يعيش العالم اليوم حالة من الصراع الوجودي بين التوحيد لله رب العالمين وبين خصوم التوحيد دعاة الشرك والوثنية والإلحاد والنحل المحرفة والعقائد الضالة المختلة.
التوحيد اشرف العلوم وأكمل المعارف لأنه علم يتعلق بالتعرف على الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ثم إخلاص العبادة له سبحانه وتعالى فلا عبادة لنبي مرسل أو ملك مقرب أو لوثن أو شجر أو لولي من الأولياء ولا تحاكم إلا لشريعته سبحانه وتعالى.
توحيد الله، هو الاعتقاد أنه واحد لا شريك له. ومن الآيات الدالة على ذلك قوله سبحانه:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}
[الذاريات:56] وقوله سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ الأنبياء:25
جاء في السنة المحمدية ما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-
أن النبي ﷺ قال لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: ادعهم إلى أن يوحدوا الله بهذا اللفظ رواه البخاري في الصحيح،
وفي صحيح مسلم عن طارق ابن أشيم الأشجعي عن النبي ﷺ أنه قال:
من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله فصرح بقوله: وحد الله فدل ذلك على أن هذا هو معنى لا إله إلا الله.
ومن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر-رضي الله عنهما-أن النبي ﷺ قال: بني الإسلام على خمس، على أن يوحد الله الحديث، وذلك تفسير لقوله ﷺ في الرواية الأخرى: بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله الحديث.
التوحيد الخالص لله رب العالمين
لم ولن يتلاقي مع مناهج الجاهلية المعاصرة في منتصف الطريق ابدا فمن قواعد التوحيد وأهدافه قوله تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كلِّ أُمَّةٍۢ رَّسُولًا أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ ٱلضَّلَٰلَةُ ۚ فَسِيرُواْ فِي ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ}
سورة النحل (36)
التوحيد الخالص لله رب العالمين خصم لدود لكل جاهليات الأرض سواء الجاهلية اليهودية العالمية والصليبية الكنسية والوثنية الشرقية والباطنية الخليطة من كل المناهج والقبورية الصوفية المختلة والعلمانية التي تزعم فصل الدين عن الحياة وهدم طبائع الناس لإحداث الخلل العالمي بقبول الشذوذ العقدي والفكري والأخلاقي والسلوكي.
كن موحدا تكون عدوا لكل مجرمين وطغاة الأرض وليس هناك هدف للشياطين إلا هدم التوحيد من القلوب وتمهيد الأرض لطاعة الشياطين سواء جن أو انس قال تعالى:
{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)}
سورة الأنعام.
الغاية العظمى لشياطين الأرض هو تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله ليتحقق لهم وقوع الناس في الشرك الأكبر المخرج من الملة أو الشرك الأصغر أو الوقوع في البدعة أو الكبائر أو الصغائر التي عاقبتها الهلاك للجميع.
التوحيد الخالص لله رب العالمين بالإخلاص له ثم بالاتباع الكامل للرسول ﷺ
هو قاعدة السلامة للأرض وما فيها من علل الهلاك والضياع..
لذا تسعى الجاهلية العالمية إلى عدة آليات شيطانية منها:
نَشر النفاق العقدي والنفاق العملي من خلال مؤسسات الطعن والتشكيك في الشريعة الإسلامية والسنة النبوية والصحابة رضي الله عنهم اجمعين.
نشْر الباطنية العقدية وكل مشتقاتها في الواقع المعاصر.
نَشر العلمانية الغربية بنسختها العربية المنحرفة.
نشْر المناهج الصهيونية والصليبية داخل أوكار الفكر العالمي،
لتربية جيل من القادة المعادين للتراث والثقافة الإسلامية والأخلاق الربانية والآليات الإسلامية التي تنضبط من خلال الثوابت والمتغيرات.
كل قضايا الصراع العالمي فرع من قضية صراع الشيطان وحزبه مع توحيد رب العالمين سبحانه
ومع حقوق الرسول ﷺ بالاتباع وحقوق الصحابة رضي الله عنهم بالفهم الصحيح للإسلام والسنة النبوية.
أن ساسة الغرب المجرمين يعلمون علم اليقين أن التوحيد لله رب العالمين على وفق مراد الرسول ﷺ
ثم اتباع رسول الله ﷺ على وفق فهم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
هو قاعدة الاستقرار لجغرافيا الأمة العربية والإسلامية لذا يسعون لنشر المفاهيم الشركية والبدعية
ليسهل لهم تنفيذ مخطط التدمير والتقسيم داخل بلاد العرب والمسلمين.
إن شياطين الأرض يريدون مسخ التوحيد في حياة المسلمين
ليعيش المسلمون بلا ولاء ولا براء ليتحقق لهم حاكميتهم للعقول والقلوب
من خلال قواعد المنظومة الفاسدة الحاكمة للمجتمع الدولي الصهيو صليبي.
إن غربان النظام الدولي غايتهم هي سرقة مستقبل الأمة عن طريق الحرب على التوحيد في عقول الأطفال المسلمين
ليتمكن لهم إقامة مملكة البغي الماسوني في أورشليم ويحتفل تجار الشذوذ الجنسي بحقوق الخلل الاجتماعي على الأرض باسم الحرية.
الخلاصة:
إن الجاهلية المعاصرة جمعت بين أطيافها كل جاهليات الأمم السابقة
فجاءت بالفرعونية وخلل قوم شعيب ونوح ولوط وصالح وموسى وعيسى الذي رفعه الله إليه
ومهمة الأمة الإسلامية اليوم هي القيام بما قام به سيدنا رسول الله محمد ﷺ خاتم الأنبياء والمرسلين،
دعوة ومفاصلة واضحة بين صراط الله المستقيم وبين سبل أهل الغضب والضلال،
وما بينهما إلا النفاق العقدي المخرج من الملة الخادم لكل جاهليات الأرض.
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: التقزيم جريمة العصر - الجمعة _27 _يناير _2023AH 27-1-2023AD
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: بوصلة التقييم للخطر الرافضي - الأثنين _23 _يناير _2023AH 23-1-2023AD
- عبد المنعم إسماعيل يكتب: «الأحواز».. حتى لا ننسى - الأثنين _23 _يناير _2023AH 23-1-2023AD