اللئام والأندال”، تطاول فيه على دول الخليج، ووصفهم فيه بـ”الحفاة العراة” و”الأندال”.
وقال “الفوزان”: “الحفاة العراة هم الذين نشروا دين الله في أرجاء المعمورة وأخرجوكم من عبادة الأصنام إلى عبادة رب العباد وعلموكم اللغة العربية التي تشتمونهم اليوم بحروفها وكلماتها … لقد أخرجوكم من العبودية إلى الحرية ومن الذلة إلى الكرامة”.
وفي مقاله المنشور الخميس في صحيفة “الجمهورية” وهي واحدة من كبريات الصحف الحكومية في مصر، انتقد “توفيق”، هجوم وإساءة إعلام “دول شقيقة” لمصر، قائلا: “لا أدرى لماذا تثير قوة الجيش المصري العظيم وقدرته جنونهم وأحقادهم”.
وأضاف مهاجما المملكة دون ذكرها صراحة: “الغريب أن يأتى الهجوم والإساءة من المفترض أنه شقيق.. لكن وإن كانت مصر تترفع عن الصغائر وممارسات الأقزام والصغار، لكنها لن تقبل بضغوط وابتزاز يدفع المنطقة إلى أتون الصراعات وتتلاشى معه كل مظاهر الأمن والاستقرار”.
وتابع “توفيق”: “لا يجب على الحفاة العراة التطاول على مصر، وإنه ليس من حق اللئام والأندال ومحدثي النعمة أن يتطاولوا على أسيادهم”.
لكن صحيفة “الجمهورية” الحكومية المصرية، قدمت الأحد اعتذارها عن تجاوز رئيس تحريرها، بعد إساءته لدول الخليج.
ورغم التراشق الإعلامي الأخير بين القاهرة والرياض على خلفية تباين وجهات النظر في عدد من الملفات، يمثل مقال “توفيق” تصعيدا غير مسبوق، بسبب اللغة التي استخدمها والتي يُمكن وصفها بأنها “عدائية” و”مسيئة”.
كان اتفاق صندوق النقد الأخير مع مصر، وتململ السعودية الواضح من الالتزام بمواصلة تقديم المساعدات إلى مصر، أشعل شرارة التراشق الإعلامي بين الطرفين، وهو تراشق قاده على الجانب السعودي أكاديميين اثنين مقربين من الديوان الملكي، هما “تركي الحمد” و”خالد الدخيل”، الذين وجها انتقادات لاذعة لتعامل مصر مع الملف الاقتصادي، محملين المسؤولية عن تردي الأوضاع في البلاد إلى الجيش الذي يسيطر فعليا على الاقتصاد.
غير أن السعودية لم تكتفِ بالرسائل الإعلامية على لسان كتابها، لكنها بدأت في التعبير عن ضيقها عبر رسائل دبلوماسية، لعل أبرزها غياب المملكة مع الكويت، عن القمة الأخيرة التي استضافتها الإمارات في 19 يناير/كانون الثاني المنصرم، وجمعت زعماء مصر وقطر والبحرين وسلطنة عمان والأردن، وكان جزءا من جدولها هو بحث إغاثة مصر اقتصاديا.
وكان لافتا أن الغياب السعودي عن قمة أبوظبي كان هو الثاني بعد غياب عن تجمع سابق في مدينة العلمين المصرية، في أغسطس من العام الماضي، وهو التجمع الذي ضم أيضا قادة الإمارات والبحرين والأردن والعراق.
وكانت جريدة الجمهورية قد تقدمت باعتذار عن مقال رئيس تحريرها عبدالرازق توفيق تطاول خلالها علي المملكة العربية السعودية دون ان يسميها وتم حذف المقال من موقع الجريدة الرسمي ومن موقع القاهرة 24المقرب من اجهزة الأمن المصرية .