عبد المنعم إسماعيل يكتب: الصهيونية وصناعة الأزمات

أزمات الأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها أزمات مصنوعة ممنهجة ليس فيها شيء من الصدفة أو العشوائية، منذ اختيار المؤسسة الشيطانية المنبع، صهيونية الإدارة، صليبية التنفيذ، باطنية الأدوات، لعبد الله ابن سبأ

مرورا بفكر الخوارج والجعد بن درهم إلى ابن العلقمي والشاه إسماعيل الصفوي وابن ميمون القداح ومحمد علي والخميني وبيت النصيرية المجرمين والحوثيين

وعملاء مدرسة التقريب بين الحق والباطل ومصطفى كمال اتاتورك

وصناع مدرسة التكفير الوظيفي والتفجير في بلاد المسلمين وصناعة الربا والتجهيل والفقر الممنهج

وتكوين جاهلية البيت الإبراهيمي الشيطاني المزعوم

ليكون بديلا للإسلام الحنفي الصحيح كل ذلك مع حملات التشويه المتعمد للثوابت ليست أزمات عشوائية بل مدروسة ومخطط لها سلفا والكارثة تكمن في تعامل الأمة معها أكثر من طبيعة الأخطار التي تحملها .

كل الكوارث التي سقطت فيها الأمة مقصودة

وتم الإعداد لها مسبقا وليس في الواقع اي مستغرب الا فهم الموهومين فقط بحيل مكرهم أو أكاذيب ولائهم.

يصنعها ماكر مستفيد عن طريق عملاء مجرمين يسدد فاتورتها مساكين شربوا كأس الإفراط في حسن النوايا مع عشوائية التصورات

فساء واقعهم وتم تدمير مستقبلهم وتحولوا من رجالات لحل الأزمة إلى مجرد أرقام في تعداد الضحايا.

التوبة والتعاون على البر والتقوى

ليس أمام المساكين أمثالنا إلا التوبة والتعاون على البر والتقوى لإعادة اكتشاف عوامل القوة لدينا كمسلمين

ثم ننجح في إدارتها من جديد ثم نقوم بتطويرها لتحقق التوازي مع الأخطار التي تهدد الأسرة والقرية والدولة والأمة.

لا تنشغلوا بموضع أقدام الخصوم فهم يتصرفون من خلال جاهليتهم النجاح هو إعادة ترتيب الأولياء المستضعفين

فإن لم يرحموا أنفسهم بمنهجية المدافعة للعشوائية لن يرحمهم من صعدوا فوق عظام رؤوسهم .

يستفيد البغاة من المفسدين مرة ومن العشوائيين ألف مرة فالمفسدين  يزينون الباطل والعشوائيون يهدرون قيمة الحق .

من ارتقى بحيل البغي لن يترك سبيلا لبيان الحق والعدل إلا ومنعه بل جفف منابعه ليعيش الناس في تيه الفوضى النفسية والفكرية ويخبطوا خبط عشواء فلا صلاحا عاشوه ولا إصلاحا طبقوه.

حذاري أن تعتقد ان قطار أهل الفساد والإفساد سوف يتوقف لو يغير مساره يوما ما

فهذا أمر كوني قدري ليميز الله أهل الفساد ببغيهم وإعلان فجورهم

لذا الرهان الحقيقي يكمن في استقامة أهل الصلاح الاستقامة الموازية لطبيعة الحق

الذي يجب أن يفهموه لا جزئية الحق التي فهموها أو جعلوها محور قضيتهم وغاية فكرهم وولائهم

من هنا، أفسدوا من حيث أرادوا الإصلاح وكسروا كيان الأمة حين أرادوا الالتقاء حول محددات فكرهم وشراذم بغيهم حين جعلوا من أنفسهم بديلا عن الحق

الذي يتعبدون به فكان الهلاك البيني والتنازع الفكري والفشل الجغرافي

ثم انصرفوا يبكون أمة عظيمة ضيعوها لم يحافظوا عليها مثل الرجال وبكوا عليها مثل النساء.

الخلاصة:

كل الأزمات التي تعاني منها البشرية عامة والأمة العربية والإسلامية خاصة صنيعة بني صهيون

فحدود الدماء التي صنعها سايكس بيكو فكرة صهيوصليبية

لتفريق الأمة الإسلامية حول العالم بعد صناعة ولاءات خاصة بكل دولة وكيان وقومية أو راية .

هل الخمينية أو إسرائيل الغربية التي تكمن في إيران لتهدد الأمة الإسلامية عامة والعربية خاصة إلا صنيعة شياطين الأرض؟

إن جريمة احتلال العراق والشام  وتمكين أحفاد هولاكو من عقول الأمة أخطر مظاهر الأزمات

التي ضربت الأمة الإسلامية بعد احتلال القدس الشريف مليون مرة.

أم الكوارث تكمن في السعي نحو ضرب الكتل الصلبة في الأمة وهي البقية الباقية أمام كيانات الشر الصهيوني

والتي غاية منتهاها إسقاط الدولة المصرية واستدراج بلاد الحرمين إلى تيه الصراعات لتكون الباطنية هي الرابح

لذا نقول بكل وضوح إذا كان عقلاء الأمة حزنوا على صدام حسين رغم واقعه الذي كان به أخطاء

فكيف يكون الحال إذا نجح الغربان في تفتيت البقية من البلاد العربية خاصة مصر وبلاد الحرمين؟

اللوبي الصهيوني والصليبي

مؤلم جدا أن نرى شياطين الأرض تعمل بمنظومة متكاملة وأهل الحق لا يحسنون إلا صلاة الجنازة جماعة ثم يتفرقوا حول تسليمة أو تسليمتين.

كل الصراعات ومعظم الكيانات الفكرية الخادمة لمشروع «إسرائيل الكبرى» مر من داخل اللوبي الصهيوني والصليبي في واشنطن ولندن وباريس.

كل التنظيمات التي تسعى لهدم البقية الباقية من الأمة لتحقيق أغراضها السياسية ما هي إلا حلقة خدمية لبني صهيون بقصد أو بدون قصد.

الفساد ومؤسساته وغربان غسيل الأموال الرشوة والمحسوبية درب من دروب الهلاك للأمة العربية والإسلامية.

تمكين التجهيل والفقر والبطالة والتغريب والتغييب وكلام الصغار فيما سكت عنه الكبار كارثة تؤدي إلى محق الكيان الجامع للأمة العربية والإسلامية.

هدم قيمة العلم والعلماء والاستخفاف بالفضيلة ونشر الخلل العقلي والنفسي عن طريق صدارة الدهماء المشهد جريمة مستدامة.

العلاج:

لم يكمن الحل في نشر فكر التخوين والتكفير والتفسيق للمسلمين ولا لاتباع عشوائية الصدام الصفري بين المسلمين

بل الحل يكمن في تعبيد الناس لربهم والعمل على تصحيح المفاهيم المختلة

وضبط بوصلة الولاء ليكون للدين والأمة وليس للجماعة والحزب الطائفي الذي يوالي عقديا على خياراته أو محددات فكره المختل.