ماذا يتبقى من الأمة إذا استمرت متوالية المحق الإبليسي للأمة الإسلامية؟
قام البناء الأممي للأمة الإسلامية على عدة عوامل متشابكة لا ينفصل إحداها عن الآخر البتة فاستقام التصور العقلي عند المسلم
فحين نطق بكلمة التوحيد وتم تصحيح جانب الاعتقاد ارتبط هذا الأمر بأهمية صحة جانب التعبد على وفق الهدي المحمدي
والفهم الرشيد للصحابة رضي الله عنهم بين يدي الرسول ﷺ
ثم نشأ في حياة المسلمين عامة أهمية البناء الاجتماعي للمجتمع المسلم داخل الأسرة والقبيلة والقرية والمدينة والدولة والأمة بعمومها.
الانفصام وازدواجية المعايير
يجب أن نفهم أنه لم يتسرب لحياة الجيل الأول خلل الانفصام وازدواجية المعايير أبداً
بل تمدد في واقع الأفراد وعموم المجتمع المسؤولية الربانية الأممية للكيان الجامع أمة الإسلام عن حاضرها ومستقبل البشرية.
عاش الجميع من أبناء الأمة حراسا ًللكيان داخل رباط الأخوة الإيمانية
التي جعلت بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي وعمرو بن العاص العربي إخوة في رباط الدين بعيداً عن أي حسابات قبلية أو عرقية أو جاهلية أخرى سواء للون
أو أي كيان يسعى نحو بتر الأمة الإسلامية في كانتونات فكرية تهدم العرى العامة للأمة حين تزعم فيما بينها أنها تسعى نحو الصلاح والإصلاح.
مما أدرك أهميته أحزاب الشيطان الصهيوني والصليبي والصفوي الخميني والطائفي الداعشي أهمية بناء الكيانات الموازية للأمة
لتقع كارثة الصدام والصراع ومن ثم التيه المهلك للجميع حال بداية الفشل وذهاب الريح للجميع.
الأمة نشأت على أصل رباني
يجب أن نفهم أن هذه الأمة نشأت على أصل رباني وهو عصمة المنهج وتوبة الأفراد
وليس معنى التوبة وصول عموم الأمة إلى مرتبة النبوة أو التوازي مع مراحل الرشد عند الثلة المباركة من صحابة رسول الله ﷺ.
هذه الأمة لا تهدم خلاياها التي سقطت في تيه المعصية أبداً إلا أن تكون وصلت لمرحلة الاستحلال
وتوافر اليقين بمدى فاعلية البتر أو حكمة الإرجاء كمرحلة استباقية مانعة من خلل التصورات الأحادية
التي قد تحسن صناعة المحن واستجلاب الفتن وتعشق الوقوف حول أنهار بكاء كربلائيات الواقع أو التاريخ
ثم تعجز طريق الريادة أو منهجية إعادة الهيكلة لكيان مسلم أخطأ الطريق أو جماعة عشقت أدبيات رائدها وجعلته وكيلاً حصرياً لهذا الدين.
سؤالات
متى يفهم الجميع من دعاة وعلماء ورواد الأمة الإسلامية أن لهذه الأمة مسؤولية في أعناق كل المسلمين على تنوع وطبيعة تدينهم أو التزامهم بهذا الدين والشريعة ومحددات خيارات السلف رضي الله عنهم أجمعين؟
أبو محجن الثقفي كان يشرب الخمر وأراد سعد بن أبي وقاص خال المؤمنين أن يسجنه عقاباً
وجاءت أحداث القادسية المباركة ليشارك أبي محجن في المعركة على الزوراء الخاصة بسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم ماذا يستفاد من هذا الموقف.
هل من العقل تغليب جانب الهدر ونشر ثقافة التخوين عند كل نزاع أو خلاف لتصبح الأمة أمم من الهلكى؟
عصاة الأمة وحمل مسؤولية
ليس من أحد أن يمنع عصاة الأمة من حمل مسؤولية الدفاع عن هذا الدين والشريعة والكيان العام الجامع سواء أسرة أو قرية أو مدينة أو دولة أو أمة.
متى تفهم الأمة مخاطر متوالية الإقصاء لكل مخالف أو عاصي من عصاة المسلمين أمثالناً؟
هل من العقل أن نقوم بإقصاء كل مخالف في مسألة فرعية
أو حتى قضية خلافية تعايشت الأمة معها خلال القرون الفاضلة
أو في عصور المجد الإسلامي الأموي والعباسي والعثماني
حتى تصل الأمة إلى مرحلة التقزيم حين يرى كل فصيل أو مذهب أو صاحب رؤية سياسية أو اجتماعية الصواب والعصمة في الكيان الذي يراه فقط دون غيره؟
منهجية الماسونية العالمية
متى يدرك شباب الأمة بل وعموم المسلمين منهجية الماسونية العالمية الصهيوصليبية الباطنية في تبني متوالية حرب الإشاعات على المسلمين عامة وكيانات الدول العربية السنية الباقية رغم بعض الأخطاء؟
ماذا يبقى من الدولة إذا تم هدر قيمة وقيم المخالفين سياسياً أو فقهياً؟
ماذَا يبقى من الأمة إذا تم إقصاء من تلبث بمعصية من عموم الأمة الإسلامية؟
هل أصبحنا أمة العصمة في الأفراد والكيانات المكونة للأمة؟
من الرابح من هدر قيمة الشعوب بالإشاعات الوظيفية التي تهدف إلى تضييع ما لم الدولة المصرية بحضارتها والأمة العربية والإسلامية؟
إن من توابع متوالية نسج الإشاعات ولو كانت تعتمد على حقائق لم ولن تحقق وعياً مستداماً أبداً.
ماذا تتربح الأمة من تمييع ثوابت الأمة ومسخ الهمة العامة للأفراد والكيانات داخل الأسرة والقرية والدولة؟
نحن أفراد وجماعات نسعى نحو المعالي وأعلاها الفردوس الأعلى وقيادة الأرض بمنهج السماء.
عبادة رب العباد
نحن أمة خلقها الله لتخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة
نحنُ أمة خرجت من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد وتسعى لإخراج غيرها من الأمم المعاصرة الأسيرة في تيه الجاهلية المعاصرة.
نحن أمة لو لم تمتلك إلا دينها لن تقبل الدنية وتنتكس أمام ضغط المحيطين ليرونها في متوالية الانتكاسة غريقة أو تسير نحو التبعية.
إن محاولات كسر همة الشعوب والأمة الإسلامية تقف ورائها جهات وظيفية خبيثة
وكأنها تقول للجميع لا يليق بكم أن تعشقوا القيادة والهمة والعلو
لأنكم تسبحون في تيه التبعية وضع كل ما تتخيله من محاولات تقزيم العقل المصري والعربي والأمة الإسلامية.
استدراج الشعوب
إن شياطين الغرب وعملاء التسطيح للشعوب يستهدفون استدراج الشعوب إلى محارق الصراع والهلاك البيني
بعد تمكين الإشاعات من إسقاط مهابة الأمة والعلماء عقب تمكين فكر الغلو العلماني في الهدر لقيم الأخلاق والعلماء والشريعة والدين بعموم مفرداته
ثم تمدد دواعش الجهل والجاهلية لتشويه الأمة ونشر متوالية التفجير
والتخريب في بلاد المسلمين بآليات خدمية لبني صهيون ورافضة الكيان الخميني وخلاياه الحوثية الصفوية المجرمة
التي تشن غارات شيطانية على بلاد الحرمين حفظها الله من كل سوء
بالإضافة الى غربان الطابور الخامس المتربص بمصر الكنانة لنشر تيه الهوى والهوس الطائفي عقب تمكن غربان التهييج والتخريب للعقيدة والعقول.
مهمة صعبة
إن مهمة العلماء والدعاة والأدباء وأهل الإعلام تعتبر مهمة صعبة جداً لأنهم يواجهون غربان على قوارع التاريخ والواقع
بل يخططون للمستقبل نحو ترسيخ الفوضى الهدامة والمذهبية المفرقة والطائفية الحارقة للكيان الأممي وفي النهاية نقول انها مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة.
نحن بحاجة لجيل من العلماء يحسن استثمار الأمة بعمومها بكل ما فيها فيفتح طريق التوبة والبناء أمام أهل المعصية لمن هم في واقع التقصير مثلي.
نحنُ بحاجة الى فقه المربي الواقعي الذي يؤسس لمنهجية ومتوالية البناء الجامع للكيان العام للأمة بعيد عن هوس التخوين والتشكيك والإقصاء.
نَحن أمة وريثة لدين ولسنا طائفة وريثة لرؤية أو جماعة وريثة لبيعة سرية أو علنية مبتدعة.
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: متوالية العداء للإسلام.. حرق المصحف أنموذجا - الثلاثاء _31 _يناير _2023AH 31-1-2023AD
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: التقزيم جريمة العصر - الجمعة _27 _يناير _2023AH 27-1-2023AD
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: بوصلة التقييم للخطر الرافضي - الأثنين _23 _يناير _2023AH 23-1-2023AD