- فاتن فاروق عبد المنعم تكتب: الحملة الفرنسية (15).. اغتيال كليبر - الخميس _21 _يناير _2021AH 21-1-2021AD
- فاتن فاروق عبد المنعم تكتب: الحملة الفرنسية(14).. حراك يفضي إلى واقع جديد - الثلاثاء _12 _يناير _2021AH 12-1-2021AD
- فاتن فاروق عبد المنعم تكتب: الحملة الفرنسية (13).. تجلي الحقيقة - الخميس _31 _ديسمبر _2020AH 31-12-2020AD
سقوط الخلافة الأندلسية
فوق صفيح ساخن:
عرش الخليفة الأموي الذي لا يشترك مع الأمويين الأول إلا النسب فقط لكنه نقيضهم دائما وأبدا.
الأندلس في هذا الزمان أصبحت مرجل يغلي لا يهدأ وإنما يفور ويفور حتى تحولت إلى قاعا صفصفا، فكان مقابل الخليفة محمد بن هشام المكنى بالمهدي ولا يعرف على وجه التحديد لماذا كنى نفسه بهذه الكنية وما مظاهر هذا الهدي، فقد كان أجداده يكنون أنفسهم كنيات تفرضها منجزاتهم.
المشهد في الأندلس مكون من المروانيين (الأمويين) الذين يرون أنفسهم أصحاب السلطة الشرعية، وبني عامر من الفتيان ومواليهم من الصقالبة والبربر والجند المرتزقة وهم قوة لا يستهان بها فضلا عن كون البربر هم عماد جيش العامرية، ثم شعب قرطبة الذي يؤازر الخليفة الجديد وهؤلاء متقلبون كثيري الأهواء والنزعات ولا يؤمن عواقبهم.
لم تكن جرأة الخليفة المهدي بانتزاع السلطة من بني عامر إلا جرأة مغامر متهور وليس الشجاع المسئول المضطلع بالأمر الواعي بطبيعة الظرف الراهن الذي هو بصدده فإنه بمجرد تمكنه من الجلوس على الكرسي حتى جمع حوله بطانة السوء تنكرت لجموع الشعب المؤازر لهم وأبدى المهدي حنقا على البربر وانساق خلفه العامة والدهماء لأنهم مؤيدون للعامريين وكانوا عضد المنصور وسند نظامه الحديدي فانعكس ذلك وترجمه سوء معاملتهم حد الظلم، وآه من الظلم فإنه يأكل الأخضر واليابس.
أما الخليفة المطارد هشام المؤيد ظل يتعقبه حتى عزل في بيت بقرطبة وفي هذه الأثناء توفى رجل يهودي أو نصراني شديد الشبه بهشام فأشيع أن هشام المؤيد مات بينما الخليفة المهدي كان قد أخفاه، فلما استتب الأمن ظهر الوجه الحقيقي للخليفة المهدي البعيد كل البعد عن أي مظهر من مظاهر الهداية، فكان يفاخر بمعاقرته للخمر والمجون والفسق والفجور حتى فقد احترام العامة وتعاطفهم معه.
بطش بكثير من الناس وعلى رأسهم ولي عهده سليمان بن هشام بن سليمان بن الناصر مع استمراره في التنكيل بالبربر فكان ما تقدم أسبابا قوية جدا لنمو خلايا مناوئة لحكم الطاغية، وبين كثير من المد والجزر بين الفيلقين انتهى بتمكن سليمان بن هشام وسمى نفسه المستعين بالله وهنا أظهر الخليفة هشام المؤيد في جناح بالقصر بقرطبة محاطا بمجموعة من الفتيان الصقالبة يحرسونه بينما لجأ الخليفة المهدي إلى طليطلة يعد العدة مع شيعته لملاقاة سليمان المستعين بالله الذي استعان بملك النصارى في ملاقاة المهدي ثم البربر فأمده بجيش بشروط باهظة وهي إن يدفع له مائة دينا يوميا ودينارين عن كل جندي.
هزم المهدي على يد البربر وعاد إلى القصر بقرطبة ليواصل المجون والتهتك بينما اشتد ساعد شيعة هشام المؤيد الذين انقضوا على المهدي بالقصر وأتوا بالمهدي بين يديه فجز رأسه ثم ألقوه من على سطح القصر وعادت الخلافة لهشام المؤيد وكان آن ذاك في السابعة والأربعين من عمره، شبحا باهتا للخلافة الأموية سليب القوة ليتحكم في الأمر جملة وتفصيلا الحاجب واضح الذي كان له عظيم التأثير في خضم الأحداث التي أعادت هشام المؤيد ليحكم هو من وراء حجاب.
لم يسلم سليمان بن هشام وشيعته من البربر انصياعا لخلافة هشام المؤيد وحاجبه واضح، فقام المستعين بالله بالاستعانة بملك قشتالة النصراني وعرض عليه عرضا سخيا مقابل مساعدته أن يتنازل عن الحصون الأمامية التي افتتحها الحكم والمنصور ليستعيد هو والبربر حكم قرطبة فرفض ملك قشتالة معللا ذلك بأنه سيتوجه بمطالبه للخليفة القائم بقرطبة.
فقام سليمان مع البربر بغزو قرطبة من جهة الغرب وذهب ملك قشتالة لعرض طلبه من هشام المؤيد بالتنازل عن الحصون الأمامية التي فتحها الحكم والمنصور وبالتشاور مع الفقهاء والوزراء تنازل طواعية ليتفرغ للبربر الذين يعيثون الآن بقرطبة فأصدر مرسوما يقضي بتسليمه مائتي حصنا وخسرت بذلك الأندلس خط دفاعها الأول وتركت حدودها الشمالية مفتوحة لغزو النصارى (المسكين تنازل عن مائتي حصن لملك قشتالة النصراني ليتفرغ للبربر المسلمين)
حاصر البربر قرطبة رافضين أي عروض بالتفاوض فقام الخليف هشام المؤيد ببيع نفائس القصر لشراء الخيل والسلاح وارتأى الحاجب واضح أن يواجهون حالة مستحيلة فقرر الهروب ليلا واستوقفه نفر من الجند الذين قتلوه وفتشوا بيته فوجدوا معه الكثير من الأموال التي كان ينوي الهروب بها وهو من كان يضيق على شعب قرطبة (في ذلك الوقت لم يكن اليهود افتتحوا بنوكا بسويسرا).
مع اشتداد الحصار على قرطبة أرسل هشام المؤيد إلى سليمان والبربر للتفاوض على أن يكون سليمان وليا للعهد فرد سليمان مبعوث هشام بأنه هو الخليفة ولا يعترف بهشام.
اشتد الأمر واحتدم على أهل قرطبة فشكى الوزراء والفتيان والجند الأمر لهشام المؤيد واشتداد ضغط البربر على المدينة وتفاقم الضيق والغلاء والشعب المنقسم مابين الراغب في الكفاح والراغب في الصلح فبكى هشام واعتذر عن قصوره وقال لهم افعلوا ما ترونه واجب النفاذ.
حدثت ملاقاة عنيفة بين شعب قرطبة والبربر الذين تمكنوا منهم وعاثوا فيهم الفساد حتى دخلوا القصر عند هشام وعنفه سليمان الذي قال له هشام أنه مغلوب على أمره.
يقال أن سليمان أخفى هشاما مرة أخرى وقتله ابنه محمد بن هشام فيما بعد ورواية أخرى تقول بأن هشام فر من محبسه إلى ألمرية وعاش هناك في سكون وخمول حتى توفاه الله والأرجح هي الرواية الأولى.
قام سليمان بتولية البربر كل المهام من الوزرات والحجابة والولايات الأندلسية إرضاء لهم على وقوفهم معه ولما رأى العامريون سيطرة البربر على كل شيء خافوا غدرهم ففروا إلى شرق الأندلس ويقال أنهم أقاموا حكومة تخصهم بعيدا عن قرطبة.
استمر سليمان لثلاث سنوات في الحكم وعمت الفوضى والاضطرابات سائر الأندلس، فكل النفوس مسترابة وكل أصبح لا يأمن جانب الآخر.
دولة بني حمود:
منذ أيام الحكم الستنصر والمغرب تخضع لحكومة قرطبة، وعلي بن حمود من البربر ولكن ينتهي نسبه إلى علي بن أبي طالب، كان حاكما لأحدى ولايات المغرب ولكنه كان يطمح في الأندلس كاملة فعمل على الأنصال بالبربر القابضين على كل الثغور ليساعدوه على دخول القصر بقرطبة ولم يستغرق الأمر الكثير حتى تم له ما أراده.
كان الاعتقاد السائد عن هشام المؤيد أن سليمان أخفاه ولم يقتله ولكنه ما إن علم بأنه قتله هو أو ابنه أتى بسليمان وأبيه وأخيه وقتلهم بنفسه انتقاما لهشام ثم أعلن بوفاة هشام المؤيد وبويع على الخلافة وسمي بالناصر لدين الله، لم تهدأ الأندلس وإنما كانت كالنار الذي لا يلبث أن تهدأ في جانب حتى تشب في آخر، فقد عاد شيعة الأمويين من جديد لينظموا الصفوف لملاقاة علي بن حمود يتقدمهم المرتضي الذين نصبوه خليفة والذي قتل علي بن حمود وكان وقتئذ في الخامسة والخمسين من عمره ولم يمكث في الخلافة سوى سنة وتسعة أشهر.
تولى بعده أخيه القاسم الملقب بالمأمون والذي كان حاكما لإشبيلية، قبض على الفتيان الثلاثة الذين قتلوا أخاه وأعدمهم في الحال.
آثر المأمون سياسة التهدئة وبث الأمان في مملكته وعقد السلم مع الفتيان العامريين كي يأمن جانبهم واتخذ بطانة من السود واتخذ منهم الرياسة والقيادة بينما البربر يرقبون المشهد ومازالوا يقبضون بأيديهم على الكثير من أعمدة المملكة وابن أخيه يحيى بن على يتحين الفرصة للخروج عليه كي يصبح الخليفة، مرت قرطبة بكثير من السجال العسكري بين الأشياع كل يبتغي الحكم لنفسه حتى انتهى الأمر بتولي يحيى بن علي المكنى بالمعتلي بالله والذي أودع القاسم بالسجن ردحا من الزمن ويقال أنه مات خنقا في الثمانين من عمره.
ضاق القرطبيون ذرعا بالبربر وأشياعهم وقرروا عودة الخلافة إلى بني أمية فكان أصلح من تبقى منهم ثلاثة هم سليمان بن المرتضى، ومحمد بن العراقي، وعبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين الله، فقرروا الاختيار بطريق الشورى بالمسجد الجامع، وكاد الاختيار يقع على سليمان بن المرتضى لولا دخول عبد الرحمن بن هشام وسط حشد من الجند شاهري السلاح فتمت له البيعة وكان في الثالثة والعشرين من العمر، دخل القصر في الحال ومعه ابني عمه سليمان والعراقي اللذين اعتقلهما في الحال، واتخذ لقب المستظهر بالله.
(الشورى التي غيبها الأمويون لمئات السنين، أدركوا أخيرا أن الحل يكمن فيها ولكن مرج الفوضى الذي كانوا يسبحون فيه طمسها في الحال)
يصفه المؤرخون بأنه كان يتمتع بخلال باهرة كان من الممكن أن يرخي سدول الأمن على مملكته لو تم له ما أراد من شعب قرطبة الذين انقلبوا عليه عندما أبرم صلحا مع البربر فأوغر صدورهم لأنهم حاربوا البربر كثيرا وقضوا على شوكتهم فكيف يخرج عليهم بمصالحتهم فانقضوا على القصر واختبأ هو بالحمام ثم اختفى وظهر ابن عمه محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر الذي أخذ إلى القصر ونصب خليفة في الحال وكني بالمستكفي، وتم العثور على المستظهر عبد الرحمن الذي قبض عليه وأعدم في الحال وهو الذي لم يجلس على الكرسي أكثر من سبعة وأربعين يوما.
كانت فترة حكم المستكفي سنة وستة أشهر، وكان مشهورا بسيئ الخلال إذ كان ميالا لمجالس الشرب واللهو والمجون والفجور، لا يذكر له أعمال ذات شأن بل إن قصور الناصر قد خربت في عهده وهرب الكثير من العلماء والفقهاء إلى مالقة واضطهد معظم الساسة البارزين القدماء وقتل المناوئين له من أبناء عمومته.
ضاق القرطبيون ذرعا بهذا الماجن الداعر فدخل عليه كبار رجال الدولة وأغلظوا له القول بأن يغادر القصر فاستعطفهم بلين القول كي يبقى ولكنهم أصروا على خلعه وقتل بعد الخلع بسبعة عشرة يوما.
ظل الأمويون يتساجلون على كرسي الخلافة المتداعية حتى ضاق بهم أهل قرطبة لفسقهم ومجونهم وما آل إليه حالهم من الدعة والاسترخاء والانحطاط فقرر القرطبيون طردهم من الأندلس تماما.
لم تلبث دولة بني حمود الكثير، فقط نصف قرن تموج بالقلاقل والفتن والاضطرابات والقتل المجاني الذي بدأ على استحياء في الدولة الأموية ليصبح حق أصيل لكل من يعتلي الكرسي عنوة، كرسي الدولة الهاشة التي فقدت كل دعائم القوة والتي بها تبقى صلبة تقاوم الأنواء التي تتربص وتحيط بها.
أعقب الدولة الأندلسية الكبرى انقسامها إلى دويلات حكمها ملوكا سموا بملوك الطوائف لسبعين عاما، يتحاربون فيما بينهم تبتلعهم الفتن والحروب الأهلية فكانت لقمة سائغة للممالك النصرانية التي انقضت عليها وانتزعت طليطلة، أول قاعدة إسلامية كبرى.
ظل القتال بين ملوك الطوائف على أشده طعما ورغبة فيما بيد الآخر حتى اضطروا لدفع الجزية إلى ألفونس وذاقوا ويلات الذل والانكسار على يد النصارى الأسبان
(الذين قلدهم الأمويون المناصب الرفيعة في الدولة الإسلامية)
فارتأوا الاستعانة بالمرابطين بالمغرب.
هب يوسف بن تاشفين سلطان المرابطين بالمغرب لنصرة المسلمين الأسبان فالتقى الجمعان في زلاقة وانتصر فيها المسلمون انتصارا باهرا وهرب ألفونس زعيم النصارى وبيده جرح غائر، ورفع الظلم عن مسلمي أسبانيا ولم يعد يدفعون الجزية للنصارى ومنذ ذلك اليوم تسمى يوسف بن تاشفين بأمير المسلمين، وشكى الأندلسيون كثرة الضرائب التي يأخذها منهم ملوك الطوائف فهددهم وخافوا منه وتآمروا مع ملوك النصارى عليه ومنعوا جيوشه من أخذ المواد الغذائية منهم ولكنه استولى على بلادهم كلها وأصبحت الأندلس كلها تحت سيطرته عدا سرقسطة لبعدها في بني هود وبذلك أصبحت الأندلس في يد المرابطين حتى زالت دولتهم وقامت مكانها دولة الموحدين.
وقد أرسل أمير دولة الموحدين أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي جيشا لفتح الأندلس فسيطر على الجزء الغربي ثم زحف إلى ألمرية فاستغاث أهلها بألفونسو فأرسل جيشا خليط من المسلمين والنصارى بقيادة محمد بن مردنيش
(التحالف بين المسلمين والنصارى أدى فيما بعد بالتنصير الإجباري للسذج الغافلين ومحاكم التفتيش وأهوالها)
وانتصر عليهم عبد المؤمن بجيشه واستولى على الأندلس وعين عليها ابنه المنصور الذي شيد وأنشأ وعمر بها والتقى فيما بعد المنصور يعقوب في معارك شتى على رأسها معركة الكرك الشهيرة حتى طلبوا الصلح فهادنهم على خمس سنوات بعدها استمر المنصور في الزحف حتى حاصر ملكهم ألفونس بطليطلة غير أن أم ألفونس وبناته وحرمه نزلن إليه مستغيثات بكرمه ومروءته، فأكرم مثواهن وأعادهن إلى مقارهن معززات مكرمات وعاد هو إلى بلاده بالغنائم العظيمة (قارن هذا بما فعلوه مع بنات المسلمين ونسائهم وشيوخهم وأطفالهم فيما بعد بمحاكم التفتيش من اضطهاد وتعذيب وحرق)
مات المنصور وأعقبه ابنه محمد الناصر أبو عبد الله وهذا كان قد نكل بأهل الأندلس فخسر مؤازرتهم وهم العالمون بطبيعة الأندلس ومناطقها الوعرة ومخابئها الطبيعية.
في هذه الآونة أعلن البابا الحرب الصليبية المقدسة ضد جيوش المسلمين، فهرعت جيوش النصارى من إيطاليا وفرنسا وألمانيا لملاقاة جيش المسلمين في منطقة تسمى العقاب وسماها المسلمون بهذا الاسم لوعورتها وفيها انتصرت جيوش النصارى على جيش الناصر مع الأندلسيين المتخاذلين لضعف معنوياتهم نتيجة سوء القيادة وحب إيثار الدنيا على الآخرة فلم تعد لديهم أهدافا عليا كالأمويين الأول الذين كانوا يمتطون الريح يبثون الرعب في مناوئيهم.
وعندما مات الناصر بايع أهل المغرب ابنه يحيى فلجأ أخوه المأمون إلى ملك قشتالة النصراني يستنصره على أخيه وبني قومه الموحدين فاشترط عليه التنازل طواعية عن عشرة حصون يختارها هو مما في يد المسلمين وأن تبنى للنصارى كنيسة في مراكش، وقبل السفيه بشروط ملك قشتالة وهكذا تنازل المسلمون بالقيادات السيئة عن الأندلس قطعة تلو الأخرى فلم يعد سوى غرناطة لمنعتها وكثرة عدد أهلها الذين نزحوا من المناطق التى استولى عليها النصارى، وكان المسلمون يدفعون الجزية لملوك النصارى.
واستمر الملك لبني الأحمر بغرناطة حتى دب الخلاف على الملك بين أبي عبد الله بن الحسن وبين عمه الزغل فانتهى باستيلاء الأسبان على غرناطة.
يصف ابن حزم التهافت السياسي في الأندلس فيقول: “فضيحة لم يأت الدهر بمثلها! أربعة رجال كل منهم يكنى بأمير المؤمنين، واحد بأشبيلية، والثاني بالجزيرة الخضراء والثالث بمالقة والرابع بسبتة.
وأصبح العرب والبربر في خلاف مستديم والجميع في خلاف مع المغرب الأقصى، وفي حروب مع الأمم الأسبانية والبرتغالية”
وبذلك كان الانقسام والتخاذل والاسترسال في اللذات والشهوات والميل إلى الراحة والدعة أضعف فيهم الحمية الدينية وأعتمت القلوب والنفوس فعدموا البصر والبصيرة التي تريهم ما يصول ويجول سافرا على الملأ ودون مواربة أو تواري أو خجل، هذا الانحدار السريع لم يبثهم عقولا تجمعهم على كلمة سواء تهديهم سبل الرشاد، فلم يبايع منهم أحدا على الموت الذي يبعث الحياة في الدرة التي بناها الأول لتتحول المساجد التي كان يعبد فيها الله الواحد الأحد إلى دور يسب فيها الله آناء الليل وأطراف النهار ويصبح الموحدون فيها أثرا بعد عين.
وللحديث بقية إن شاء الله