- عن القيادة ولها (6).. الرؤية التي نريد - الأربعاء _13 _يناير _2021AH 13-1-2021AD
- رحم الله «وحيد حامد» - الأحد _3 _يناير _2021AH 3-1-2021AD
- عن القيادة ولها (5).. إعلامك سهامك - الجمعة _18 _ديسمبر _2020AH 18-12-2020AD
♦ لا يضر الفئات العاملة أكثر من الأوهام المضللة أو الأحلام المحدد إنجازها بموعد وتوقيت؛ لأن الموعد ببساطة يعني أن القائد سيكون ملزمًا حينما يحين الحين أن يفسر سبب عدم التحقق أو سبب التأخير، وسيضطر ساعتها للتكلف الشديد البائخ وليّ أعناق الأفكار، وسيقع في حرج أمام الجماهير.
♦ وأظن لا يُنكر أحد أن قادة الإخوان والمنتمين وقعوا، رغمًا عنهم، في جزء من هذا الخداع أو الانخداع، قبيل الانقلاب وبعده بقليل، وأقول رغمًا عنهم، تطييبًا للخواطر، ولأن الأمر فعلًا كان شديد الالتباس والتشتيت والتعقيد، ولأنني بصراحة كنت على قائمة المخدوعين.
♦ لكن أسوأ ما في تلك المرحلة، والتي صار لها تبعات بعد ذلك على الفكر والعاطفة؛ هي آفة إذاعة الرؤى «بمعنى المنامات» على منصة رابعة، ثم ما ولدته لنا تلك الرؤى من رؤى تناثرت في محاضن الإخوان فترة من الزمان تبشر بالنصر الوشيك، وبدلًا من أن يكون لدينا رؤية بمعنى «النظرية والمنهج» صارت لدينا رؤيا، بل عشرات الرؤى، ولم تسكت تلك الرؤى إلا عندما استشهد الرئيس، بل حتى بعد استشهاد الرئيس ظل فريق… اسكت يا لساني، قلنا لن نتحدث في الماضي.
♦ وفي رأيي أنك سيدي القائد لست مطالبًا بوضع رؤية مفصلة مجدولة بالتعامل مع كان وما سيكون بالترتيب والمواعيد كما يتوهم الكثيرون عن الرؤى والنظريات؛ فهذا صعب عليك الآن، بل صعب على الجميع في وقت يأكل فيه العالم بعضه وأنت أول المأكولين، ولا يستطيع أكبر مراكز التحليل أن يخمّن ماذا سيحدث من ترامب حينما يعلنون رسوبه غدًا.
♦ لكن أظن أن الطلب المعقول والإنساني والواجب والمفروض والرؤية الممكنة هو أن تجدد المشروع أمام التابعين، أو حتى بعض ورقات المشروع، أن تجدد دماء القادة كل حين، أن تصنع منظرين حقيقيين دارسين، أن يرى المنتمون تقدمًا لحل ورطات التربية التي كانت أقوى حصون الإخوان ثم بدأت تتخلخل، أن يلمسوا بأنفسهم شفافية في التعامل مع الأموال ومن أين تأتي (مش لازم دي) وأين تروح، أن يروا اهتمامًا أكثر بأسر المعتقلين، أن يروا إعلامًا يليق باللحظة القاتمة التي يعيشونها سواء من حيث الشكل أو المضمون، أن يُتاح لهم الالتقاء بقائدهم في زمن السوشيال والتواصل وسؤاله ومحاورته وإمكانية محاسبته ككل المسئولين، أن تغيّر ما أمكن الوجوه التي تمثلك من وقت لآخر، تجديدًا للدماء وتدريبًا لأكبر عدد، أو على الأقل دفعًا للملل.