قائمة المحتويات :
- بلاد الحرمين.. ومسؤولية عامة المسلمين - السبت _6 _مارس _2021AH 6-3-2021AD
- {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ} - الأثنين _1 _مارس _2021AH 1-3-2021AD
- أحرارنا السجناء.. وواجب الاجتهاد في الدعاء - الأثنين _22 _فبراير _2021AH 22-2-2021AD
فتنة النت!! .. لما دخلت الإذاعة مع ما صاحبها من أغاني ومسلسلات مسموعة على بيوت المسلمين في منتصف القرن العشرين..
استشعر كثير من الغيورين خطرا قادما على الدين، ولما تحولت المسموعات من الممنوعات إلى مرئيات..
زاد الشعور بالخطر، مع أن التلفاز وقت ظهوره كان محدود البث قليل الأثر،
ومحكوما بضوابط تحد من انفلات شروره وانتشار عيوبه،
حتى ظهرت ظاهرة (أشرطة الفيديو) القبيحة، التي لم يكن لها انتشار إلا بين الأشرار ..
فتنة البث المباشر
ما هي إلا سنوات حتى انفجرت فتنة (البث المباشر) للتلفزيونات الأجنبية،
ومع شدة التحذير منها؛ أصبحت الأطباق الهوائية أشبه بأوعية استقبال لصنوف المساخط الإلهية..
ثم مالبثت تأثيرات بث الخبث في بيئات خاصة أن تتحول إلى ظواهر عامة..
وصارت غالبية الأسر في بيوتها تعايش أو تتعايش مع مجتمعات المجون والضياع،
دون العيش فيها أو الهجرة إليها..
ظهور الإنترنت
ثم كانت كائنة الكوائن بظهور (الإنترنت)، ثم ذيوعه ثم شيوعه في بضع سنوات،
ليتحول بعدها بخيره وشره إلى نمط معيشة وضرورة حياة..
لا يستطيع تجنبها إلا من أراد مخاصمة الدنيا وتجنب الأحياء.
ومع أن الانترنت بغالب تطبيقاته.. فيه الطيب الحسن والشر الخبيث.. إلا أن شروره سهلة المداولة..
صعبة المقاومة والمصاولة على الأكثرين.. غير أن تلك الشرور تحولت إلى فتنة.. بالمعنى الكامل للفتنة،
الفضاء الأزرق
دعك من فتن الفساد الأسوأ والأسود المبثوث في الفضاء الأزرق..
فأصحاب القلوب الحية يستطيعون الحياة باعتزالها قدر استطاعتهم، لكن ماذا عن المباحات المضيعة للواجبات،
أو المكروهات الموصلة للموبقات، أو المحرمات التي قد تصير بريدا للكفريات؟!
بل ماذا عن إضاعة الأعمار في متابعة كل جديد مما ليس بجديد..؟!
وسائل التواصل
ثم ماذا عن (وسائل التواصل) التي صارت إحدى وسائل تقطيع الأواصر داخل البيت الواحد؟
حيث أصبح كل واحد فيه يعيش وحده عالمه( الافتراضي)
الذي تمكنت فيه ماكينة الشبكة العنكبوتية من اصطياد جميع فرائسها من الذكور والإناث صغارا وكبارا،
لينزلوا ضيوفا شبه دائمين.. راضين أو كارهين؛ في أوهى البيوت
{وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [ العنكبوت/41 ]
لا أظن أن جيلا ممن سبق؛ شهد ذلك التتابع المذهل لفتن السراء والضراء كما شهده جيلنا الستيني والسبعيني،
فكان الله في عون أجيال ناشئة، وأجيال ستنشأ..فعلى أي شيء ستنشأ.. ؟!
المسؤولية جسيمة.. والأخطار عظيمة..
وقد حذر منها من وصفه ربه بأن {حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}
حيث قال عليه الصلاة والسلام:
(إنَّهُ لمْ يكنْ نَبِيٌّ قَبلي إِلاَّ كان حَقًّا عليهِ أنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ على ما يَعْلَمُهُ خيرًا لهُمْ ويُنْذِرَهُمْ ما يَعْلَمُهُ شَرًّا لهُمْ،
وإِنَّ أُمَّتَكُمْ هذه جُعِلَتْ عَافِيَتُها في أولِها، وإِنَّ آخِرَهُمْ يُصِيبُهُمْ بَلاَءٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَها،
ثُمَّ تَجِيءُ فِتَنٌ يُرَقِّقُ بَعْضُها بَعْضًا ،
فيقولُ المؤمنُ هذه مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ ثُمَّ تَجِيءُ فِتْنَةٌ فيقولُ المؤمنُ هذه مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ.
فمَنْ سَرَّهُ أنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النارِ ويُدْخَلَ الجنةَ فَلْتُدْرِكْهُ مَوْتَتُهُ وهوَ يُؤْمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ ولْيَأْتِ إلى الناسِ الذي يحبُّ أنْ يَأْتُوا إليهِ)
رواه ابن ماجه، وصححه الألباني برقم (3210)
فاللهم نجنا من الفتن.. ما ظهر منها وما بطن