أجابت مقالة المُبدع الراحل محمود محمد شاكر، رحمه الله، التي نشرها في عام 1950م واطلعت عليها منذ عِدَّةِ شهور على أسئلة عديدة كانت تراكمت في ذهني عَبر السنين عن الصيام،
نعم كانت الأحداث والأيام و القراءات تُجيب عبر السنين عن بعض هذه الأسئلة، ولكن حتى هذه الأجوبة ظلت غير مترابطة وغير مُكْتملة، ولا تروي الغليل،
وكم تمنيت لو كان أبو فِهر محمود محمد شاكر بين ظهرانينا اليوم لِيُتمم علينا ما أفاضت به هذه المقالة من معانٍ تاهت وَسْط ضجيج الدعاة المحسوبين زوراً على الدعوة الإسلامية،
وحَسْبه، رَحِمه الله، أن دَلّنا على الباب الذي يتوجب علينا الولوج منه لِفَهم حقيقة العبادات وفي القلب منها الصيام،
ذلك الباب الذي طَمَسته سنون التيه التي تعيشها الأُمَّة الإسلامية اليوم، وحَالَ بيننا و بينه مُلوك الطوائف وجَلاَّديهم، وشيوخ السلطان وشركائهم من سَحرة فرعون،
ومعهم وفي القلب منهم كثير من الحمقى الذين تَصَدَّروا زوراً حقل الدعوة الإسلامية، فَشَغلوا الناس عن حقيقة دينهم،
وأغرقوهم في عشرات الطقوس ومئات الأحكام، وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِهم!!!
وحتى لا نُطيل فقد فَضَحت هذه المقالة جناية كل هؤلاء على الأُمَّة يوم أن سَكَتوا (طَوْعاً أو كَرْهاً) عن البيان،
ويوم أن باركوا (بِعلمٍ أو بِجَهلٍ) ما يرونه جَلِيَّاً مِنْ تَضييع حُكَّام المسلمين لدين شعوبهم فقط ليضمنوا البقاء على كراسي الحُكم في مملكة الشيطان!!
فالصيام الذي أراده الله مِنَّا
لم تتوقف حِكْمَته ولا غايته عند هذا الحدَّ الذي ألْهانا به الوُعَّاظ دهراً «من أن الغنيَّ إذا جاع في صيامه أحسَّ بل عرف كيف تكون لذعة الجوع على جوف الفقير»،
إذ أنَّ هذا الطَرْح المبتور للصيام في حق الأغنياء يجعله يبدو وكأنَّهُ عقوبة للفقراء الذين سيزيد الصوم من زمن جوعهم من الفجر إلى الغروب لمدة ثلاثين يوماً كل عام!!
ويقترب من هذا التصور السطحي للحكمة من الصوم ما يعتذرون به للفقراء عن مشاركتهم للأغنياء في هذا التكليف مِنْ
«أن الفقير الصائم إذا عرف أنه استوى هو والغني في الجوع قَنِع واطمأنت نفسه،
ولا أدري أَمِن شماتته بِالغَنِيّ حين جاع كجوعه وظمأ كظمئه، أم مِن حُبِّهِ للمساواة الجوفاء بالغَنِيّ في أي شيء كانت، وعلى أي صورة جاءت!!»،
وأنا هنا أقتبس من كلمات أبي فِهْر محمود شاكر، رَحِمه الله، بتصرف يسير،
نعم قد نفهم هذا التبسيط أو بالأصَحِّ هذا التسطيح للمعاني الإيمانية في الصيام إن كُنَّا بِصَدد مخاطبة الأطفال حديثي السِن،
الذين لا يدركون من لذّات الحياة الدنيا إلاَّ الطعام، أمَّا أن يتبنى مثل هذا التَصَور المبتور للحكمة من الصيام غالب الخطاب الديني الرَسْمي وغير الرَسمي (على السواء) لِعموم الأُمَّة،
فنحن حينئذ أمام محاولات مستميتة لِطَمْس معالم هذا الدين، أو إن شِئت فَقُل تبديله!!!
«البناء الإيماني للأُمة.. والصيام عَشِيَّة غزوة بَدْر»
فالصيام لم يشرَع ليكون نظام غذائي نواسي به الفقراء وتَصِح به الأبدان شهراً ثم يختفي أثره الصِحي والمُجتمعي باقي السنة، فلو كان كذلك لما اقتصر على شهر واحد في السنة و لما تأخر في التشريع حتى السنة الثانية من الهِجرة،
ولكن الناظِر المُدَقق في «تاريخ التشريع» يجد أن الصيام لم يفرَض على المسلمين قبل تَكَوُّن الملامح الأولى للمُجتمع المسلم في المدينة المنورة،
وبعبارة أخرى فإنه لم يشْرَع إلاَّ مع بدايات ظهور ملامح الدولة الإسلامية بعد الهِجرة،
وإن شئت التدقيق أكثر فإنَّ تشريع الصوم بعد سنتين من الهِجْرة كان يمَثِّل خاتمة التكاليف التي سيكتمل بها الأساس الإيماني لجموع المسلمين حتى يتأهلون لِحَمْلِ رسالة الإسلام للعالمين جميعاً،
فقد واكب تشريع الصيام، أو سبق بأيام معدودة أَوَّل غَزَوات المسلمين في بَدْرٍ الكُبرى يوم الفرقان كتجلي عملي لِلجهاد «الذي هو ذِرْوَة سنام هذا الدين الحنيف»،
فكان الصيام هو المُتَمِّم للبناء الإيماني للجيل الأول من الصحابة،
ذلك الجيل الذي سيحمل أمانة تبليغ رسالة الإسلام للعالمين على مَرِّ الزمان،
تلك المهِمة السامية التي سيهجُرون لأجلها الأوطان والأموال والأولاد، وسَيُعادون بسببها الأهل والعشيرة،
وسينفقون فيها ليس فقط الغالي والنفيس، بل وحتى الأعمار والأرواح، وسيبذلون كل ذلك طَوَاعية و حُبَّاً في سبيل الله..
فكان الصوم هو خاتمة الإعداد الرباني للمهمة القتالية التي ستوكل إليهم بعد سبعة عشر يوماً من بداية هذا التكليف بصيام شهر رمضان،
وهذا الإعداد الرباني لم يكن بلا شك بالأساس للأبدان، وإلاَّ لاستوجب تكثيف التغذية لا تقليلها،
ولم يكن كذلك لزيادة التدريبات والمهارات القتالية، وإلاَ لاستوجب تنظيم المُعَسكرات التدريبية وتنظيم النوم والراحة وليس صيام النهار وقيام الليل،
ولكنه كان إعداداً إيمانياً خاصاً سيرتفع بهم للدرجات العُليا من اليقين والتصديق،
فقد انتقلوا به إلى مراتب إيمانية جديدة، لم تتوقف عند مرتبة «تَرْكِ المُحَرَّمات» التي دأبوا عليها منذ دخولهم في الإسلام،
بل جاء الصيام بتكليفٍ جديدٍ أعلى وأرقى وهو «تَرْك المُباحات المحسوسة والمُشاهدة لِوَعْدِ غيبٍ في الآخرة»!!
فكان الصيام إعداداً ربانياً للمسلمين يزيد به إيمانهم و يساعدهم على النجاح في اختبار التصديق لموعود الله (الغيبي)،
هذا الاختبار الذي سيعقبه بعد أيام قليلة من بداية تشريع الصيام اختباراً أكبر سيحتاج بالضرورة إلى هذه الدرجة من اليقين والإيمان،
فقد كان المسلمون الأوائل يومئذ على مشارف الخروج من حالة الاستضعاف
التي استوعبت كل الفترة المَكِّيَة وحتى هِجْرَتهم واستنصارهم بإخوانهم المسلمين الجُدُد من أهل المدينة،
نعم فقد جاء اليوم الذي سيحمل فيه المسلمون السيف في سبيل الله ويَطْوون صفحة الاستضعاف هذه
التي لازمتهم طِيلَة خمسة عشر عاماً منذ بداية بَعثة النبي ﷺ وحتى يومهم هذا في السنة الثانية من الهجرة!!
فكان ولابد من هذا الإعداد الرَباني الخاص لأشرف مهِمة في الإسلام ألا وهي الجِهاد في سبيل الله،
وحَمْل هذا الدين الخاتم للعالمين كافة، فجاء الصيام لِيُحَرِر المسلم من أسْرِ الشهوات التي تَربطه بمتاع الدنيا الزائل،
فيترك طعامه وشرابه وشهوته لأجل الله، محَقِّقاً بذلك العبودية الكاملة لله، ولله فقط،
نعم كان قد سبق المهاجرون الأوائل أَهْلَ المدينة في البَرْهَنة على تَحرُّرِهم مِنْ أَسْرِ الدنيا ومتاعها الفاني يوم أن هاجروا في سبيل الله مِن وطنهم الأم بِمَكَّة
تاركين خلفهم الأهل والأملاك وكل ذكريات الصِبا،
ضاربين في ذلك المثل الأعلى في الحرية من أسر الدنيا ومتاعها واقتصار عبوديتهم ورِقَّهم لله الواحد الأحد فقط،
معاني الحرِّية والعبودية لله في آنٍ واحد
ثم ها قد جاء اليوم الذي سيبرهن فيه كل مَنْ لَحقهم من المسلمين من الأنصار ومن تَبِعَهم من المسلمين الجُدد (وعلى مَرِّ الزمان) على نفس معاني الحرِّية والعبودية لله في آنٍ واحد،
بعد أن صَقَلَهم الصوم وأظهر حقيقة إيمانهم بالله، إذا تَفَهمنا هذا البُعد الدقيق للصيام
فَسَنَستَطيع أن نفهم وقوف النبي ﷺ عَشِيَّة بَدْرٍ مسْتَشيراً أصحابه في الخروج لملاقاة قافِلَة قرَيش بقيادة أبي سفيان
ومُعْلِناً ابتداء فصلٍ جديد من «الصِراع الخَشن» مع الكفْرِ وأهله،
بعد أن اقتصر الأمر قبل ذلك على «الصِراع العَقَدي (الفِكْري)» فقط دونما نِزالٍ أو قتالٍ،
فَيَتَقَدَّم سيد المهاجرين أبو بكر الصِدِّيق ملَبِّياً دعوة النبي ﷺ، يليه الفاروق عمر بن الخطاب،
يليه فارس الإسلام الأول المقداد بن الأَسْوَد قائلاً كلمته التي خَلَّدها التاريخ:
«إِنَّا لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِموسَى، {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ} (سورة المائدة آية 24)،
وَلَكِنْ امْضِ وَنَحْنُ مَعَكَ، والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تنتهي إليه رسول الله»،
وكأني بالنبي ﷺ يومئذ وهو يتَلَفَت يمْنة ويسرةً و لِسان حاله ما كان للمهاجرين
الذين خرجوا من ديارهم في سبيل الله أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه، فقد كَمُل إيمانهم بالهجرة، فيعيد على الحاضرين السؤال «أشيروا عليَّ أيها الناس»،
فقَالَ لَهُ سيد أهل المدينة وحامل لواءها سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ :
«وَاللَّهِ، لَكَأَنَّكَ تُرِيدُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: فَقَدْ آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَاكَ،
وَشَهِدْنَا أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ هوَ الْحَقُّ،
وَأَعْطَيْنَاكَ عَلَى ذَلِكَ عهُودَنَا وَمَوَاثِيقَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ،
فَامْضِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَا أَرَدْتَ،
فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنِ اسْتَعْرَضْتَ بِنَا هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْتَهُ لَخضْنَاهُ مَعَكَ، مَا تَخَلَّفَ مِنَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ،
وَمَا نَكْرَهُ أَنْ تَلْقَى بِنَا عَدُوَّنَا غَدًا. إِنَّا لَصُبُرٌ عِنْدَ الْحَرْبِ، صُدْقٌ عِنْدَ اللِّقَاءِ، لَعَلَّ اللَّهَ يُرِيكَ مِنَّا مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ، فَسِرْ بِنَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ..»،
خرجت هذه الكلمات الخالدة بشكل عَفْوي دونما أي إعدادٍ سابق،
ودونما أدنى تردد من نَفْسٍ قد تحررت من رِقِ الشهوات وإِلْف الراحة والركون إلى متاع الدنيا الزائل،
خرجت من قلبٍ صادق في الإيمان يشبه قلوب إخوانه من السابقين بالهجرة من وطنهم الأم بمكة، خرجت من سيد قومه البَصير بالأمور،
الذي يَعي تماماً أنَّ الأمر ليس مجَرَّد تَحَرُّش عارض بِعير قرَيش، ولكنها البداية الحقيقية لِنصرَة هذا الدين، وحَمْلِ رسالته للعالمين،
فما بعد هذا اليوم لن يكون كما كان قبله أبداً،
ولكنها بداية الملاحم وبذل الأنفس والأموال في سبيل الله، فَلَحَق هذا المؤمن المبَارك بِقومه مَنْ سبقوهم في الفضل من المهاجرين،
ونَحَت بِلسان حاله ومقاله وَسْمَ «الأنصار» الذي سَيَتَشَرَّف به قومه إلى قيام الساعة،
وبَرْهَن هو وسائر المسلمين في المدينة مع باقي أهل بدر من المهاجرين على كمال إيمانهم،
حتى شَهَدَ لهم رسول الله ﷺ لاحقاً حين قال «لَعَلَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ اطَّلَعَ علَى أهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ»،
ونال مع قومه من أهل المدينة المجد و الشرَف في الدنيا والآخرة وكانوا بحقٍ «أنصار الله».
هكذا كانت مدرسة الصوم الأولى كما أرادها الله ﷻ،
مدرسة تَعَوَّدوا فيها على الاستغناء عن كل ما سِوى الله، مدرسة يتخرج منها الأحرار الذين يملكون الدنيا ولا تملكهم،
مدْرسة ليس فيها لأي شيء من متاع الدنيا ثمة سلْطان على إرادة الصائمين فيها، وليس فيها رقيب على النفس سوى ذاتها، لا حاكم ولا قضاء ولا مُجتمع ولا عشيرة،
مدرسة تتحرر النفس فيها من أسْرِ الشهوات، وتصير نَفْساً أبِيَّة لا تذل ولا تنحني لِغير الله،
فيتحقق عِزّها وتصير نفساً حُرَّة تأبى الظُلم والجور، ولا تخش غير الله…
فهم خصوصية الصوم
من هذا المدخل فقط سنستطيع فهم خصوصية هذه الشعيرة (الصوم)، فهي تمَثِّل معَسكر إعداد دائم للمسلمين على مَرِّ العُصور،
كما سَيَتَبَيَّن لنا أيضاً لماذا هذا السُعار من كل المنافقين على إفساد هذا الإعداد الرباني في كل عام،
وبدلاً من أن يَتَخَرَّج المسلمون من هذا الشهر وقد حققوا كل معاني التقوى المنشودة من الصوم مِصداقاً لقول الله عَزَّ و جَلّ
{يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}،
فإذا بهم يقعون في حبائل شياطين الإنس والجن، الذين ينفقون المليارات
ويَستَنفِرون كل كتائبهم من الساقطين والساقطات لإفساد هذا المعَسْكرِ الرباني السنوي،
وبدلاً من الجوع و الخشونة وهَجْرِ الراحة بالفتوحات والغزوات،
إذا بهم يجعلونه شهراً للطعام والتُخْمَة والغرق في الشهوات والملذات،
في حِصَارٍ شيطاني شديد على المسلمين، قَلَّما نجا منه فئات من المسلمين،
وفي حَرْبٍ ضروس لا يتركون فيها ميدانٍ من ميادين الصلاح إلاَّ وأفسدوه، وكأننا لسنا في بلاد الإسلام!
فالصدقات لا تكون إلاَّ لِجمعياتهم وأنديتهم، والإطعام فقط لِيَحْمِل عن كاهِلِهم مسئولية إفقار الشعوب،
وليس لِسَدِ خلَّة المسلمين، والذِهاب لِلْعمرات أصبح لا يطيقه إلاَّ المُترَفين،
ومازالوا في غَيِّهم هذا حتى أصبح هذا الشهر الكريم مَوسِماً لإطلاق العَنان لأبواقِهم للتشكيك في عدالة شهود الشرع من الصحابة،
ناهيك عن التشكيك في صحيح البخاري وسائر كتب السنَّة، ومَنْ نجا من مَكْرِ النهار، ولاذ بالمساجد بالليل مصَلِّياً أو معتَكِفاً تَتَبَّعوه ووَسَموه بالإرهاب،
ومازالوا ينحدرون إلى الحضيض
حتى نالوا من أصل مشروعية صلاة التراويح (أخَص عبادات هذا الشهر)
فأخرجوا علينا أتعس القوم (إبراهيم عيسى) لِيُلَبِّس على المصريين دينهم بعد أن ألبسوه زوراً ثوب المُصلحين والتنويريين،
ويُحَذِّرهم من «بدعة صلاة التراويح» التي ابتدعها الفاروق عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه!،
بعد أن أرعَبهم اصطفاف الآلاف من الساجدين في الشوارع بعد أن ضاقت بهم المساجد
رغم كل هذه الغارات الشيطانية المتتالية بالليل و النهار!
حتى لم يعد هناك باب من أبواب الخير التي شَرَعها الله في هذا الشهر الكريم إلاَّ وتوافرت هِمَمَهم على إغلاقها أو حَرْفِها عن مقصدها!!
التشويش على المقصد الحقيقي من الصوم
ومِنْ ثمَّ فلا عَجَب أن يتبنى الإعلام الرسمي -ويا للأسف غير الرسمي أيضاً-
هذا التفسير الطفولي لِلصوم الذي صَدَّرنا به هذه المقالة، مِن كونه -على زعمهم- مواساة للفقير، ومساواة في الفقر،
في محاولةٍ للتشويش على المقصد الحقيقي من الصوم! ويا ليت مَنْ رَوَّج لهذا الهذيان التزم به وطَبَّقه
بل نراهم زادهم جوع الصيام سقوطاً في الشَره والشبع دونما التفات للفقراء المخدوعين بهذا الخِطاب الطفولي والشعبوي الذي يكررونه في كل رمضان،
بعد أن أبدلوهم بصفوف العزة في القتال و الجهاد بهذه الطوابير المهينَة انتظارا لِلكرتونة من فتات الطعام،
وبدلاً من أن يصير هذا الشهر الفضيل كما أراده الله تعالى لهذه الأمّة،
موسماً لتحرير المسلمين مِنْ أَسْرِ الشهوات، ولتكثيف الطاعات وتجديد الإيمان، وللفتوحات الإسلامية،
إذا به يصير موسماً لصناعة العبيد، ولبرامج الطبخ ومسلسلات العُهر والفوازير، ولدورات كرة القدم الرمضانية!
- محمد المرشدي يكتب: «من شُبهات الانتخابات التُرْكِيّة» - الجمعة _26 _مايو _2023AH 26-5-2023AD
- محمد المرشدي يكتب: «صوم رمضان».. بين عبادة الأحرار وطقوس العبيد - الثلاثاء _28 _مارس _2023AH 28-3-2023AD
- محمد المرشدي يكتب: أخْوَنة النموذج الأفغاني الجهادي - الجمعة _5 _نوفمبر _2021AH 5-11-2021AD