فند مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق للشؤون السياسية لينكولن بلومفيلد حملة التشويه التي تشنها بعض الجهات الغربية ضد منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، سلط الضوء على بعض ممارسات النظام السابق، وانتقد الأضرار التي تلحقها فلول نظام الشاه بالانتفاضة الإيرانية الهادفة لإقامة إيران الحرة الديمقراطية.
مرتكبو أعمال القتل كانوا علمانيين، ماركسيين
وفي كلمة ألقاها أمام مؤتمر من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي توقف بلومفيلد عند اتهامات التسبب في مقتل أمريكيين التي توجه للمقاومة الإيرانية بين الحين والآخر،
مشيرا إلى تقرير ويليام برانيجان في الواشنطن بوست عام 1976 الذي يتطرق إلى اعترافات الذين تم إعدامهم بهذا الجرم،
والتي تؤكد عدم وجود علاقة بينهم وبين مجاهدي خلق.
وأوضح أن مرتكبي أعمال القتل كانوا علمانيين، ماركسيين، تم تدريب بعضهم في ألمانيا الشرقية وكوبا،
وقتلوا أيضًا بعض أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإسلامية الموالية لمسعود رجوي،
مما يعني براءة المجاهدين من قتل الأمريكيين في السبعينيات.
ولدى توقفه لازمة الرهائن الأمريكيين في إيران قال إن المجاهدين كانوا خصوما لخميني في ذلك الحين،
مشيرا إلى استقالة رئيس الوزراء المؤقت آنذاك مهدي بازركان احتجاجاً على اقتحام السفارة الأمريكية.
وأعاد إلى الأذهان ما نشرته نيويورك تايمز من معلومات في 14 يونيو عام 1980، عندما أشارت إلى معارك ضارية بين أعضاء من مجاهدي خلق، أكبر جماعة معارضة في إيران وأنصار خميني، صراخ أنصار خميني بـ«الموت للمنافقین» خلال محاولتهم شق طريقهم إلى مسيرة المجاهدين،
ورد مسعود رجوي عليهم بالتأكيد على مواصلة النضال حتى النصر مهما كان عدد الشهداء.
وأورد ما جاء على لسان رجوي حين خاطب «البلطجيين» قائلا «لسنا شيوعيين، ولا مؤيدين للسوفييت كما تدعون،
نحن نناضل من أجل الحرية الكاملة والاستقلال لإيران، أنتم المسلمون الرجعيون الذين يحاولون، تحت غطاء الاتهامات الموجهة إلينا، خدمة الإمبريالية الغربية».
اتهامات بتبني الفكر الماركسي
ولدى تعرضه للاتهامات الموجهة للمجاهدين بتبني الفكر الماركسي قال بلومفيلد إن موجهيها «لم يدرسوا ماركس أبدًا كما فعلت حين كنت ادرس التنمية السياسية في جامعة هارفارد»
مشيرا إلى رأي مهرزاد بروجردي الأستاذ في جامعة سيراكيوز حول نقد رجوي الشامل لنظرية المعرفة المادية الماركسية، وشكوك مجاهدي خلق في الافتراضات الفلسفية للماركسية، ورفضهم المادية التاريخية.
وأضاف أن رجوي تمسك بالاعتقاد في وجود وحي الله، حياة الآخرة، الروح، الخلاص، المصير، والتزام الناس بهذه المبادئ غير الملموسة، مما يعني انه لم يكن ماركسيًا، لم تكن المنظمة مجموعة ماركسية، ولم يكن لديها مكتبا في بلد ماركسي.
وأشار إلى تقرير نشرته مجلة التايم في 23 نوفمبر 1981 حول استقدام خميني لمجموعات من الـ«KGB»، لمساعدته في الحفاظ على غطاء، مع بدئه عهد الرعب الذي أشار إليه البروفيسور مارفن زونوس من جامعة شيكاغو، باعتباره مذبحة جماعية.
وأفاد بأن أفراد المجموعات الأربعين المختلفة في منظمة «اوياك» لديهم أقارب تم سجنهم وتعذيبهم وقتلهم،
ولهذا السبب جاء الكثير منهم إلى أمريكا، وقضى الكثير منهم حياتهم ملتزمًا بهذه القضية.
خميني هو الذي أطلق الحرب ضد العراق
وعن الاتهامات المتعلقة بالقتال إلى جانب صدام حسين في الحرب الإيرانية ـ العراقية قال بلومفيلد أن خميني هو الذي أطلق الحرب، بمحاولته المطالبة بنصف العراق وإسقاط صدام حسين،
مشيرا إلى أنه عندما هجم صدام عام 1980 اندفعت منظمة مجاهدي خلق إلى الجبهة ودافعت عن بلادها، تم أسر العديد من عناصرها، ولم يفرج عنهم حتى عام 1989.
واستطرد قائلا إن المجاهدين لم يقاتلوا جنبًا إلى جنب مع العراقيين ولا علاقة لهم بمذبحة الأكراد والشيعة.
وحول تمويل المجاهدين أشار إلى حملات جمع التبرعات التي تقوم بها المنظمة، والدعم العلني الذي تلقاه من أنصارهم في الغرب، باستثناء 15 عامًا كانت منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خلالها على قائمة الإرهاب.
اعتراف رضا بهلوي -الابن-
في هذا السياق تطرق إلى ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز حول أربعة مليارات دولار أخرجتها عائلة الشاه معها لدى مغادرتها إيران،
واعتراف رضا بهلوي -الابن- بامتلاك ربع مليار دولار في عام 2023، متسائلا عن السبب في عدم إنفاق هذه الأموال على دعم الانتفاضة في الداخل.
وعند تعليقه على الشهادة المهينة التي أدلى بها مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديك مورفي أمام اللجنة الفرعية لمجلس النواب حول أوروبا والشرق الأوسط عام 1985 قال بلومفيلد
إن هذه الاتهامات ضد مجاهدي خلق كانت الشرط الرابع في قضية السلاح مقابل الرهائن، والامتيازات التي كان من المفترض أن تعطى لإيران،
مشيرا إلى تقرير لجنة تاور الذي جاء فيه أن الشرط كان عبارة عن بيان رسمي وتسمية منظمة مجاهدي خلق كمنظمة إرهابية وماركسية،
وتوجيه نشرة إلى الكونغرس وجميع الشركات والمؤسسات الأمريكية، مشددا على انه تم فعل ذلك من أجل النظام الإيراني وبناءً على طلبه.
وحول وضع منظمة مجاهدي خلق على لائحة الإرهاب
قال بلومفيلد «نعلم الآن أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يتم إخباره مسبقًا، تم إخبار المدير نفسه عن ذلك بعد الواقعة،
لم يكن هناك ملف يؤدي إلى هذا التصنيف، كانت كليا لفتة لحكومة خاتمي التي جاءت لتوها».
واستطرد قائلا انه بعد عامين من كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن وجود تخصيب یورانیوم سري،
جرت تحركات دبلوماسية محمومة لمحاولة التوصل إلى بعض الشروط، وبغض النظر عن التقدم المحرز في القضية النووية،
أكدت مجموعة الدول الثلاث والاتحاد الأوروبي وإيران عزمها على مكافحة الإرهاب، بما في ذلك أنشطة القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى مثل منظمة مجاهدي خلق.
وجاء في كلمة بلومفيلد أن في ذلك ما يستدعي التوقف،
لأنه قبل عام من هذا التطور تم استجواب أعضاء مجاهدي خلق في العراق، من قبل مجموعة مشتركة تضم سبع منظمات أمريكية لإنفاذ القانون والعدالة الجنائية،
وكانت سجلاتهم نظيفة للغاية، مشيرا إلى البيان الذي أصدره اللواء جيفري دي ميللر في 21 تموز عام 2004،
وهنأ فيه «كل فرد يعيش في معسكر أشرف على الاعتراف به كشخص محمي بموجب اتفاقية جنيف الرابعة،
الأمر الذي يساعد في تسريع جهود المنظمات الدولية لتوطنيهم»
وتأكيد وزارة الخارجية على أن المنظمة لم تكن في حالة حرب خلال ذلك الصراع،
مستغربا مواقف حكومات الولايات المتحدة والأوروبيين التي كانت تصف المجاهدين بالإرهابيين.
واستعرض التقارير السنوية المتعلقة بالإرهاب قائلا
إنه راجع ما صدر منها على مدى19 عاما، والمرة الوحيدة التي قالوا فيها الحقيقة كانت في تقرير عام 2005
الذي يشير إلى «عنصر ماركسي من جماعة مجاهدي خلق ساعد في قتل العديد من مستشاري الشاه الأمنيين قبل الثورة الإسلامية».
ثم اعترفت التقارير بان العنصر كان من مجموعة منشقة.
وتطرق الى تضارب التقارير، فقد جاء في تقرير عام 2006 انه بعد مشاركة منظمة مجاهدي خلق في الثورة الإسلامية عام 1979
«سرعان ما وجدت حظوتها لدى الشعب الإيراني»،
ثم نزل 500000 شخص إلى الشوارع في 20 يونيو 1981، بأمر من مسعود رجوي، و كانت هناك مظاهرات مماثلة في جميع أنحاء البلاد.
إنهاء الوحشية في إيران
وتساءل هل تعتقدون حقًا أن السناتور الراحل وعضو الكونغرس جون ماكين كان سيكتب رسالة في عام 1984 إلى مسعود رجوي يقول فيها
إن «جهود المجلس الوطني للمقاومة لإنهاء الوحشية في إيران جديرة بالثناء»
أو يكتب السناتور تيد كينيدي إلى رجوي في عام 1984 حول استعداد الشعب الإيراني للتغيير
وإنهاء حكم الإرهاب الذي ابتليت به البلاد، وأن يكتب الرئيس المنتخب بيل كلينتون
-الذي كان في ديسمبر 1992 في وضع انتقالي- لمسعود رجوي لو كانت المنظمة إرهابية.
ولدى تطرقه لوصف الإرهاب الذي أطلق على هجوم أنصار مجاهدي خلق على السفارات الإيرانية في عام 1992
أشار إلى إسقاط الطائرة التي قصفت معسكر أشرف ومزاعم قتل مسعود رجوي.
الجميع في عجلة
وحث على توخي الحذر من دعاية أجهزة إعلام الملالي قائلا
«لا تدع أي شخص يخبرك أن مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة لا يحظيان بأي دعم في إيران.
وأن لا مستقبل لهم في إيران ولا مكان لهم في المستقبل»
متسائلا «أليس من المثير للاهتمام أن الجميع في عجلة من أمرهم لشرح من لا يدعمه الشعب الإيراني،
والادعاء بأن مريم رجوي والمقاومة يحاولون الاستيلاء على السلطة في طهران» واصفا ذلك بأنه أكبر كذبة على الإطلاق.
الحرية هبة إلهية للبشرية
وأشار إلى قول مسعود رجوي بان الحرية هبة إلهية للبشرية، ومن يسعى إلى إلغاء حرية النقاش والنقد لا يفهم الإسلام،
وتأكيده على عدم كفاية الخضوع لمحاكمات القمع والسجن والتعذيب والإعدام في عهد الشاه والملالي للوصول إلى السلطة،
وضرورة اجتياز المجاهدين لاختبار الانتخابات العامة، كما أعاد بلومفيلد إلى الأذهان قول مريم رجوي
«يشرفنا الجلوس في معارضة مخلصة في إيران ديمقراطية»
وشدد على ان المجلس الوطني للمقاومة هو الصوت الوحيد الذي يتحدث باسم الشعب الإيراني وتطلعاته،
منتقدا دعوة رضا بهلوي الى مؤتمر ميونيخ الأمني الأخير،
ومشيرا إلى حمل أنصاره خارج القاعة صورًا لبرويز ثابتي، الرجل الثاني في جهاز السافاك المخيف.
وتطرق إلى ما جاء في كتاب إيف بونيت مستشار فرانسوا ميتران لمكافحة الإرهاب حول صفقة عرضها السافاك مفادها
«أنك تفقد كل شيء أو تعمل لدينا»
كما توقف عند الاتصالات التي يجريها الملالي مع بقايا شرطة الشاه السرية في أوروبا.