يرمز مصطلح الشوفينيّة في الأدبيّات السياسيّة إلى ذاك التحيّز الأعمى والتعصب إلى مجموعة عرقيّة أو طائفيّة أو إثنيّة معينة بسبب أو حتى من دون أسباب وجيهة مقنعة يتقبلها العقل السوي،
وظهر هذا المصطلح بشدة في التاريخ الحديث وربما تعود أصل التسميّة إلى الجندي الفرنسي نيكولا شوفان أحد جنود القائد الفرنسي نابليون بونابرت،
هذا الجندي الذي اشتهر بالغيرة على الجمهوريّة الفرنسيّة وكل ما يمت بصلة لها آنذاك
وهو كذلك المتزمّت لآراء وتوجهات قائده نابليون صاحب الحملات المتكررة والشهيرة في كتب التاريخ خاصة الفرنسيّة منها
والذي اعتبر بعدها كأحد أيقونات الجيوش الفرنسيّة على مرّ التاريخ بعيون غربيّة طبعا.
نيكولا شوفان
هو كذلك الوجه البارز لعدائيّة الفرنسيين وعنجهيتهم تجاه الغير وهو أمرٌ أكده حتى من عاصروا هذا الرجل
وكانوا في لحظات ما أشدّ المدافعين عنه وعن سياساته التي أغرم بها كثيرا شوفان
الذي أدار ظهره لجملة الممارسات التي كانت ترتكبها الجيوش الفرنسيّة
وبالتالي أسقط من رؤيته هو ومن شاكله عدالة أو أحقيّة القضايا الأخرى في العالم فقط لنصرة قائده ودولته،
ورأى بعض المحللين أن التوجه نحو هذا التيار الشوفيني إنما يعزى لجملة عوامل ومعطيات
لعل أبرزها الشعور بالخطر والرغبة في زيادة كميّة المدح والثناء على كيان ما أو مجموعة ما ومطابقة نفسه معها حد التماهي.
لكن هل يمكن أن نصف الشوفيني بالوطني ما دام توجهه هكذا نحو نصرة قضيته أو كيانه أو قوميته، الإجابة ستكون بالنفي قطعا وحتما،
ذلك أن الوطني هو شخص محب لوطنه مدافع عن قضيته محبٌ ومحترم لغيره من الرؤى والسياسات الأخرى المضادة
سواء داخل وطنه أم خارجها فلا يزدري ولا يتعصب حدّ السباب والشتم والقطيعة
ثم الاعتداء اللفظي أو الجسدي من دون أسباب وجيهة
وهو ما لا يوجد لدى الشوفيني الذي يصل بسلبيته إلى أقصى درجات العنصرية
وهنا يمكننا أن نضرب أمثلة عن ذلك في العصر الحديث وما فعلته النازيّة والفاشيّة والفلانجيّة والكماليّة وغيرها كثير من الدكتاتوريات المقيتة
والتي ظهرت جلها بين الحربين الكونيتين ولا تزال لحد اللّحظة.
- عزيز فيرم يكتب: الشوفينيون والأنا السياسي - الأثنين _6 _مارس _2023AH 6-3-2023AD
- عزيز فيرم يكتب: وصيّة اليزابيث - الأربعاء _22 _فبراير _2023AH 22-2-2023AD
- عزيز فيرم يكتب: تبعات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية - الجمعة _10 _فبراير _2023AH 10-2-2023AD