سلط تقرير من صحيفة “الغارديان” الضوء على جهود إعادة الإعمار في مدينة بوتشا الأوكرانية، التي اشتهرت قبل عام بمذبحة للقوات الروسية فيها.
وتنقل الصحيفة أن جهود الإعمار هي جزء من المقاومة الأوكرانية، لكن تدفق الأموال لذلك من الغرب سيجلب تحديات في أوكرانيا التي تشهد نسبة مرتفعة من الفساد.
وينقل التقرير كيف أن مشاهد الجرافات والشاحنات والرافعات تعمل بشكل محموم لإصلاح ما دمرته المدفعية الروسية في المدينة التي شهدت تناثر جثث عشرات المدنيين، الذين قتلوا بوحشية على يد الجنود الروس، قبل عام.
وفي 31 مارس من عام 2022، انسحب الجيش الروسي من هذه المدينة وكل المنطقة الشمالية لكييف، بعد شهر على بدء الغزو بأمر من الرئيس، فلاديمير بوتين. بعد يومين على الانسحاب، تكشفت معالم المذبحة.
ونقلت صور سيارات متفحمة ومنازل مدمرة وخصوصا جثث عشرين رجلا بملابس مدنية مبعثرة على مسافة مئات الأمتار وكان أحدهم مقيد اليدين.
صدمت هذه المشاهد العالم بأسره، ودانت كييف والغربيون الإعدامات التعسفية بحق مدنيين في ما وصفته بأنه جرائم حرب. ونفى الكرملين أي تورط له مؤكدا أنها عملية مدبرة.
مذبحة بوتشا في أوكرانيا
وتمكنت أوكرانيا من إصلاح العديد من المواقع والجسور والطرق والمباني الحكومية التي دمرتها موسكو.
وتقول السلطات الأوكرانية إن ذلك أكبر جهد لإعادة البناء منذ الحرب العالمية الثانية وربما الأغلى في التاريخ، بتكلفة تقدر بنصف تريليون دولار.
ويقول خبراء إن إدارة هذا التدفق غير المسبوق للأموال في بلد له تاريخ طويل من الفساد سيجلب تحديات، كما تنقل الصحيفة.
ويتوقع دونالد باوزر، مؤسس مبادرة دعم التعافي الأوكرانية أن إعادة بناء أوكرانيا سيكلف “أربعة أو خمسة أضعاف” المساعدة الاقتصادية المقدمة من خطة “مارشال” لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
ويقول باورز للصحيفة إن مبلغ المساعدة لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية قارب 150 مليار دولار بقيمة العملة اليوم.
وتعهد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في أوائل يوليو الماضي، بإعادة بالبناء، رغم أن بعض القادة الغربيين شككوا في إمكانية ذلك في وقت تواصل فيه القوات الروسية إطلاق القنابل وشن الهجمات.
قبور لضحايا مذبحة بوتشا
لكن الرئيس الأوكراني بدأ بالفعل تلك الجهود، وفي العام الماضي، أزالت أوكرانيا الأنقاض من 2100 كلم من الطرق، وأصلحت منها 120 كلم، وأعادت بناء 41 من 330 جسرا مدمرا، وأنشأت 80 ممرا مؤقتا وجددت 900 نقطة سكة حديد.
وحتى يناير، أفادت “كلية كييف للاقتصاد” بتضرر ما مجموعه 149,300 مبنى سكني، و330 مستشفى، و595 مبنى إداريا، وأكثر من 3,000 مدرسة ومبنى جامعي.
وتقول الصحيفة إن تكاليف البناء التي انتهت حتى الآن هي من الاحتياطيات النقدية لأوكرانيا، ومن مدفوعات أولية بقيمة 600 مليون دولار من بنك الاستثمار الأوروبي، الذي وافق على حزمة ثانية بقيمة 1.59 مليار يورو، في يوليو من عام 2022.
وتبلغ احتياجات إعادة الإعمار والتعافي في أوكرانيا 411 مليار دولار، وفقا للبنك الدولي، لكن الرقم غير مستقر إذ يرتفع باستمرار بسبب القصف الروسي المستمر، وقال رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، إن تكلفة إعادة البناء قد تصل إلى 750 مليار دولار.
الأمة وكالات