- محمود عبد العزيز قاسم يكتب: عشرُ ليالِ رمضانية استثنائية - الأحد _3 _يناير _2021AH 3-1-2021AD
عشرُ ليالِ رمضانية استثنائية، كانت وليتها لم تكُنْ، هذه الليالي كانت في حربِ 2014 على قطاع غزة
والتي أطلق عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي اسم عملية «الجُرف الصامد»
حتى الاسم كان مُرعباً بعض الشيء ويؤكِد نوايا الاحتلال الإسرائيلي الخبيثة والإجرامية،
جاءت هذه الحرب الفظيعة قبل أنْ يتعافى القطاع المُحاصر من ويلات حروبٍ متتالية
كانت قد انتهت قبلها بأعوامٍ قليلة لم تسمح للمواطن الغزي المُنهك بأن يتحصل على نفسٍ نظيف خالٍ من بارود المدافع الثقيلة،
مدفعية لوس أنجلوس الأمريكية والتي تعتبر القطاع حقلاً للتجارب لم تكُف عن دكّ القطاع بقنابِل ثقيلة دمرت مباني الغزيين المتهالكة
ودمرت قلوبهم حين قتلت أهلهم وذويهم غير آبِهة بحالهم وذلك الجندي الذي أجبروه على التجرد من قلبه وإنسانيته قبل الخروج من القاعدة العسكرية،
خلع قلبه ولبس ثوب الحقد والإجرام
دك مدن القطاع
وبدأ يدك مدن القطاع ويستمع لأغنية أجنبية من فيلم أكشن يحرِض على الإجرام والقتلِ والوحشية، وطائرات الشبح الأمريكية
والتي وصلت لجيش الاحتلال الإسرائيلي على شكل هدايا في عيد ما يسمى بعيد تأسيس الدولة المزعومة «إسرائيل» وهي ليست إلا كياناً وحشياً،
هذه الطائرات بصواريخها التي تزِنُ أطناناً قد حولت القطاع في أيام الحرب لمدينةِ أشباح
كما تظهر بعض المدن في نهاية أفلام الأكشن من إنتاج هوليوود مبانِ مدمرة بهذه الصواريخ ومدمِرة لقلوبِ أصحابها الذين عانوا وأفنوا أعمارهم وأموالهم في سبيل بناءِها وإعمارها،
في ليلة من تلك الليالي العشر
في ليلة من تلك الليالي العشر قد علمت أن معشوقتي أصيبت إصابةً بليغة وكادت أن تفارق الحياة..
وكِدت أن أسبِقها لولا أن أخي الذي يعمل طبيباً قد طمأنني على حالها،
لم أكن أعلم هل صدق في حينها أم أنْ ما فعلهُ ليُهدأ من روعي،
كنت بحاجةٍ ماسة لأن أضع ألمس يدها فنحن في مدينة على حدود القطاع وبالقرب من السياج الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة
أما هي فقد غادرت إلى مشفى في داخل القطاع بعد أن نزفت كثيراً
ونحن ننتظِر التنسيق من قِبل منظمة الصليب الأحمر الدّولية لدخول الإسعاف لإنقاذ حياتها
أو يمكننا القول إنقاذ قصة حب كادت طلقة ثمنها دولار واحد أن تقضي عليها،
منعت من الخروج
منعت من الخروج لرؤيتها منعني وجود قوات الاحتلال على أبوابِ منازلنا في مشاهد أشبه بمشاهد هوليوودية
ومنعني الأهل من الخروج خوفاً من أن أقتل على أيدي هؤلاء الجنود القتّلة،
حربٌ بدأت داخلي أكثر شراسة من الحرب التي بدأها الاحتلال الإسرائيلي،
حربٌ لم و لن تهدأ إلا برؤيتها و بدأتُ أصارِعُ نفسي فما حدث أمر جلل
صراع بين عقلي وقلبي إلى أن جاءني أخي الطبيب بزي أطباء و ألبسني إياه للخروج مع إسعاف تم التنسيق لها،
نسبة المخاطرة عالية و تزيد عن 90% لكنها ليست أكثر خطورة مما أشعر به في حينها..
كتابتها كلفتني الكثير من الدموع أيها القارئ العزيز…
التفاصيل قريبا..
رواية هوليوود فلسطين
محمود عبد العزيز قاسم..
غزة.. فلسطين المحتلة.