تبعات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية. جورجيا ميلوني تلقاء الخاصرة الجنوبيّة..
من أيام قليلة ماضية توجهت رئيس الوزراء الإيطالي جورجيا ميلوني إلى الجزائر ثم إلى طرابلس الغرب في زيارة رسميّة رفيعة المستوى، وجاءت تلك الزيارة في ظل رهانات إقليميّة وتحديات دولية اتسمت بزيادة حجم مشكل توريد الطاقة إلى القارة العجوز بسبب الحرب الروسيّة في أوكرانيا وسحب موسكو إمداداتها الطاقوية نحو أعدائها التقليديين وما تبع ذلك من ارتفاع حاد وغير مسبوق في أسعار المواد الطاقوية خاصة الغاز الطبيعي والوقت وقت شتاء حيث تشهد أوروبا في مثل هذا الوقت من السنة أجواء صقيعيّة تتضاعف معها الحاجة لتلك الموارد.جورجيا ميلوني زعيمة إيطاليا الجديدة والمرأة الموصوفة بالحديديّة كانت تدرك جيدا رفقة طاقمها بأن انتظار ما ستجود به الأيام ما هو إلاّ مضيعة للوقت وأن الانتظار بحد ذاته خطيئة كبرى فكان لزاما عليها التوجه نحو مستعمرتها القديمة ليبيا وقبلها نحو الجزائر من أجل قضيّة التوريد الطاقوي في المرحلة القادمة التي ستكون مفصليّة وحاسمة في أتون الصراع شرق أوروبا.
ميلوني كذلك تريد توقيف سلسلة عمليات الهجرة المتأتيّة من إفريقيا عبر تونس بالدرجة الأولى التي تعتبر المحطة الأخيرة للمهاجرين قبل الإنطلاق عبر قوارب الموت نحو الجنوب الإيطالي وفي هذا المعنى فهي تريد التنسيق مع شركائها تحديدا للحد من كميات الهجرة و تبعا لذلك توقيف اللجوء مهما كانت الظروف رغم صعوبة المهمة على الأقل من حيث المبدأ، ميلوني أيضا تنظر إلى القارة الإفريقيّة كمصدر للثروات بسعر زهيد وتنظر لها كذلك من زاوية سوسيولوجيّة دينية وعرقية إذا أخذنا بعين الاعتبار كراهيتها للمسلمين والأفارقة بشكل عام حيث تعتبرهم مصدرا من مصادر خراب بلدها بحيث أنهم لا يقدّمون شيئا بل إنهم عالة عليه وهو ما ركز عليه حزب إخوة إيطاليا حزب جورجيا الخاسر في انتخابات 2018، هذا الحزب الذي عاد وفاز في انتخابات العام 2022 خلفا للحزب الديمقراطي.
عموما فإنّ ميلوني المعجبة ببينيتو موسوليني وسياسته الخارجيّة تنظر للجزائر من زاوية براجماتية خاصة بعد أزمة كوفيد-19 الذي عرّى أكذوبة ما سمي بالاتحاد الأوروبي وأعاد للأذهان والأفعال فكرة الدولة القومية التي تدافع فقط عن مصالحها دون مصالح الغير، وتؤمن كذلك بأن المصلحة القومية تنطلق منها المصلحة العامة .
- عزيز فيرم يكتب: الشوفينيون والأنا السياسي - الأثنين _6 _مارس _2023AH 6-3-2023AD
- عزيز فيرم يكتب: وصيّة اليزابيث - الأربعاء _22 _فبراير _2023AH 22-2-2023AD
- عزيز فيرم يكتب: تبعات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية - الجمعة _10 _فبراير _2023AH 10-2-2023AD