تؤسس سورة الفاتحة لقواعد الأمن النفسي والعقلي والقلبي والفكري للفرد المسلم والأسرة والقرية والدولة والأمة والبشرية بعمومها.
أيهزم مسلم نفسياً وله رب كريم يأوي إليه؟!!
أيهزم مسلم نفسياً وهو في رحاب وكنف من أمره بين الكاف والنون؟!
الأمن النفسي في سورة الفاتحة يقوم على قواعد:
أولها:
الإيمان بتوحيد الله عز وجل في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات،
ومن توابع هذا التوحيد الاعتقاد الجازم الذي لا يشوبه شك طرفة عين بأن لكل اسم وصفة لله عز وجل آثار تظهر دلالتها في هذا الكون البديع
الذي أوجده الله كوعاء لظهور آثار الأسماء الحسنى والصفات العلى لله رب العالمين
لكن أيقن بتفرد الله الواحد الأحد الفرد الصمد بصفات الجلال ونعوت الجلال لا تنهار قواه النفسية والعقلية والفكرية
مهما حاولت شياطين الإنس والجن صناعة وبذر خلايا اليأس وغلق طرق حسن الظن في الله رب العالمين.
التعلق بالرحمن الرحيم أوسع أبواب دحض فلول المجرمين صناع الفتن داخل قلوب الشباب والرجال والأطفال حال الإقبال فلا غرور وحال المعصية والمخالفة والنزاع لا يأس من رحمة الله الحليم الكريم رب العرش العظيم.
إن رحمانية الله رب العالمين كفلت مرحلة الإملاء لحكمة يعلمها بقوى الشر الفرعوني الباغية والساعية في الأرض فساداً.
أيليق بالعبد القنوط واليأس وهو في كنف وحفظ ورعاية وتحت قيومية الله رب العالمين؟!
إن حسن الظن بترتيب الملك سبحانه وتعالى كفيل بهدم عرى الشك وخلايا الإحباط التي يرعاها شياطين صناعة المحن داخل العقول والقلوب عن طريق تغيير المفاهيم العامة الحاكمة لمحددات العقل البشري عامة والمسلم خاصة.
ثانيها:
الاستعداد ليوم القيامة ذاك اليوم المهيب الذي ينجوا فيه أهل الإسلام والتوحيد الخالص لله رب العالمين.
إن المبادرين بأنفسهم بعيداً عن سلطان الألوهية والشريعة الإسلامية والسنة المحمدية الصحيحة وفهم الجيل الأول الذي رباه الرسول صلى الله عليه وسلم ما هم إلا منقلبين على الثوابت محادين لقضية الإيمان بالقدر الشرعي والكوني الذي جعله الله عز وجل سبيلاً قويماً لبيان شمولية هذا الدين القويم الساعي لغرس اليقين في قضاء الله وقدره ومن ثم الأمن النفسي والفكري و السلوكي والمجتمعي.
ثالثها:
العبودية لله رب العالمين وعدم السعي بالانقلاب عليها لا عن طريق المنافقين القدامى أو الجدد المحادين المراد الله في التحليل والتحريم والتعطيل والتشغيب
الذي يهدف إلى تحريف دلالات النصوص الشرعية في الواقع لصناعة وهم التدين الذي في حقيقته عين الجاهلية الخاضعة المراد الهوى.
رابعها:
موافقة أصحاب النعيم وهم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في الفهم والاستدلال والسير في ركاب وسطيتهم الربانية فلا إفراط مخل ولا تفريط يضل.
موافقة أصحاب النعيم هي سُمو عقلي وفكري وقيمي للعقل البشري
فلا انتكاسة خلف باطنية وثنية ولا رافضية وداعشية تغريبية تهدم الكيان العام للأمة من أجل صناعة وثنية الهوى وإمارات الخراب للبلدان
حال نجاحهم في هدر قيمة السنة المحمدية الصحيحة وفهم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وكرامة العلماء السلفيين
الذين لا تنظر الأمة لهم بعصمة ولا تقبل ان تزال هيبتهم فهم الحصن والحارس الأول لحدود الملة والشريعة بمرور الزمن.
خامسها:
مخالفة أصحاب الجحيم وعلى رأسهم الصهيونية العالمية والصليبية الوثنية والصفوية الباطنية السبئية وملحقاتها من قبورية وحداثة وعلمانية تحمل معول الهدم للتراث والثقافة واللغة تجريفاً للعقل البشري عامة والمسلم خاصة ولكن هيهات يحدث أمام أمة تفهم السبع المثاني وتعيش ثوابت التوافق مع أصحاب النعيم والمخالفة لأصحاب الجحيم.
الخلاصة:
السبع المثاني والقرآن العظيم عاصم للقلب من السقوط في تيه الجريمة والانتحار النفسي
حال قبول دعشنة العقل البشري فلا يجد إلا سبيل الخلاص من خصمه أو من نفسه.
إن ضحايا الوهم واليأس ما هم إلا أدوات في مملكة الهوى الابليسي حال تمردهم على الاستسلام المطلق
لقضاء وقدره الذي يحمل بين ثناياه كل صور العدل والإنصاف.
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: قراءة سريعة للقرن العشرين - الثلاثاء _16 _أغسطس _2022AH 16-8-2022AD
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: بصمات الإصلاح المجتمعي - الجمعة _12 _أغسطس _2022AH 12-8-2022AD
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: ماذا يريد القبورية؟ - الخميس _4 _أغسطس _2022AH 4-8-2022AD