رأيت ماكرون واستمعت إليه وهو يتحدث مع لقناة الجزيرة وتبريره لدوره في الرسوم المسيئة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وجدت إنسانًا ضعيفًا مرتبكًا. كلامه متناقض. غير مفهوم.
هذا الارتباك والتناقض يجعل كلامه اقرب إلى الاعتذار منه إلى التبرير. توحي هيأته انه دفع إلى هذا دفعا.
ممارسة الاستكبار والظلم
القضية أن أوروبا اعتادت ممارسة الاستكبار والظلم على خلق الله الملونين والسخرية منهم.
يعتبرون ذلك حرية وحق من حقوق التعبير.
ليست هذه المرة الأولى التي يظهر فيها هذا الظلم والعدوان على الإسلام والمسلمين.
لكن هذه هي المرة الأولى التي ينتفض فيها العرب والمسلمون دفاعا عن الدين وعن أنفسهم بهذه الدرجة من التحدي والشمول.
في رأيي أن هذا التحدي الكبير والشامل سببه أن جماهير المسلمين. تبين لها بوضوح أن هذا الظلم والعدوان عمل جماعي،
وإنما هو عمل مؤيد ومدعوم رسميا من معظم رؤساء الدول الأوروبية. فهو عمل ممنهج.
ومن ثم تولد لدى العرب والمسلمين ضرورة المواجهة بقوة لهذا الظلم الممنهج.
تحذير أوربي
الحقيقة أن الكثير من عقلاء أوروبا حذروا الأوربيين جميعا من عواقب هذه العنصرية. ومن ردود الفعل الشعبية للمسلمين.
لكن تغلبت الطبيعة العنصرية الأوربية على حكمة حكمائهم.
وتناد حكامهم للتناصر والتضامن في مواجهة الانتفاضات الشعبية الإسلامية ضد الإساءة لدينهم.
ساعد على ذلك الصمت المطبق لمعظم حكام العرب والمسلمين.
أخيرا اكتشف الجميع:
أوروبا والغرب عموما، ووكلاءهم المحليين أن المسألة في غاية الجدية فالجماهير المسلمة قد أعدت نفسها للسير في طريق المقاومة.
وان هذا سيجر العالم كله إلى الهاوية. والإسلام غير قابل للاحتواء. والمسلمين غير قابلين للمداهنة.
هنا بدأ الضغط على ماكرون للتراجع وتراجع حكام أوروبا بعد أن تنادوا لمناصرة فرنسا والتضامن معها .
الأكثر من ذلك أن الحكام المحليين أصدروا التعليمات للأئمة بالتعرض للإساءة بغير شدة لإرضاء الجماهير الغاضبة حتى لا يتطور الأمر.
إن الذي يجب أن يفهمه الجميع هو، أن الدين عند الله الإسلام والله غالب على أمره. ولا مداهنه في هذا الأمر بعد اليوم.
لن نترك الغرب يجرنا إلى الهاوية. الحرية لا تتجزأ. والحرية انضباط على حدود حرية الآخرين وليست فوضى عنصريه.
- محمد السخاوي يكتب: الطريق إلى الحركة العربية الواحدة «١» - الأحد _23 _أكتوبر _2022AH 23-10-2022AD
- محمد السخاوي يكتب: حياد الدولة تجاه مواطنيها - الخميس _15 _سبتمبر _2022AH 15-9-2022AD
- شروط ومواصفات الثورة - السبت _5 _ديسمبر _2020AH 5-12-2020AD