تعيش الأرض اليوم بصفة عامة وأوروبا بصفة خاصة حالة شيطانية ومن أخبث مراحل الغارة الإبليسية على الأرض حيث كارثة وطامة وجاهلية الردة الأخلاقية بمحاولة شرعنة الشذوذ الجنسي وتوفير محاضن سياسية واجتماعية لمن يفعلون جريمة قوم لوط عليه السلام وعلى الجاهلية المعاصرة والقديمة كامل اللعنات.
كيف تسرب الشذوذ إلى العقلية الصليبية الغربية الأسيرة وفق الكهنوت الكنسي باطنا والغريقة في تيه وتصورات العلمانية الجاهلية المادية المنحرفة الذي زعمت أنها ترعى الحرية في التفكير ولكن لا نرى أي مظاهر لهذه الحرية المكذوبة فحين تم هدر قيمة النصوص الشرعية باسم الحداثة تم تعظيم مصطلح الإنسانية ذاك المفردة التي جعلوها بمثابة وثن العصر او هبل العصر أو فرعون الجاهلية المعاصرة.
الجاهلية الكنائسية.. والفطرة السليمة
لم تستطع الجاهلية الكنائسية في بلاد الغرب الصهيوني والصليبي توفير الحد الأدنى من التوافق بين الفطرة السليمة ومحددات الديانة النصرانية الموروثة عن أطياف العقول المختلة في الواقع النصراني الذي بدأت تاريخيا بعد رفع المسيح عليه السلام بقرون طويلة تجاوزت الثلاثمائة عام ليكون بداية التعرف على الأناجيل المتعددة التي يراها النصارى مصادر التلقي لحقيقة الفهم عن الله عز وجل .
لقد عاشت أوروبا النصرانية كل مراحل الردة عن حقيقة العقل الرشيد فكانت كل الكوارث في العالم أوروبية المنشأ والأساليب فما من بلاء إلا وهو من بلاد أوروبا حتى أمريكا الفاشية البروتستانتية ما هي إلا الحديقة الخلفية لإمبراطورية الفساد الانجليزي وجمعت كل أطياف الفكر لفلاسفة العقل الغربي حين تم دفعهم حول مكاتب البيت الأبيض ليضعوا مخطط التقسيم وصناعة الحروب والسلام الوظيفي وتكوين الدول الوظيفية حول العالم لتعيش البشرية حالة من الانتحار العقدي والحروب الفاشية الدينية الكارثية لتصل بعد حروب البغاء وتدمير العراق وبلاد الأفغان واليمن والشام ولبنان وفلسطين وليبيا وعموم الأرض لتكون الطامة هي التفكير في نهاية خط الردة الأخلاقية وهي جريمة شرعنة الشذوذ الجنسي بين الرجال والرجال والنساء ليظهر للعالم العربي خاصة والعالمي عامة خطورة المد الجاهلي الغربي على الإنسانية.
الانتكاسة الظالمة للبشرية
الشذوذ الجنسي الغربي هي حالة من الانتكاسة الظالمة للبشرية حين يتم توفير الرعاية الدولية لزواج الكافر الشاذ بالشاذ الكافر بقضية الدين سواء نصراني أو يهودي أو إسلامي.
يجب على عقلاء النصارى واليهود إن كان فيهم بقية عقل يوازي جاهليتهم العقدية المختلة التفكير في مخاطر هذه الكارثة على الكون الذي نعيش فيه.
هل رعاية هذه العلاقة الخبيث أحد محددات الفكر اللاديني لتخفيف عدد سكان الأرض كما تقول المؤسسات الفاشية الماسونية؟
هلْ يشهد العالم الغربي النصراني حالة زواج القساوسة الحال بعضهم البعض لتسقط الكنيسة فوق أكاذيبهم الوثنية؟!
قال ابن القيم رحمه الله:
لعظم هذه الفاحشة وخطورتها وصف القرآن الكريم مرتكبها من قوم لوط بأوصاف لم تجتمع في غيرهم من الأمم السالفة،
فقد وصفهم نبيهم لوط بالإسراف قال تعالى: }بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ{ الأعراف (81),
وبالعدوان قال تعالى: }بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُون{ الشعراء (166)،
وبالجهل كما في قوله تعالى: }بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون{ (النمل (55)،
وبالإفساد }قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ{ (العنكبوت (30)،
ووصَفتهم الملائكة الذين أرسلوا لهلاكهم بالإجرام قال تعالى: (قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ) العنكبوت (30)،
ووصفهم الله تعالى بالإجرام أيضًا كما في قوله تعالى: (فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) الأعراف (84)،
ووصَفهم بالظلم كما في قوله تعالى: (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) هود (83)،
ووصفهم بأنهم قوم سوء، وبالفسق أيضًا كما في قوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) الأنبياء (84).
قال الأستاذ نظمي خليل أمطر الله عليهم الحجارة، وأتبعهم بعد ذلك أن قلب ديارهم قال تعالى: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ) وقوله: (مِّن سِجِّيلٍ)، أي من طين
وقد فسره قوله تعالى في موضع آخر (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ) الذاريات (33)،
وقوله منضود أي نضد بعضها بعضًا إلى بعض فصارت كالحجارة وهو صفة للسجيل وليس للحجارة ولذلك لم تؤنث ولم تنصب وقوله (مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ) أي معلمة بعلامة هي أسماء أصحابها أو خطوط تميزها عن سائر الأحجار وقد سمى الله تعالى مطر الحجارة الذي أمطر به قوم لوط بمطر السوء كما في قوله تعالى: (ولَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُورًا) الفرقان (40).
المسلمون والمهمة المنتظرة
يجب أن نفهم أن مهمة الأمة الإسلامية القيم بحقيقة الخلافة الأنبياء عليهم السلام عامة وخاصة القيام بعالمية الإسلام العظيم هذا الدين الذي جاء ليجفف مداد الأخلاق الجاهلية سواء كفر أو شرك أو شذوذ أو ارتكاب لبلايا الرذائل التي تستقبحها الكلاب الضالة فكيف يقع فيها ساسة الغرب عامة وألمانيا خاصة؟
هل ينتبه المسلمون إلى أهمية امتلاك ناصية القوة العقدية لتحصين الشباب والأطفال والأمة من هذه الأمراض المهلكة؟
ماذا لو وقع السلام النووي في أيدي شواذ أوروبا وأمريكا ونصبح بين خطرين إما القبول بالردة والقنبلة الكارثية الشاذة بالتعامل مع الشواذ أو بالتعرض إلى أسلحة الدمار الشامل النووي؟
ليس أمام الأمة الإسلامية خيارات كثيرة بل ظهرت بوصلة الواقع المعاصر على حقيقته فإما التوازي مع الخطر الداهم أو التوازي مع الهدف الرباني حيث السعي لتقليم أظافر شياطين الأرض صهيون أو صليب أو صفويون أو يساريون شواذ فالكفر ملة واحدة وكارثة مستدامة ما لم يتم التدافع معها بالإسلام والسنة النبوية والأمة الإسلامية بمنهج الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وأما الهلاك.
متى تدرك الأمة الإسلامية حقيقة الحاجة للعلماء والدعاة والشباب الملتزم ثم تقوم بالسعي لعلاج حالات الخلل في الفهم بمنهجية تصون الجهود لا أن تستهلك عوامل القوة في صدام يخدم الخصوم ويفتت جهود الأولياء؟
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: العلمانية وحرب الفضيلة - السبت _4 _فبراير _2023AH 4-2-2023AD
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: متوالية العداء للإسلام.. حرق المصحف أنموذجا - الثلاثاء _31 _يناير _2023AH 31-1-2023AD
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: التقزيم جريمة العصر - الجمعة _27 _يناير _2023AH 27-1-2023AD