ماتت ملكة بريطانيا اليزابيث من دون أن تعرف ربها ولا رسولها ولا دينها الحق، ماتت وكلفت بلدها زهاء 10 مليار دولار،
ماتت بعد حكم فاق نصف قرن من الزمن فعلت فيه الأفاعيل تجاه عالمنا الإسلامي والعربي (رغم سلطاتها الرمزيّة بحسب الدستور هناك)
وها هو ذا وريثها على الكرسي يجلس اليوم للحفاظ على مرتكزات وتوجهات وعقائد السياسة الداخلية وخاصة الخارجيّة لبلده وسيواصل من دون ريب ما بنته (سليفته) مذ عقود من الزمن،
والأغبياء عندنا يبكون ويحزنون ملء عيونهم ما لم يحزنوه ويشقوا به جيوبهم وقلوبهم على ما يحدث لديننا وأوطاننا وهويتنا وحالتهم السريالية.
اليزابيث قضت ينساها أو يتناساها كل الناس (كلهم) ولكن التاريخ سيسجل عنها كل حركة وسكنة،
وأصعب ما في الحكاية أنها اليوم بين يديّ الله تعالى.
اليزابيث مالكة قلوب البريطانيين ومن ورائهم جماعة الكومنولث عبر العالم فقدوا رمزا من رموزهم التاريخيّة والسياسيّة
وهي التي عاصرتها أجيال وأجيال ربما اتفقت كلها على محبتها وجعلها في مرتبة الأحبار وأولئك الذين بلغوا بمراكزهم وأعمالهم شأوا عظيما،
لكن عين المفارقة في القضيّة أنّ القوم لم يدركوا أو لا يريدون إدراك ما قامت به ملكتهم ومليكة قلوبهم من خبال وبغي وأباطيل في حق شعوب وأمم أمثال شعبها وأمتها،
شعوب وأمم لا تريد سوى العيش الكريم وأخذ نصيبها من الحياة من دون ظلم أو اعتداء على خصوصياتها،
قد يقول قائل لما كل هذا الكيل من العداء لها، وتقول بأن سلطاتها رمزيّة وهي رهطيّة السلطة رغم قوة المركز،
فأقول بأننا لو سلمنا بعدم وجود أية سلطة لها فأين هي من إصلاح ما تستطيع إصلاحه من الصلاحيات التي منحها إياها الدستور.
قد يرحل زعيم غربي ويحل محله آخر،
لكن السياسات العامة خاصة الخارجيّة منها ومرتكزاتها الفكريّة لن تتحور لأنها ثابتة لا تتغير بتغير الأشخاص وخاصة تلك الموجهة نحو العالم الإسلامي والعربي
والتي من خلالها انطلقت أصوات من داخل مجتمعاتهم تشجب وتندد بشدة بها على نقيض ما يحدث لدينا من بعض الأبواق
التي ما فتئت تطبّل وتزمر لها من دون خجل ولا حشمة الموت حق على النّاس كلهم ولا شماتة بالنهاية،
لكن هي محطات نريد الاتعاظ منها وتذكر حالنا وأحوالنا،
ولسنا بصدد التركيز على موت الملكة بقدر ما ينصب اهتمامنا على ضرورة إصلاح حالنا الديني والدنيوي وهي مهمة شاقة وصعبة لكنها ليست بالمستحيلة.
- عزيز فيرم يكتب: الشوفينيون والأنا السياسي - الأثنين _6 _مارس _2023AH 6-3-2023AD
- عزيز فيرم يكتب: وصيّة اليزابيث - الأربعاء _22 _فبراير _2023AH 22-2-2023AD
- عزيز فيرم يكتب: تبعات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية - الجمعة _10 _فبراير _2023AH 10-2-2023AD