ألا عــذراً ، فـنـحنُ الـيـومَ عُـرْبانُ
غـفـاةٌ فــي عـيون الـدهر حِـملانُ
وكـم سُـكِبَتْ لـنا فـي الذلّ أفئدةٌ
وفـاضـت مــن بـلاء الـهمّ أحـزانُ
ويُـلقى فـي الردى قومٌ إذا لهجوا
بـذِكـر الله ، مــا ضـلوا ولا خـانوا
إذا وجـلـتْ قـلـوبهمُ وقــد تُـلـيتْ
عــلـى الأســمـاع آيـــاتُ و قــرآنُ
ويـصلى الشِيبُ آلاماً وقد ذُبِحتْ
أمـــام الـعـيـن صـبـيـانٌ وشــبّـانُ
وعـائـلةٍ بـلـيل الـقـهر قــد هـربتْ
فـما سـلمتْ ، ورامَ الـصيدَ ذؤبـانَ
بـقـاياها عـلى فـجّ الأسـى تُـركَتْ
طـعـامُ الـطير ، مـا لـلميْتِ أكـفانُ
وأيـن الأمـة الحيرى وهل نُسِفتْ
لــهـا قــيـمٌ وتـاريـخُ و إنـسـانُ ؟!
وهـــل مـانـت عـلـى آثــار عـزتـنا
مشاعرُنا ، وغال الحِسّ خذلانَ ؟!
وهــل عـادت كـشاة الـذئب أمـتنا
يـلاحـقها بـسيف الـذلّ إذعـانُ ؟!
ومـا بـاتت عـلى الإيـمان حـارسةً
تـقـزّمَ فــي حـنـايا الـقـهر إيـمـانُ
دمُ الإسـلام صـمتُ الخزي أهرقهُ
دمُ الإســــلام لــلأوثــان قــربــانُ
وكـنا فـي قـديم الـدهر مـن شممٍ
لــنـا عــزٌ ، لـنـا مـجـدٌ ، لـنـا شــانُ
وكــانـت أمـــة الـهـادي مـدمـدمةً
تــؤدّبُ كــلَّ مــن أغــراهُ طـغـيانُ
ولـكـن بـعـد كــرّ الـدهر مـا فـتأتْ
تـهونُ ، ومـن يـديها اختلَّ ميزانُ
فــعــودي دورةَ الـتـاريـخ ثـانـيـةً
يـعُدْ مـجدُ الألـى عـزوا وما هانوا
لـظـى بـورما بـنور الـحق يـطفئها
رجــالٌ فــي ظــلام الـليل رهـبانُ
وفـرسـانً عـلى الإسـلام غـيرتُهم
أبــاةٌ فــي وجــوه الـشرّ شـجعانُ
لـئـنْ عــادوا و ديــنُ الله ديـدنهم
يــقــودُ الـفُـلـكَ بـالإيـمـان رُبَّـــانُ
سـتـعـلو رايـــةُ الــقـرآن خـافـقة ً
لـها مـن فـوق رأس الـدهر تيجانُ