- محمد جربوعة يكتب: 1 ديسمبر.. يوم الدفاع عن الجزائر - الثلاثاء _26 _نوفمبر _2019AH 26-11-2019AD
- إلى إخواننا الجزائريين والمغاربة والعرب في أوروبا - الأثنين _25 _نوفمبر _2019AH 25-11-2019AD
- برقية إلى السلطة الجزائرية والرأي العام - الأثنين _21 _أكتوبر _2019AH 21-10-2019AD

يسرني أن أزفّ إلى الإخوة والأصدقاء، بشائر عما تحقق لقضية إخواننا الروهينجا في الاجتماع الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم (19-09-2017) ..
ولأوّل مرة في تاريخ التطهير العرقي الذي يتعرض له المسلمون في بورما، يحدث مثل هذا الضغط الذي يجعل الجهات البورمية والدولية تهتم بالمأساة فعلا..
وأوّل ذلك، أنّ رئيسة حكومة بورما (أونغ سان سو تشي) ألغت زيارتها إلى الأمم المتحدة وغابت عن الاجتماع، وهو ما صرح به المتحدث الرسمي باسمها، وأكدت وسائل الإعلام الغربية أن هذا الغياب كان بسبب تزايد الانتقادات للرئيسة البورمية ، واتهامها صراحة بالتورط في الجرائم.
بينما قال زاو هتاي المتحدث باسم مستشارة الدولة وزيرة الخارجية إن “مستشارة الدولة لن تحضر الجمعية العامة للأمم المتحدة”، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
أما الأمم المتحدة من جهتها، فقد خرجت من موقفها القديم المحتشم في هذا الموضوع، ورأى المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين أن معاملة أقلية الروهينغا المسلمة في بورما تشكل (نموذجا كلاسيكيا (لعملية) تطهير عرقي.).
وقال صراحة في افتتاح الدورة السادسة والثلاثين لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف “بما أن بورما رفضت دخول المحققين (التابعين للأمم المتحدة) المتخصصين في حقوق الإنسان، لا يمكن إنجاز تقييم الوضع الحالي بشكل كامل، لكن الوضع يبدو نموذجا كلاسيكيا لتطهير عرقي”.
وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة، كانت قضية بورما هي الموضوع الأكثر نظرا ومناقشة بين زعماء العالم، وكان قد عقد اجتماع حول الأزمة في بورما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قبل خطاب الرئيسة البورمية، شاركت فيه بريطانيا وبنغلادش وأستراليا وكندا والدانمارك وأندونيسيا والسويد وتركيا والولايات المتحدة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد قال في حديث سابق لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إن أمام سو تشي “فرصة أخيرة” لتغيير المسار في خطابها الثلاثاء.
ووصف مدير شؤون الأمم المتحدة في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، لويس شاربونو، الاجتماع الذي ترأسته بريطانيا حول بورما بأنه “خطوة أولى لكن لا يمكن أن تكون الأخيرة”.
وحض شاربونو قادة دول العالم العمل على إصدار قرار في مجلس الأمن يفرض عقوبات وحظر تسلح على قادة الجيش البورمي الذين يقودون حملة ضد الروهينغا.
وقبل ساعات من إلقاء سو تشي خطابا وطنيا، دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إلى اجتماع حول الأزمة في بورما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال جونسون خلال الاجتماع الذي حضرته السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، ونائب وزير خارجية بورما، إن العنف في ولاية أراكان “وصمة عار على سمعة البلاد” التي لم يمض وقت طويل على تحولها إلى الحكم الديمقراطي.
وأضاف محذرا “لهذا السبب على بورما أن لا تتفاجأ إن وجدت نفسها تحت التدقيق الدولي وعلى جدول أعمال مجلس الأمن”، مستخدما الاسم الأول للمستعمرة البريطانية السابقة وليس “ميانمار”.
وتابع “كما قلت مرارا وتكرارا فإن أحدا لا يريد أن يرى عودة إلى الحكم العسكري، لذا فمن الحيوي أن تقول أونغ سان سو تشي والحكومة المدنية بشكل واضح أن على هذه الانتهاكات أن تتوقف”.
وقد أدركت الزعيمة البورمية، ما تعنيه هذه الضغوط المتزايدة، فأعلنت في خطابها، أن بلادها “مستعدة” لتنظيم عودة أكثر من 410 ألف لاجئ من الروهينغا لجأوا إلى بنغلادش المجاورة هربا من الفظائع.
وقالت سو تشي في كلمة متلفزة في البرلمان بالعاصمة نايبيداو في أول مداخلة لها بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الاضطرابات في غرب البلاد “نحن مستعدون لأن نبدأ التحقيق” في هويات اللاجئين بهدف تنظيم عودتهم.
وتابعت (نندد بكل انتهاكات حقوق الإنسان).
وتابعت سو تشي إن “قوات الأمن تلقت تعليمات” من أجل “اتخاذ كل الإجراءات لتفادي الأضرار الجانبية وإصابة مدنيين بجروح، خلال عملية مكافحة الإرهاب” على حد تعبيرها.
وقالت سو تشي “نشعر بالحزن الشديد لآلام الأشخاص العالقين في الأزمة”، مشيرة إلى المدنيين الذين فروا إلى بنغلادش، وأيضا إلى البوذيين الذين هربوا من قراهم في المنطقة.
ومضت تقول “لا نريد أن تكون بورما منقسمة حول المعتقدات الدينية”، في الوقت الذي تتعرض فيه الحكومة لانتقادات شديدة من الأسرة الدولية حول أزمة الروهينغا.
وتعرضت سو تشي حاملة نوبل إلى انتقادات خارج بلادها لفشلها في إدانة جنرالات الجيش، الذين تتشارك معهم السلطة في ترتيب دقيق.
إنّ عودة إخواننا الروهينجا إلى بلادهم، هو أول خيط لانتصار قضيتهم، كون البوذيين يريدون محو الإسلام من ميانمار، بينما تكون عودة اللاجئين ضربة قاصمة للبوذيين.
إنّ وقفة العالم، مع قضية ميانمار لم يكن ليتحقق لو لم يلتف الرأي العام حول هذه القضية.. وما لم تتطور الاتهامات لتقترب حتى من الأمم المتحدة نفسها لسكوتها.
إنّ هذا الذي تحقق هو خطوة كبيرة ، سنراقب ونتابع تطبيقها خلال الأيام القادمة ..
ولا شك أننا نستشعر فرح إخواننا من الروهينجا سواء داخل بورما أو في ملاجئ بنغلاديش، عقب سماع هذه الأخبار.. خاصة أن الأخبار تؤكد على توقف أعمال التطهير في الداخل، مع ارتياح فعند اللاجئين في بنغلاديش بقرار عودتهم..
إنّ القضايا لا تتحقق بالدعاء والحوقلة، لأن الدعاء لا ينوب عن السعي والعمل.. القضايا تتحقق بالجد، ثم بعد ذلك بالدعاء ..
والحمد لله أولا وآخرا ..
ثم شكرا .. لكل الذين ساهموا بوعي، في هذا الحراك العالمي من أجل إيقاف إبادة هذا الشعب المستضعف .. وكم للمرء في هذا من الأجر.. ولو بكلمة جادة.