عنتر فرحات يكتب: مخرجات مؤتمر التطرف الديني

مخرجات مؤتمر التطرف الديني المنطلقات الفكرية وإستراتيجية المواجهة

عرض:

في سابقة هي الأولى من نوعها في مصر والمشرق العربي أشرف مركز سلام لدراسات التطرف على تنظيم مؤتمره الأول الموسوم بـ«التطرف الديني المنطلقات الفكرية وإستراتيجية المواجهة» وبرعاية رئيس مجلس الوزراء.

استطاع المنظمون للمؤتمر أن يجمعوا أكبر المؤسسات الدولية التي يعنيها الأمر مباشرة، بداية من الأمم الممتدة والمجامع الأوربية وجامعة الدول العربية وكل المؤسسات المختصة في الدراسات الفكرية التي تحارب الفكر المتطرف، فضلا عن رجال دين متخصصين خاصة رؤساء جامعات، إضافة إلى مفتيين لمجموعة من البلاد على غرار لبنان وأوزباكستان وكازاخستان.

طبيعي جدا لما نعلم هذا الكم الكبير والمتنوع المشارك في الملتقى أن المادة العلمية ستكون ثرية ومميزة ومتنوعة؛ لأن القضية تعالج على أكثر من صعيد وتناقش جهات مختلفة (أمنية فكرية سياسية اقتصادية نفسية).

نقد:

من خلال تتبعي للمداخلات وكيف أن كل مؤسسة أو فكر ينظر للتطرف من زاوية نستطيع القول إنها خاصة؛

وذلك يرجع للخلفيات التي يعالج بها الدارس القضية، وإن كان الكل أجمع على خطر التطرف،

لكن لم يصل الملتقى لوصف حقيقي سواء التطرف وحصره في نقاط معينة، أو طريقة معالجة التطرف ابتداء،

وهو ما كانت تعبر عنه الجزائر قبل عشرين سنة بتجفيف منابع التطرف وهو ما جعلها تمنع الرضوخ للخاطفين مهما كانت نوعيتهم أو القبول بالفدية؛

لأنها كانت تعتبر الرضوخ والمقايضة معهم أو الدية مقابل إطلاق الضحايا هي الممول الرئيس للجماعات الإرهابية،

لذلك تدخل الجزائر سنة 2003 لما خُطف الرعايا الألمان في تمنراست (أقصى الجنوب) كان التدخل أمنيا،

والأمر نفسه لما استطاع مجموعة من المسلحين التسلل إلى محطة بترولية في منطقة تقونتورين أقصى الجنوب،

حيث كان التدخل أمنيا؛ ولم يعطوا الجماعات المسلحة أي فرصة للحوار أو عرض طلباتهم؛

واستطاعت القوات الأمنية أن تحرر كل المختطفين بطريقة احترافية شديدة الدقة.

معالجة قضايا التطرف

ما يعني أن الأمور الأساسية لمعالجة قضايا التطرف انطلاقا لم يتم التطرق لها أو كيفية علاجها عمليا.

وكذلك كيفية التعامل مع الأطراف خاصة الدول التي تحتضن مجموعات تراها الدولة الأم إرهابية وتراها الدول الأخرى مجرد معارضة أو أشخاص يبحثون عن الديمقراطية وحريات أكبر.

وهذا الأمر تحديدا عانت منه الجزائر كثيرا خاصة فترة العشرة السوداء لما كان كل قادة الجماعات المسلحة في أكثر من دولة ويُخصون برعاية مميزة؛ حتى أن منهم من كان يمشي بحراسة خاصة، فضلا عن الإقامات الفارهة في أكبر الفنادق.

فهنا دولة مثل الجزائر كيف ستتعامل مع الدولة التي تحتضن قادة جماعات مسلحة إرهابية تقتل الشعب وتدمر مؤسسات الدولة.

وقدرا سعادة الدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات تطرق لمجموعة نقاط هي المبدأ بالنسبة للجزائر في محاربة الإرهاب، وبعد نهاية الجلسة سألته في لقاء خاص عن كيفية تطبيق هذا البند خاصة (تجفيف منابع الإرهاب) وفيه دول لحد الآن تدعم الجماعات بحكم تحرير الرهائن؟

-لكن للأسف لم يجب على الاستفسار؛ واعتذر بأن له موعد طائرة.

الملفت للانتباه:

أن كل مواضيع المؤتمر والنقاط التي تعتبر مقدمات للتطرف والتي تم التعرض لها سواء من ناحية فكرية أو نفسية أو سياسية اقتصادية قد تمت معالجتها في الجزائر مع بداية الألفية الثانية،

حيث كانت كل نقطة تعالج في أكثر من مؤتمر وملتقى، وخُصصت كثير من الرسائل البحثية لمناقشة كل نقطة على حدة.

-وعليه كان المفترض التنبيه لهذا والتعاون المباشر مع الجزائر لأن هذا سيختصر عقدين من البحث.

ولمن أراد نتائج تطبيقية في كيفية معالجة التطرف؛ فدونكم مظاهرات (حراك الجزائر) الجزائر 2019

حيث في مرة واحدة خارج ما يقارب من عشرين مليون شخص (الرقم حقيقي ومن مؤسسات أمنية)

ولكن لم يحصل أبدا أن حدث اشتباك أو اعتداء على أي طرف سواء من ناحية المتظاهرين أو قوات الأمن.

وإن دل هذا على شيء؛ فهو التجربة الجزائرية الناجحة في مكافحة التطرف العملي وتجفيف منابعه الفكرية.

وعليه مرة أخرى نهيب بمركز سلام لدراسات التطرف أن يكون له اتصال مباشر بمؤسسات الدولة الجزائرية

من أجل تبادل الخبرات خاصة في مجال تجفيف منابع التطرف، وللجزائر قدم السبق في ذلك.

روسيا تستفيد من الخبرة الجزائرية في تجفيف منابع التطرف

وإن كانت روسيا الاتحادية أول دولة تطلب من الجزائر مساعدتها في تجفيف منابع التطرف، وهو ما قد حصل حقيقية وكان هذا مع بداية العقد الأول من الألفية الثانية، وهو ما نرى نتائجه الإيجابية اليوم؛ حيث أن الشيشان الذين كانوا يحاربون روسيا وبكل ضراوة نراهم اليوم وهم يقاتلون مع روسيا.

وإن دل هذا على شيء فهو التجربة الجزائرية ناجحة ودونكم روسيا لما طبقتها.

وهو الأمر الذي يجب أن يطبق خاصة في دول الساحل والتي تعتبر عمقا استراتيجيا للشمال الإفريقي.

أما توصيات المؤتمر والتي حوت تضمنت خمس عشرة نقطة هو ما نجعل له موضوع خاصا.