تابعنا الجولة الأخيرة من المواجهة بين المقاومة في غزة والكيان الصهيوني في العام الماضي وكيف أدخلت نصف الشعب الصهيوني إلى الملاجئ مما يدل على الرعب الذي أصابهم وكذلك على الهشاشة النفسية للشعب الصهيوني حيث تسبب صفارة الإنذار من الهلع أضعاف ما تسببه القذيفة الصاروخية .
في هذا العام تسببت موجة العمليات الفردية المنطلقة أساسا من الضفة الغربية في حالة هلع كبير واضطراب أصاب المجتمع الصهيوني
حيث تؤدي عملية واحدة يقوم بها رجل واحد أو بعض الرجال إلى هروب مئات ألاف الناس إلى بيوتهم
وهم في حالة هلع تبعث على الحيرة إذا ما قورنت بحالات العنف المسلح
الذي يحدث مثلا في العراق أو غيرها من البلاد
حيث تكون استجابة الناس أقل هلعا والناس أكثر صلابة بما لا يمكن مقارنته بما يحدث في الكيان الصهيوني.
حالة خوف غير مسبوقة
من خلال هذا العرض الموجز لحالة الكيان في فترتين زمنيتين متقاربتين المشترك بينهما حالة خوف غير مسبوقة أصابت العدو
ألا يمكننا أن نتساءل كيف ستكون حالة الصهاينة لو حدثت مواجهة مع المقاومة في غزة
ترافقها عمليات فردية من الضفة الغربية تصيب عمق الكيان في نفس الفترة الزمنية .
وإذا كانت الملاجئ التي تمثل الملاذ التي يلجأون إليها لاسترجاع أنفاسهم والشعور ببعض الطمأنينة
مستهدفة بعمليات فدائية يكون لها صدى إعلامي توجه رسالة للعدو في أصعب فترة أن الملاجئ غير آمنة
فكيف ستكون الحالة النفسية للصهاينة عندئذ؟
تصوروا معي مستوطنا يسمع إنذار الطوارئ يطلب منه التوجه للملجأ للاحتماء من القصف فهو يتوجه إليه
وهو في حالة من الرعب من أن تصيبه قذيفة من غزة فإذا دخل الملجأ وظن أنه امن هناك
فإذا به يجد أن أحد الفلسطينيين من الفدائيين تسلل داخل الملجأ ويهاجم المستوطنين
فهنا إلى أي مدى يمكن أن يصل الرعب بهذا المستوطن،
أعتقد أن هذا سيصيبه بحالة تشبه الجنون وهذا ما أسميه بإستراتيجية الرعب المضاعف.
إن مستوطنا يمر بتجربة مثل هذه لا أتصور أنه يستطيع الاستمرار بالبقاء في الأرض المباركة بعد هذا بل إنه سيغادر لمكان آخر عند أول فرصة ممكنة.