1-من أدبيات السلوك المتبعة عند السادة الصوفية والتي يجب لزاما على المريد أن يسكها، فبعد التخلي فالتحلي، ثم الانكسار، وهو ما كان وما يزال راسخا عند هذه المدرسة،
عكس المدرسة الشعرية التي تجعل من صاحبها قامة شامخة، وشامة على خد قبيلة الشاعر؛
لذاك كان السمو والعلو والفخر والتيه المبالغ فيه سمة ملازمة لكل شاعر (تقل أو تزيد)،
وكأن الشاعر خُلق توما للحصان، فالحصان يتباهى فخرا ويختال كبرا في مشيته معتزا في نفسه، وهو الذي تراه عند كل شاعر وكأن الدنيا لم تخلق إلا لتعظمه وتُجله.
2-في رحلة قصيرة مابين عدل منصة سوق عكاظ وهي فخر العرب،
وعدول وجور النوادي المعتمة من شدة الألم الذي يعتصر قامات الشعر المرفوعة رفعة الفاعل ونائبة،
وهي ترى المجرورات والإضافات وقد حلت مكان الرفع حشوا، كشعر الغواني الذي أصبح عنوانَ لهو ومقدمة للسقوط.
-وكأن الشِّعر أو ساكني وادي عبقر أرادوا أن ينصفوا أصحابهم ويرفعوا قامات ساكني واديهم،
كما أنصف نقاد خيمة عكاظ من إليهم تحاكموا.
ملك وادي عبقر أراد أن ينتفض
3-تشعر في ذلك المجلس المعتم ظلاما، وكأن ملك وادي عبقر أراد أن ينتفض لشدة ألم رسله الناطقين على ألسنة الشعراء،
فبعث جنده، وكان المنوط بهم إظهار حقائق تلك الأفاعي (التي عجز الرقاة ورجال الدين عن طردها،
لأن عصى موسى لم تكن حاضرة) التي تعتلي كبرا وتتعالى زهوا؛ إنها مجرد منصوبات رفعت ظلما، أو إضافات نصبت وصفا لا حقيقية.
-وكأني بساكني وادي عبقر يسكنون لجنة التحكيم جبرا ولسان حالهم قهرا؛
اليوم ترون حقيقة القوم وأن زمن العظماء الذي طمسته عمارتكم القاتمة بأضوائكم الباهتة ما زال حيا وحيٌ شياطينه الناطقة على لسان الملك الضليل والعبسي مقبل السيوف، والفتى طرفة.
– بعد أن نفذ ساكني وادي عبقر مهمتهم، وأظهروا حقيقة القوم، فقد أصبح القول مباحا،
والانتصار للضعيف من لوازم يوم عكاظ، وصار الكلام واجبا كما كان الصمت محرما.
مستوى المحكم أقل من طالب متوسط في الثالث ثانوي
4-حضرت مرة ندوة أحد هؤلاء الثلاثة المحكيمن بصفته ناقدا ومحاضرة أدبية (نقدية)،
علم الله أنني وجدتني إزاء شخص مستواه أقل من طالب متوسط في الثالث ثانوي.
-وأما برنامج ما يسمى.. فلم أجد نفسي مرة تطمئن إليه رغم ولعي الشديد باللغة وآدابها خاصة الشعر،
وكنت -أزعم- أنني من محبي الشعر القديم (قبل الإسلام خاصة)
فطبيعي لا تعجبني هذه المستحدثات؛ ولم أجد أي جديد في تصرف من يسمون المحكمين،
إلا أن نصبهم لمرفوع كان حكاية حالة لكل مرفوع انتصبوا على قامته ظُلما،
وإن كان النقد فيه سعة وليونة ويجيد صاحبه حسن تخلص يتسلل منه تسلل الماء بين فروج الأصابع
إلا أن ما يتخلص منه نقدا يكسرك نحوا؛ وليس غريبا حرس الخلفاء على حركة الشفاه؛ لأن كسرها مقدمة وإيذانا لكسر العروش.
-قال وقد دخل السوق: سبحان الله يلحنون ويرزقون.
-لا غرو: إن لم تلحن؛ فلن ترزق؛ وهو تفسير نصب ثم كسر المرفوع؛
وكأن القدر يحكي أو يحاكي مرحلة كسرة كل قامة مرفوعة، تُنصب ابتداء ثم تكسر تِلوا ثم تجر تباعا.
تلك حال أمة من جهلها ضحكت الأمم.
-وهنا تعرف مقام ومقدار السيادية وما معنى ارتقى أو كان يخاطب الناس يوم عكاظ،
إلا مرفوعا برفعة قومه، لا منصوبا ولا مكسورا؛ لأنه لسان حال القوم.
-حبذا أخلاقا جاهلية ترفع من يستحق وتنصب وتكسر من كانت تلك صفته؛ لا بل صفة قومه.
- عنتر فرحات يكتب: نفوذ أمريكا ونظرية قريش في السيطرة الناعمة - الأحد _29 _يناير _2023AH 29-1-2023AD
- عنتر فرحات يكتب: نظرية قريش السياسية والألغارشية العالمية اليوم - السبت _28 _يناير _2023AH 28-1-2023AD
- عنتر فرحات يكتب: البيان العربي وقناة الجزيرة الإعلام الغربي - الأربعاء _25 _يناير _2023AH 25-1-2023AD