“قد تداعت وتداعوا أجمعين”.. شعر: محمد التميمي

قـــد تــداعـت ، وتــداعـوا أجـمـعـينْ !!

وعــلــى الإســـلام هــاجـوا مـجـرمـينْ

غـــــرَّهــــم والله كِـــــبــــرٌ وهــــــــوى

 وســــرابٌ مـــاج فـــي تــلـك الـعـيـونْ

أمَـــرِيـــكـــا وحــواشــيــهــا ومــــــــنْ

 أعـلـنـوا الـحـربَ عـلـى الـنـهجِ الـمـبينْ

قــــتــــلــــوا أبــنــاءَنــاواســتــأســدوا

كـــوحـــوشٍ ضـــاريـــاتٍ حــاقــديــنْ

كــلُّــهــم أجـــــرمَ فـــــي حـــــقٍّ لـــنــا 

وتـــمـــادوا فـــــي حــمــانـا عــابـثـيـنْ

فــــي الــضــلالاتِ تــعـامـوا حـسـبُـهم 

 أنــهــم مــــن جــنــدِ إبـلـيـس الـلـعـينْ

وَضَـــــحُ الــفـجـرِ أشــاحــوا عــنــه إذْ  

 ضـمَـهم لـيلٌ طـويلٌ فـي الـمجونْ (1)

وبـــــــــــآذانِ نــــواديـــهـــم كـــــمـــــا

 رغــب الـشـيطانُ مــن وقـرٍ مـهينْ (2)

إنــهــم فــــي الـغـفـلـةِ الـعـمـيـاءِ قــــد  

سـاقـهم شــؤمٌ كـقـطعان الـضَّئينْ (3)

ومــغــانــيـهـم تــجــافــاهــا الـــحــيــا  

فالطيورُ البيضُ ظمأى في الوكونْ (4)

والــلــيــالــي راعــــفــــات بــــالأســـى

والضحى يكرى على النور الحزينْ (5)

والـــنـــداءاتُ الـــتـــي تـــســري بـــــه

نــائـيـاتٌ خــلــف أوجــــاع الــقــرونْ .

هـــكـــذا هــــــم مــثــلـمـا إبــلـيـسـهـم

مـن غـضا الأهـواءِ أورى كـلَّ حينْ (6)

قــــــد عــنــاهــم بــالـمـواعـيـدِ فـــمــا 

وجــــدَ الــخُـلـفُ لـديـهـم مـــن رزيـــنْ

إنــــــه الــطــاغــوتُ ، لـــكــنْ يـــاتــرى

لــمَـن الـفـلـحُ بـمـيـدان الـسـنينْ !! (7)

غـــرَّهـــم مـــاغـــرَ أقـــــوامٍ مـــضــتْ 

مـائحُ الـشهوةِ فـي السَّملِ المشينْ (8)

يـــاأخـــا الإســــــلامِ هـــــذا شــأنُــهـم 

 مــنــذُ أن كــانــت لـدنـيـاهـم شــــؤونْ

هـــرطــقــاتٌ وافــــتـــراءاتُ هــــــوى

 وشــــرابٌ جــذلُـه حـــبُّ الــوزيـنْ (9)

وعــــــــداواتٌ ، وقــــــــد مــحَّــصَــهـا 

مــاتــعـدَّتْ شــرعــةَ الــحــقِّ الـمـبـيـنْ

لـــــــم تـــــــزل لــلـجـاهـلـيـاتِ يـــــــدٌ 

كــأيـادي مَـــن تـسـموا بـالـقيونْ (10)

بــطــشُـهـا عــــــاتٍ ومــرمــاهـا كـــمــا  

 كـــان فــي الـمـاضي نـفـوسُ الآمـنـينْ

والــمــيــاديــن الــــتــــي تــشــهــدُهــا

   صـــــورةٌ عــــادتْ بــكـيـد الـمـفـتـرينْ

فـــعـــلامَ الـــخــوفُ مـــــن تــجــارهـا 

  وهـــــمُ الــحِــلـفُ لإبــلــيـس الـلـعـيـنْ

مــــا انـتـضـوا إلآ الـــذي قـــد غــرَّهـم 

  مـــن قـــوى الــغـيِّ لـقـتـلِ الـمـسـلمينْ

يــــا أخــــا الإســــلامِ بــشــراك فــقــد

     آنَ أنْ يُـــطـــوَى جـــمــاحُ الــكـافـريـنْ

ويـــولـــي عــــــن ربـــانـــا رجــسُــهـم  

 والــصَّــبــابــاتُ لــــكـــأسٍ و رنــــيـــنْ

وامـــتــهــانــاتُ غُـــــــــزاةٍ أنـــبـــتــتْ 

 شــاربًـا أعــشـبَ فـــي وجـــه هـجـيـنْ

إنــــهــــا الـــدنــيــا كـــــــذا سُــنَّــتُــهـا 

  فـــــي يَــــدَيْ ربــــي إلــــهِ الـعـالـمـينْ

إنــــهــــا أقــــــــدارُ ربـــــــي هــــكـــذا

تــمـهـلُ الــظـالـمَ والــحـشـدَ الـمـهـيـنْ

فــــإذا مــــا انــتـفـضَ الــفـجـرُ عــلــى 

صـيـحـةِ الـتـكـبيرِ وانــهـدتْ حـصـونْ

جــــــــاءَ بــالــفــتـحِ بــــنـــو أمـــتــنــا 

عـــــن شـــمــالٍ بـالـمـثـانـي ويــمــيـنْ

قـــــال : أمــهـلْـهـم رويــــدا واســتـمـعْ 

لـلـمـنادي فـــي الــغـدِ الآتـــي الأمــيـنْ

إنــــــه الـــديَّــانُ ربُّ الـــعــرشِ كـــــم  

أهــلـك الـكـفـار فــي مـاضـي الـقـرونْ

وأراهــــــــــا دلـــهـــمـــتْ أيـــامُـــهـــم

وتـــعـــاوى الــفــاسـقـون الـمـبـطـلـونْ

وأراهــــــــــا زائــــــــــلاتٍ مـــابـــنـــوا

 لـــلـــضــلالاتِ ولــلــفــعــلِ الــمــهــيـنْ

إنَّــــه الــرحـمـنُ مــولانــا ولا مــولـى 

لــــهـــم لـــــــم يـــدعــنــا تــائــهــيـنْ

فــأنــيـبـوا وارفـــعــوا الأيـــــدي لـــــه 

بــقــلـوبٍ نــبـضُـهـا الــعــلـمُ الــيـقـيـنْ

—————

هوامش :

1- وضح الفجر: نوره وطلعته .

2- وقــر: صمم.

3- الضئين: الغنم .

4- الحَيا: المطر * الوكون: أعشاش الطيور .

5- يكــرى: ينام .

6- الغضا: شجر نارُه لاتخمد بسرعة .

7- الفلح: الغلبةُ والنصرُ ــ بإذن الله ــ .

8- المائح: المختال البَطِر * السَّمل: الثوب البالي .

9- حب الوزين: الحنظلْ .

10- القيون: صانعو الحديد .