Want create site? Find Free WordPress Themes and plugins.

حرب الإعلام تشكّل ، منذ القدم ، ساحة صراع ، بين البشر! وأسبابها كثيرة ، وأساليبها متنوّعة!
فمن أسبابها : العداوات بين الناس : أفراداً وقبائل !
ومن دوافعها : التنافس ، في مجالات : الفكر، والسياسة ، والاقتصاد .. وغيرها !
ومن دوافعها: حبّ الغَلبة والسيطرة، في مجالات العقيدة(وقالوا لاتسمعوا لهذا القرآن والغَوا فيه)!
ومن دوافعها : التفاخر الشخصي والقبلي .. وهجاء الخصوم ؛ بقصد التغلّب عليهم ، وإخماد صوتهم !
ومن دوافعها : الدعاية لشخص ما ، أو ضدّه ! فقد هجا الحطيئة ، الزبرقان بن بدر، بقصيدة أوجَعته ؛ ولاسيّما البيت ، الذي يقول فيه :
دع الــمـكـارمَ ؛ لا تــرحــلْ لـبُـغـيـتها … واقعدْ ؛ فإنك ، أنت الطاعمُ الكاسي !
فشكا الزبرقانُ الحطيئة ، إلى الخليفة عمر، وأسمعه البيت ، فحكّم عمرُ حسّان بن ثابت، ليقرّر، ما إذا كان البيت هجاءً ، أم لا ! فوصفه حسّان : بأنه من أقذع أنواع الهجاء ! فحبس عمرُ، الحطيئة ، فاستعطف عمرَ، بقصيدة ، فأطلق سراحَه !
وقد كان لرجل ، من قبيلة أنف الناقة ، ثلاث بنات ، لم يتقدّم أحد لخطبتهن ؛ بسبب اسم القبيلة، فأكرَم أبوهنّ ، الشاعرَ الأعشى ، فمدح القبيلة ، قائلاً :
قـومٌ هـمُ الأنفُ ، والأذنابُ غيرُهمُ … ومَن يُسوّي بأنف الناقة ، الذنبا :!؟
وكان هذا أفضل دعاية ، لهنّ ؛ فتزوّجن ، سريعاً ، وصار أزواجهنّ يفخرون ، بأنهم تزوّجوا ، من بني أنف الناقة !
وقد دخل الإعلامُ ، ساحة الصراع ، بين مشركي قريش ، وبين المسلمين ؛ لا سيّما ، بعد أن تأسّست الدولة الإسلامية ، في المدينة المنوّرة ! فقد بادر بعض شعراء المشركين ، إلى هجاء المسلمين ، فتصدّت لهم ، مجموعة من الشعراء المسلمين ، وفي مقدّمتهم : حسّان بن ثابت، الذي استأذن النبيّ ، في هجاء قريش ، فسأله النبيّ : كيف تهجوهم ، وأنا منهم ؟ فقال : أسلّك منهم ، كما تُسَلّ الشعرة ، من العجين ! وقال له النبيّ : اهجُهم ، وروح القدس معك ! فهجاهم هجاء مرّاً ! وفي فتح مكّة ، صبّ حسّان هجاءه ، على رؤوس المشركين ، فقال له النبيّ : إنّ شعركَ أشدّ عليهم ، من وَقع النَبل !
وقد ورد ، في كتب تاريخ الأدب : أن قبيلة نُمير، كانت من جمرات العرب ، فأطفأها جرير، بقصيدته ، التي يقول فيها :
فغضّ الطرفَ إنك من نمير
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
وكان سبب هذه القصيدة ، أن الراعي النميري ، فضّل شعر الفرزدق ، في الهجاء ، على شعر جرير، فقال :
ياصاحبَيّ ، دَنا الرَواحُ ، فسيرا
غلبَ الفرزدقُ في الهجاءِ جريرا
وقد قال أحد الشعراء ، واصفاً طبيعة الكلام ، وأهمّيته:
إنّ الــكـلام مـــن الـفـؤاد ، وإنّـمـا… جُعلَ اللسانُ، على الفؤاد، دليلا!
وقال المتنبّي :
وكَـمْ مِن عائبٍ قولاً صحيحاً .. وآفـتُـه مــن الـفـهم الـسقيمِ
ولـكـنْ تـأخـذُ الأذهــانُ مـنهُ ..على قَدْر القَرائح والفُهوم !
وقال شاعر معاصر، يرثي سامي الكيّالي :
سقَط اليَراعُ ؛ فمَن له ، ياساميْ .. إنْ هـمّت الأقـلامُ ، بـالأقلامِ ؟
وقد صارت ساحة الصراع الإعلامي، اليوم، من أخطر الساحات؛ ففيها يمكن أن يُقلب الحقُّ باطلاً، والباطلُ حقّاً، ويوصف المجرمون بأنهم صالحون، ويوصف الصالحون بأنهم مجرمون!
لكنّ خوضَ الصراع الإعلامي ، يحتاج إلى وعي وخبرة؛ وإلاّ؛ فقد يقول الإعلاميُّ كلاماً ، يؤذي به نفسه وقومه، قبل إيذاء أعدائه ! كالمقاتل ، الذي يطلق الرصاصة ، ضدّ عدوّه ، فيصيب بها نفسه ، أو أحد أفراد أسرته .. وكلاعب الكرة ، الذي يدخلها ، في مرمى فريقه ، فيسجّل هدفاً ، ضدّ نفسه ، وفريقه !
Did you find apk for android? You can find new Free Android Games and apps.