قمة الضبط النفسي وروعة التصوير القراني للغة الجسد عند نبي الله يوسف عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام… وروعة الجمال الأخلاقي في جانبين متوازيين
قال تعالى: {قَالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ ۚ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ۚ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا ۖ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ} سورة يوسف.
فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ.
رغم أنها افتراء وكذب وتزوير للحقيقة وتغيير لمعالم النبل ومسخ لحقيقة التصورات السليمة إلا أنه عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام: فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ.
وتمام الأمر والجمال في المعاملة مع المخالفين وإن كانوا من أهل الظلم والبغي: وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ.
قمة الضبط النفسي وروعة التصوير القراني للغة الجسد عند نبي الله يوسف عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام.
روعة الجمال الأخلاقي في جانبين متوازيين:
الأول: فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ
الثاني: وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ
يا الله قمة الإعجاز في تنزيه عقول الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام من مجرد الميل النفسي إلى حب التشفي أو رؤية النفس أو مجرد التأثير على نفسية الآخرين ولو كانوا مخطئين.
ظهر معالم النبل النفسي في سلوكيات يوسف الكريم ابن الكريم ابن الكريم.
فلم يتعجل عليه السلام في التعليق على الأحداث المخالفة ولو كانت تتعلق بإسقاط عدالته أمام المحيطين.
وكأن يوسف عليه السلام يعطي الجهات الإدارية المهتمة بالإجراءات التحقيقية عدم الاستعجال في توجيه الاتهام مهما كان الطرف الثاني من المخطئين بل زاد الأمر جمالا أنه عليه الصلاة والسلام صان لغة الجسد لديه حتى لا يتصور الطرف المخطئ.
أنه انتقل من دائرة الاستجواب إلى دائرة الإدانة وهذا يؤثر على.
طبيعة العدالة النبوية الشريفة التي لا تفارق حياة الأنبياء عليهم. الصلاة والسلام .فكان الجمال الأخلاقي والكمال النفسي في فعل يوسف عليه السلام: وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ.
فأين أدعياء الالتزام الذين يتوهمون الخلل صوابا ويشعلون عداوة لا تهدأ بين المسلمين؟
أين غربان نشر الأخطاء الموهومة في حياة النبلاء المجتهدين؟
أينَ الذين يستثمرون لغة أجسادهم في بسط سلطان عقولهم في تبرير وشرعنة ميولهم التي تخالف الحقيقة؟
أين الذين جعلوا من عقولهم المختلة معيارا للمسائل المتنوعة المتغيرة نتيجة معطيات أو واقع زماني أو إمكانيات وسع الفرد والجماعة؟
أينَ من حملوا على عاتقهم هدم عرى الأخوة الإيمانية وجعلوا أنفسهم وكلاء حصريين لهذا الدين العظيم وكأنهم يملكون عقلا مقدسا أو نفسا معصومة؟
أين الذين تلاعبوا بالمسلمين المساكين لمجرد أنهم وثقوا واستسلموا لحسن النوايا التي لا قيمة لها عند صناع المؤامرات وبيئة الاستلاب لحقوق المستضعفين؟
الخلاصة:
فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ.
وهو النبي الذي يمتلك كل معالم الصفاء والنبل فكيف تظهر ما بداخلك وهو خليط من الظنون السيئة والأمراض المزمنة والمفاهيم الخاطئة المغلوطة؟
امتلك قلبا كبيرا رغم المحن وألزم لسانا شاكرا رغم المؤامرات.
اطمئن فغاية إجرام الخصوم أن يصلوا بك حيث مراد الله فلا داعي لامتلاك نفس لئيمة وعقل ماكر.
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: معركة المعاني - الخميس _23 _مارس _2023AH 23-3-2023AD
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: ماذا لو اندلعت الحرب العالمية الثالثة؟ - الأثنين _20 _مارس _2023AH 20-3-2023AD
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: لماذا الغارة على معاوية وبني أمية - الأحد _5 _مارس _2023AH 5-3-2023AD