«الحتة الخايبة» هي نظرية «كارمية» سرقتها من واقع متابعاتي ولملماتي في سكتي القصيرة،
وتعني أن لكل إنسان «عاهة» تظهر جلية باستمرار أو تختبئ في طيات جلبابه وتقفز خلال مسيرته على شكل زلات وفلتات وهنات،
فمهما بدت هيئته عليمة حكيمة عظيمة ويرتب لذلك التراتيب، لكن ترتيبه لا محالة يخيب في لحظة من اللحظات وتظهر الحتة الخايبة مفضوحة في وقت من الأوقات.
وكثير من الحتت يسيرة مبلوعة يغفرها الإنسان لأخيه الإنسان، نظرًا لأننا جميعًا في «الحتت الخايبة» سواء، ونظرًا لأن وجودها طبيعي لطبيعة خلق الإنسان من طين،
فتكتشف عبر مسيرتك أن فلانًا جبانًا أو بخيلًا أو غيارًا أو كذابًا أو جهولًا أو عجولًا أو أكولًا أو ناقلًا للكلام،
وتعرف ذلك عبر مجاورتك الطويلة له أو سفرك معه في طريق، سواء كانت تلك المجاورة وذلك السفر على سبيل الحقيقة أو المجاز؛ فتحزن بطبيعة الحال، لكنك تسلم بأن بعض البلاءات في الخلق أقدار، والله غفور.
لكن هناك «حتت خايبة» يصعب تفويتها أو تمريرها أو بلعها لأنها مع الوقت تهلك الإنسان وتشوهه وتجعل طينه يغلب نوره،
ومن واجب الإنسان أن ينبه من يحب إذا كانت «خيبته» في «رجولته»، وما يتفرع عن ذلك من «حتت خايبة»،
لأن الخيبة لو كانت في رجولة الشخص ومروءته، فهي باب لكل شر، ولا ينفع معها علم عليم ولا لسان حكيم ولا تصوف وزهد ولا دمعات على الخد، فانتبه أن تكون حتتك الخايبة في مروءتك.
أحب د. عدنان إبراهيم وحالته العلمية وطريقته،
ولا أزال أعتبره أحد منعشي حالتنا الفكرية الجامدة النائمة الخامدة وأدعو أحبابي لمتابعته،
لكن «حتته الخايبة» تأتي في منطقة مخيفة، فهو يلبس ثياب الموضوعية والإنصاف والحياد طويلًا ويجيد ذلك في الغالب ويحسنه،
لكنْ حينما يأتي ذكر شخوص بعينهم أو تنظيم بعينه أو أحد منتميه تجده انقلب متشنجًا جهولًا عجولًا
لا يتردد في التلبيس وتوزيع الاتهام والعجلة في سوء الظن والنزق والطيش،
فيخوض في الوحل حتى لو كان الكلام عن غائبين أو أموات أو شهداء لم يأخذ أهلهم فيهم العزاء بعد.
أقول هذا لا لألفت انتباه د.عدنان، فما يتلبسه اتجاه بعض الإسلاميين، هو آثار جرح قديم في روحه من بعض الشخوص،
وهذا الجرح جعله يخلط بعجلة بين ما هو فكر وما هو شخصي، فيطفف ويحيف،
لكن أقوله لأذكر رفاقي العاملين أن ينتبهوا لـ«حتتهم الخايبة» جيدًا، ويحذروا كل الحذر أن تكون «الحتة» في مروءتهم.
- كارم عبد الغفار يكتب: فنجان قهوة يوفر كثيرًا من الخطب - الأثنين _19 _ديسمبر _2022AH 19-12-2022AD
- كارم عبد الغفار يكتب: السادة الدفيانين - الثلاثاء _29 _نوفمبر _2022AH 29-11-2022AD
- كارم عبد الغفار يكتب: عدنان إبراهيم.. و«الحتة الخايبة» - الجمعة _14 _أكتوبر _2022AH 14-10-2022AD