بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله ومن والاه:
الله عز وجل أكرم الإنسان وفضله بالعقل
العقل وظيفته التفكر والتدبر والنظر في آيات الله الكونية (الكون وما فيه من كائنات وظواهر وسنن) قال عز وجل:
{ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَٰطِلًا سبْحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}
آل عمران 191
وكذلك تدبر ودراسة القرآن الكريم قال تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ}
(محمد – 24)
وقوله أيضا : {كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ}
(ص – 29)
بهذا التدبر في كون والقرآن يتطور ماديا بفهم أسرار الكون والاستفادة منها، ويتطور روحيا بالوصول إلى اليقين في الإيمان قال تعالى :
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28]
ثم الإيمان اليقيني يكسبه الأخلاق الفاضلة السّامية الشاملة:
– مع الله سبحانه:
بالاعتراف بوجوده ووحدانيته وعبادته وذكره وشكره والخشية منه والرجاء والحياء والحب والدعاء والقسم به تعظيما وإجلالا
مع الناس:
بالتسامح والتعاون والتآلف والتراحم وبر الوالدين وإكرام الضيف والإحسان إلى الجار وكف كل الأذى وتجنب الأنانية والعدوانية والعنصرية والشهوانية …..
مع النفس
بتزكيتها وتعويدها على الفضائل كالصدق والصبر والعفة والوفاء والرحمة.. وتطهيرها من الرذائل كالظلم والجشع والطمع والشره والكسل والجبن والجهل.
مع البيئة والمحيط
وذلك بحماية البيئة وعدم تلويثها وتجنب الإسراف في استهلاك ثرواتها وبالرفق بالحيوان والنبات…
ففي الإيمان والأخلاق تكمن قيمة الإنسان ويتحقق سموه وبهما يتفاوت الناس في القيمة والرقي، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
- عمر بلقاضي يكتب: الظروف صالحة لدعوة إسلامية ناجحة - الأثنين _9 _يناير _2023AH 9-1-2023AD
- عمر بلقاضي يكتب: بين حضارتهم وحضارتنا - الأثنين _31 _أكتوبر _2022AH 31-10-2022AD
- عمر بلقاضي يكتب: آيات الله في الكون وواجب التّفكر والتّدبر «2» - الخميس _27 _أكتوبر _2022AH 27-10-2022AD