(-مرة أخرى تتأكد أن أساس النظرية السياسية الألغارشية التي تحكم العالم اليوم هي قرشية مكية، لذلك يحاربون قريش ويشوهون صورتها بكل الوسائل، ويبقى الغرب مهما طغى وتكبر عالة على قريش).
-في نظرة تفحصية دقيقة تجد أن الاستهزاء بقريش سمة في نظر الكثير، بل ويعتبرون ذلك من كمال الإيمان، وكل وصف أو خلق سيء مباشرة يربطونه بقريش، ونسوا أن قريش سادة العرب وأن منهم خيارا من خيار من خيار صلى الله عليه وسلم.
-فهنا وبعفوية الطفل الصغير؛ أليس من الواجب أن نقف وقفة تأمل لماذا قريش تحديدا وهي التي منها خير البشر ﷺ تسليما كثيرا، وهي ثالث قبيلة ثبتت على إسلامها بعد التحاق النبي ﷺ بالرفيق الأعلى، وهو أكبر دليل على صدق إيمانهم، ثم أليس كبار الصحابة وسادة بدر وقادة الفتوحات الإسلامية كلهم من قريش!
نرجع لموضوعنا لماذا قريش وما معنى ربطها بالألغارشية العالمية اليوم؟
-الجميع يعرف أن اختيار واصصطفاء الله لنبيه ﷺ كان خيارا من خيار من خيار؛ أي أن كل قريش خيار من خيار وأفاضل،
وإن كانت نسبة التفاضل تتفاوت، -تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا،
حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان، قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه- صراع شرف وأَخيريَةٍ.
نرجع ونكرر السؤال ما علاقة قريش بالألغارشية اليوم؟
-هنا هل يحق لنا أن ننظر للألغارشية اليوم وفي المائة سنة الماضية
كيف كانت تعمل مع الحركات والمجموعات التحريرية؛ لا بل دعنا نرجع لسادة قريش وكيف كانوا يتصرفون مع النبي ﷺ في بداية الرسالة.
-الاستهزاء ثم قالوا مجنون
ثم بدؤوا المفاوضات نزوجك بأجمل النساء نجعلك أغنى الناس، نجعلك ملكا علينا ثم الحصارثم محاولة الاغتيال (باختصار).
-لما تركز في الأليات التي استعملتها رجالات قريش ضد الدعوة النبوية تجدها هي –هي-
التي تستعملها الألغارشية أو قل النظام العالمي اليوم؛ بل في كل الأنظمة وأصبحت نظرية سياسية عالمية،
الاستهزاء وإن كان هناك جد وعزم من الشخص أو المجموعات التحررية فستبدأ المساومات،
وهذا ما يفسر لك كيف تظهر الشخصيات ويصبح لها ذلك الصيت الكبير، ولا تخرج عنه دائرة الشخصيات المؤثرة في وسائد التواصل اليوم،
وهنا يتأكدوا أنه مجرد شخص يحدث ضجيجا فقط، ويبحث عن صدى صوت فيأخذه ثم يكون ذلك الصدى هو محبسه إلى الأبد.
-وإن حصل وتجاوز الدائرة الأولى
فإن لم يخرج من الدائرة الثانية فسيكون أحد رجال المال مع الخدم والحشم والقينات الجميلات محيطة به.
-وإن كان ذا نفس أطول وتجاوز فإنه سيكون أحد رجال السياسة خاصة إن كان جهوري الصوت، وبقدر مشاغبته ستكون وجهورية صوته تكون رتبته السياسية، ولا يخرج عن هذه الدائرة معظم ساسة ورؤساء العالم.
-وإن حصل وتجاوز الدائرة الثالثة فهذا يعيني أن الشخص صاحب رسالة، ولا تنفع معه كل أدوات الإغراء،
وليس من سبيل لإيقافة سوى إيقاف نفسه، وهذا ما يفسير لك الاغتيالات للشخصات التي كانت تحمل رسالة وإن لم تكن ربانية،
لأن الطبقة الألغارشية لا تريد لأحد أن يصل لما بعد الدائرة الثالثة لأن ذلك محيطهم وحدهم،
وهذا الذي يفسر لك عمليات الاغتيال السياسي سواء لنكولن أو مارتن لوثر أو مالكوم أيكس وغيره.
-كانت قريش تَتَتَرسُ بالكعبة
وأنهم سدنتها وأعطوا لغير الطبقة الحاكمة متعة الحياة، الجواري الخدم ولكن السلطة التنفيذية الحقيقية ممنوع الاقتراب منها، وهو ما يفسره؛
-حتى صرنا كفرسي رهان- التنافس في السيادة،
والذي عنه ومنه تنبثق السلطة التنفيذية الحقيقية بعد أن تملك السلطة المعنوية (الروحية).
-وهذا ما فهمته الطبقة الألغارشية ما بعد غزو نابليون للقاهرة، أعط للجماهير حرية منزوعة الصلاحية،
حرية الانحلال حرية العصيان المجتمعي حرية التمرد، حرية اللهو بكل أنواعه؛ لكن لا تقترب من الدائرة التي رسموها لك.
-حرية المرأة في:
لا للبيت لا للولد، حرية الشباب في: أنا حر، أفعل ما أريد؛ لكن لا تقترب من الدائرة.
-وهذا ما أدركه الملونون في أمريكا لكن في وقت متأخر جدا، بعد مقتل فلويد.
-أدركوا حينها أن الحرية ليست في العري والخلاعة بل الحرية الحقيقة في ان تكون عنصرا فعالا في المجتمع لا مفعولا به
وأداة للطبقة الألغارشية لا غير،
لذلك لا تستغرب أن تستعمل أمريكا كل وسائل العنف ضد تلك التحركات،
والأمر نفسه في فرنسا مع السترات الصفراء؛
لأن طبيعة الصراع تصادم حضاري ما بين أولغارشي يرى في الآخر مجرد أدوات للهو والمتعة.
-مرة أخرى تتأكد أن أساس النظرية السياسية الألغارشية
التي تحكم العالم اليوم هي قرشية مكية، لذلك يحاربون قريش ويشوهون صورتها بكل الوسائل،
ويبقى الغرب مهما طغى وتكبر عالة على قريش
- عنتر فرحات يكتب: زلزال سوريا وأدوات نظام العولمة في الاختراق والسيطرة - الأثنين _13 _فبراير _2023AH 13-2-2023AD
- عنتر فرحات يكتب: نفوذ أمريكا ونظرية قريش في السيطرة الناعمة - الأحد _29 _يناير _2023AH 29-1-2023AD
- عنتر فرحات يكتب: نظرية قريش السياسية والألغارشية العالمية اليوم - السبت _28 _يناير _2023AH 28-1-2023AD