
حذرت مصادر سياسية رفيعة المستوى بالبرلمان الأوروبي من تعرض السعودية لعقوبات الاتحاد الأوروبي حال واصلت احتجازها لرئيس الوزراء اللبناني، «سعد الحريري»، مؤكدة أن السعودية ليست أقوى من روسيا، وأن سياسة الصفقات التجارية، التي تتبعها المملكة، لن تشتري صمت الأوروبيين.
وقالت المصادر، إن «كل المؤشرات تدل الآن على احتجاز السعودية للحريري لاسيما بعد تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون» الأربعاء.
واعتبر «عون»، في تلك التصريحات، أنه «لا شيء يبرر عدم عودة الحريري (السعودية) بعد مضي 12 يوماً (على إعلان استقالته)؛ وعليه نعتبره محتجزا وموقوفا، ما يخالف اتفاقية فيينا وشرعة حقوق الإنسان».
وتابعت مصادر البرلمان الأوروبي: «حتى الآن، هناك مساعٍ غير معلنة لعواصم كبرى مثل باريس ولندن وبرلين وروما تطلب من السعوديين التعقل وتفادي تفجير استقرار لبنان، وعدم تسجيل سابقة احتجاز رئيس حكومة دولة ثانية، وإجباره على الاستقالة».
واستطردت: «إذا فشلت هذه المساعي؛ فقد تجد السعودية نفسها أمام رد فعل قوي لدول الاتحاد الأوروبي؛ حيث لن تنفع سياسة توظيف الصفقات التجارية الضخمة في شراء صمت الأوروبيين».
ونبهت هذه المصادر إلى القلق الذي تسببه السعودية للدول الأوروبية؛ إذ يعتبر هذا الملف هو الثالث الذي يعمل على احتقان العلاقات الثنائية.
وكان الملف الأول الحرب ضد اليمن؛ حيث ندد البرلمان الأوروبي بهذه الحرب، ودعا الأوروبيين إلى عدم بيع الأسلحة للسعودية والإمارات.
ثم جاء ملف حصار قطر؛ حيث تقوم دول مثل إيطاليا وفرنسا بمساع لإنهاء الأزمة، وأخيرا ملف «الحريري».
واستطردت المصادر: «دولة من حجم روسيا بقوتها العسكرية والاقتصادية تتعرض لعقوبات أوروبية وانتقادات قوية، ولا نعتقد أن السعودية في قوة روسيا، ولهذا لا يجب خرقها لخطوط حمراء في العلاقات الدولية حتى لا تجد نفسها كدولة غير مسئولة».