الأمة| بات اليمن مقصدًا لعشرات الآلاف من الأفارقة في الأشهر القليلة الماضية، بالرغم من تردي الأوضاع المعيشية لليمنيين جراء الحرب الدائرة هُناك.
دخل اليمن دوامة الحرب من 8 أعوام عقب انقلاب مليشيات جماعة الحوثي -المدعومة من إيران- على السلطات الشرعية ما أدى إلى تشريد أكثر من 4 ملايين مواطن.
ويتخذ عشرات الآلاف الأفارقة من اليمن مقصدًا للذهاب إلى دول الخليج للعمل والحصول على المال هربً من سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في القارة السمراء.
وخلال شهر يناير الماضي، وصل اليمن أكثر من 10 آلاف إفريقي، وفقًا لما أعلنت عنه المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في أحدث تقرير لها.
وقالت المنظمة إن نحو 22 ألف مهاجر إفريقي 97% منهم قادمين من إثيوبيا والبقية صومالين خلال آخر شهرين فقط.
47 منظمة غير حكومية بينهما الهجرة الدولية، رصدت عبور أكثر من مليون مهاجر إلى اليمن في رحلة للبحث عن فرص للعيش في دول الخليج، ووصفت هذا الطريق بأنه «أحد أكثر طرق الهجرة ازدحاماً وتعقيداً وخطورة».
وقالت المنظمات إن «الطريق الذي يعبره المهاجرون من القرن الأفريقي بحراً، وصولاً إلى اليمن، هو (أحد أكثر طرق الهجرة ازدحاماً وتعقيداً وخطورةً في العالم)»؛ إذ تضاعف خلال العام الماضي عدد المهاجرين الذين دخلوا جيبوتي مقارنة بالعام السابق. وفي العام نفسه، تم تسجيل 89 حالة وفاة أو اختفاء للمهاجرين على طول الطريق بسبب وسائل النقل الخطيرة، والمرض، والظروف البيئية القاسية، والغرق في البحر، والعنف. كما أكد التقرير أن «هناك العديد من حالات الوفاة والاختفاء التي لا يتم الإبلاغ عنها».
وأوضحت أنه «في كل عام، يغادر آلاف المهاجرين بلدانهم في القرن الأفريقي ويتحركون على طول الطريق الشرقي نحو دول الخليج، وأثناء هجرتهم يخوض معظمهم رحلة العبور الخطيرة للبحر الأحمر من بوصاصو في الصومال، وأوبوك في جيبوتي، ليصلوا إلى اليمن»، ثم براً إلى دول الخليج.
أنطونيو فيتورينو، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، قال إن «الطريق الشرقي أزمةٌ لا تحظى بالاهتمام الكافي ويطغى عليها النسيان» في خضم الأزمات العالمية الأخرى. وشدد على ضرورة إعطاء المهاجرين حقهم في الدعم وحفظ الكرامة، مبيناً أنه تم وضع خطة الاستجابة الإقليمية للمهاجرين لمواجهة التحديات الهائلة والمعقدة على هذا الطريق، وللقيام بذلك بشكل موحد ومنسق.
وذكر مدير منظمة الهجرة الدولية، أن «الخطة تقدم آلية مرنة لجميع أصحاب المصلحة للاستجابة لاتجاهات الهجرة المتنامية، وللتحديات الإنسانية والإنمائية بنطاقها الواسع التي تؤثر على المهاجرين والمجتمعات المستضيفة والحكومات المعنية».
ونبه إلى أن التنقل من القرن الأفريقي عبر اليمن للوصول إلى دول الخليج لا يزال «مدفوعاً بالأزمات المترابطة، بما في ذلك استمرار انعدام الأمن، والصراع، والظروف المناخية القاسية، والحالات الطارئة للصحة العامة»، بالإضافة إلى الدوافع الاجتماعية والاقتصادية والعوامل الموسمية التقليدية.
وبحسب خطة الاستجابة المقترحة من منظمة الهجرة و47 شريكاً، فإنها ستحتاج إلى 84 مليون دولار أميركي لـ«تقديم المساعدة الإنسانية والتنموية لأكثر من مليون مهاجر وللمجتمعات التي تستضيفهم»؛ إذ يمر الكثير منهم بحالة ضعف ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة على طول الطريق الشرقي من القرن الأفريقي إلى اليمن.