♦ لا بد أن يكون الأمر الموجع لحد الذبح، يجري مع المكلومين على غير ما نتصور، لا بد أن الروح البريئة المحاصرة تجد أشياءً أخرى غير تلك التي نعاينها ونلمسها؛
ذلك لأن المولى أعطف على الإنسان من قلب أمه، وكلما اقترب للطهر والبراءة كان حنان الله إليه أقرب..
♦ منذ سنوات انطرح الطفل السوري «آلان» على شاطئ المتوسط جثة هامدة تحتضن الرمال، وراحت الخيالات تتساءل موجوعة:
إن هذه الروح الصغيرة قضت ساعات في الظلام والبرد وصفعات الأمواج،
بالتأكيد كانت تصيح مرتاعة تنادي الأم والأحباب؛ فهل تركه خالقه تمزقه آلام الفراغ والارتياع!!
♦ والخيال نفسه مع المغربي ريان، طفل في غيابة البئر منسحق تحت الأحجار معزول عن العالم والونس والأنفاس،
يكلبشه الفزع والبرد والضياع في انتظار حضور ملك الموت، فهل تركه اللطيف يعارك الأهوال قبل الانتقال؟
♦ وآلاف مثل «آلان» و«ريان»، يلاقون يوميًّا المصير نفسه في آبار البشاعة والإهانة، وإن كانوا أكبر قليلًا،
خلف كرابيج لقمة العيش، وتحت دهسات الظالمين ونهشات القضبان وزحام الشر؛ فهل تركهم الله؟
♦ في يقيني أن الصورة ليست على ما نراها فيما يخص تلك الأرواح التي تخرج من عالمنا بهذا النزع الشرس الجارح،
هناك وجه رقيق أتصوره كاملًا وأستيقنه في حق من جاءتهم لحظة الموت بعيدًا عن وسائد الدفء والأحباب..
في البحر أو في البئر أو في السجن أو الغربة أو تحت سكين الفقر.. طيف باسم حنون متهلل ينادي {ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا}..
♦ أبشروا أبشروا أبشروا.. أستشعرها تطوف حول كل الراحلين ظلمًا وضعفًا وانكسارًا،
«أبشروا» أستشعرها تملأ أرجاء الأماكن وتسكن جدران الظلام وتحيل الوحشة إلى سكينة ولطف وعرس وزفاف إلى أفراح الجنات.
- كارم عبد الغفار يكتب: مصطفى درويش نموذجًا - الأربعاء _10 _مايو _2023AH 10-5-2023AD
- كارم عبد الغفار يكتب: سعد نبيهة؟! - الثلاثاء _25 _أبريل _2023AH 25-4-2023AD
- كارم عبد الغفار يكتب: فنجان قهوة يوفر كثيرًا من الخطب - الأثنين _19 _ديسمبر _2022AH 19-12-2022AD