الأمة – خاص| لا يزال السلام في اليمن بعيد المنال رغم الوساطات العربية والدولية المستمرة على مدى سنوات الحرب الثمانية.
«الأمة» التقت بعضو مجلس الشورى اليمني، صلاح باتيس، وطرحت عليه العديد من التساؤلات حول تطورات الأزمة ومساعي حلها ومستقبل اليمن، وفيما يلي نص الحوار:
○ بداية.. أين مجلس الشورى من الأزمة اليمنية؟
○○ مجلس الشورى مؤسسة دستورية عليا في الجمهورية اليمنية يمثل الغرفة الثانية للبرلمان اليمني بجانب مجلس النواب،
وبسبب الانقلاب العسكري الذي قامت به مليشيات الحوثي الإرهابية بدعم من إيران والسيطرة على مؤسسات الدولة والعاصمة صنعاء،
وإعلان الحرب على الشرعية اليمنية والشعب اليمني ومكتسباته الوطنية الجمهورية والوحدة والديمقراطية،
والانقلاب على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل تعطل عمل هذه المؤسسة الدستورية كغيرها من المؤسسات،
ومنها مجلس النواب والمجالس المحلية ودخل اليمن في صراعات دموية تسببت فيها هذه المليشيات حتى اليوم.
○ لماذا لا يزال السلام بعيد المنال في اليمن؟
○○ لا أحد يرفض السلام وكلنا دعاة سلام وحياة حرة كريمة؛
لكن تمسك المليشيات الحوثية بالسلاح ورفض الشراكة والديمقراطية، وتغليب مصالحها ومصالح إيران في المنطقة،
واعتقادها بالحق الإلهي في الحكم وحقها كسلالة يضع كل العراقيل في طريق عملية السلام والعودة للحوار واستمرار العملية السياسية والانتقال السلمي للسلطة.
○ كيف ترى قرار المجلس الانتقالي الأخير بتشكيل وفد تفاوضي يمثل قضية الجنوب؟
○○ مشكلة ادعاء التمثيل الحضري لأي قضية وادعاء تمثيل الشعب بطريقة غير شرعية للتعبير عن إرادة شعبية حرة عبر صناديق الاقتراع لا يمكن أن توصل إلى نتائج سليمة،
واتخاذ قرارات كهذه لن تؤدي إلى حلول بل العكس ستؤدي إلى تعقيدات أكبر وإقصاء لشركاء العمل الوطني سواء على مستوى الجنوب أو اليمن بشكل عام.
○ هل تُجني الوساطة العمانية ثمارها وتحقق تقاربًا بين أطراف الصراع؟
○○ مع شكرنا وتقديرنا للأشقاء في سلطنة عمان ولكل من يسعى للسلام الدائم في اليمن ورفع معاناة شعبنا وحقه في العيش الكريم إلا أنني لا أعتقد أنهم سيجدون تجاوبًا أو تعاطيًا مع وساطتهم ومساعيهم لدى المليشيات الحوثية كونها لا تملك قرارها،
فقرارها بيد إيران وكونها لا تحترم المواثيق والمعاهدات فقد انقلبت على كل الحوارات والاتفاقيات طيلة السنوات السابقة ولم يعد الشعب اليمني ولا قواه الوطنية يثقوا بهذه المليشيات ووعودها مهما حاولت المراوغة والمناورة فما أخذوه بالقوة لن يسلموه إلا بالقوة وشعبنا وجيشنا وشرعيتنا بدعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قادرون بعون الله على ذلك.
○ لماذا لا ترضخ مليشيات الحوثي لمتطلبات السلام الذي ينشده كل اليمنيين؟
○○ لأنها لا تؤمن بالسلام ولا الشراكة ولا المواطنة العادلة؛ بل تؤمن بالقوة والبطش والتنكيل بكل من خالفهم حتى الأطفال والنساء ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لم يسلموا منهم، فسجونهم ممتلئة بالمظلومين ولأنهم أداة بيد إيران لا يملكون قرارهم.
○ برأيك.. ما هو الشريك الحقيقي لليمن القادر على التدخل لإنهاء الحرب؟
○○ علينا كيمنيين أن نتجاوز كل الخلافات ونكون صفًا واحدًا خلف القيادة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي،
ونثق بأنفسنا وشعبنا وجيشنا ومقاومتنا الشعبية أننا قادرون على اسقاط هذه المليشيات واستعادة الدولة والعاصمة صنعاء
والذهاب إلى استحقاقات كبيرة وصولًا إلى بناء الدولة الاتحادية القائمة على أسس الشراكة والعدالة والحكم الرشيد كما تضمنتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل
وسوف نجد من الأشقاء والأصدقاء كل ما نرجوه وفق المصالح المشتركة بيننا وبينهم وأكثر الشركاء قربًا منا وموثوقية لدى شعبنا
وتربطنا بهم حقوق الجوار والمصير والأمن المشترك والمصالح والعلاقات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية
هم أشقاؤنا في المملكة العربية السعودية ثم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية مصر العربية وكل الأشقاء العرب والمسلمين.
○ ما تقييمك لجهود مجلس القيادة الرئاسي منذ توليه زمام الحُكم؟
○○ حتى الآن لا يزال مجلس القيادة الرئاسي يسعى لتطبيق مبدأ التوافق والشراكة والاصطفاف الوطني لتحقيق الهدف الأول والأهم؛
وهو إنهاء التمرد واستعادة الدولة والعاصمة صنعاء،
ولا شك أن أمامه الكثير من العراقيل منها توحيد القوات المسلحة والأمن ضمن وزارتي الدفاع والداخلية والملف الاقتصادي والخدمات الضرورية،
وتطبيع الحياة في المناطق المحررة وفي مقدمتها العاصمة المؤقتة عدن،
ورغم كل هذه العراقيل والملفات الكبيرة إلا أن المجلس بقيادة الرئيس الدكتور رشاد العليمي يبذلون جهودًا كبيرة نُقدرها ونحترمها،
ونقف معهم داعمين وداعين لهم بالتوفيق والنجاح وكلنا ثقة أن العقلاء في اليمن وكل المكونات كثيرون،
وسوف يغلبون المصلحة الوطنية العليا على المصالح الضيقة ويوقفوا المعارك الجانبية التي لا تخدم إلا مليشيات الحوثي والمشروع الإيراني وأعداء اليمن خاصة والعرب عامة.
○ كيف تنتهي الأزمة والحرب ويعود اليمن السعيد مرة أخرى؟
○○ بترك كل العصبيات السلالية والمناطقية والجهوية وبتكاتف الجهود والاصطفاف الوطني من كل الأحزاب والمكونات والقوى الشعبية خلف القيادة الشرعية والتمسك بالمرجعيات الثلاث لاستعادة الدولة،
وصولا إلى سلام دائم في اليمن وبناء دولة العدالة والشراكة والحكم الرشيد،
وتجاوز كل أخطاء الماضي وتمكين الكفاءات النزيهة واستثمار الموقع الجغرافي المتميز لليمن، والمواد الطبيعية الكبيرة؛
لصناعة النهوض الحضاري ومد جسور التعاون والشراكة مع الأشقاء والأصدقاء وبناء اليمن الجديد اليمن السعيد بعون الله.
