- قَوَارع القُرْآن - الجمعة _26 _فبراير _2021AH 26-2-2021AD
- قراءة هادئة لعشرية ماضية - الأحد _31 _يناير _2021AH 31-1-2021AD
- الفكر الإمبراطوري للأمة - الأثنين _25 _يناير _2021AH 25-1-2021AD
أمتنا بين الآمال والآلام.. قراءة لثلاث عقود.. متى نتعلم مخاطر الرهان على العاطفة؟
لنعود بالزمان إلى عام ١٩٩٤ وبداية ظهور حركة طالبان الأفغانية بوجهتها السلفية الخالصة وقوة شكيمتها على الجغرافيا ومدى سيطرة روح العاطفة على العقول ثم زاد الأمر وارتقى إلى درجة الرهان الكامل على الحركة عام ١٩٩٦ بعد بسط النفوذ على كابل العاصمة وبقاء مناطق بسيطة في الشمال تحت قيادة المعارضة.
كيف كانت أفراح قلوبنا وعقولنا وتوالي مفردات النصر والعز والتمكين لهذا الدين حتى علت الطموحات وارتقى الأمر إلى ما هو ابعد من مجرد الفرح بإعلان الإمارة والتوق إلى الخلافة ولكن.
هل هذا الأمر يسير على وفق مطلق الأماني والعواطف؟!
لابد أن نقول بأن مجرد الإعلان عن أي بادرة نصر للإسلام والمسلمين أمر لا خلاف عليه ولكن ليس الأمر يمدح لكونه يحقق إشباعا روحيا وفكريا وعاطفيا لأفراد المجتمع العربي والمسلم نتيجة توالي الانتكاسات خلال قرن أو قرون.
ماذا نريد أن نقول؟
نحن لا نمنع القلوب من الفرح برمزية الانتصار الإسلامي في أي جانب من الجوانب بل نتمنى لزوم متوالية التمكين الواعي البعيد عن الوقوع في شراك الاستهلاك عقب رفع راية أو تصوير مشهد بدايته عز وسرعان من تتحول مآلاته إلى مالا يحمد عقباها لأن الإسلام علمنا حراسة المآلات والفرح ببناء الوعي خير من الفرح بانتفضاضات كان يرجى أن تكون انتفاضات تعلي شأن المعرفة والحق والعلم الغير مصاحب لكثرة التجارب وقلة الأرباح.
متوالية البناء الإسلامي في الزمن الأول والرعيل الأول كانت تحقق الوعي في المكونات الفردية للمواطن المسلم بحيث تكون عاطفته أسيرة لمنهج السماء والوعي الرشيد وعدم الصدام مع السنن الكونية الربانية.
فلم تشهد الأمة رهانات إعلامية قائمة على عاطفة الجماهير الجياشة .
ومن ثم قلت التجارب الفاشلة أو انعدمت نهائيا بخلاف القرن الأخير المليء
بالأحداث والتضحيات دون فائدة بل ربما في بعضها عودة لما قبل نقطة الصفر بسبب النجاح في استدعاء الخصوم وتجييش الأعداء المستعدين طبقا” لجاهليتهم الماكرة .
لا امنع قلبي من الفرح لكن لا يزال عقلي متوجس في ردود الغرب الماكر على منحنيات التنازع الإسلامي في الواقع المعاصر بين أطياف الأمة العربية والإسلامية.
علمنا التاريخ أن أفعى الصهيوصليبية قد تنكمش هنا لتتمدد هناك أو تلدغ ماكرة لصناعة وهم النصر الغير موجود في عالم الواقع ودنيا البقاء للحق واندثار الباطل لخلله العقدي والفكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.
لذا فوجب الفرح مرة والانتباه ألف مرة حال انتصار المسلمين وانكماش الجاهليين.
يجب أن ينتبه شبابنا فليس كل مظاهر الانتصار تمكين وليس كل مظاهر حكمة ضعف وهزيمة فكم من حكيم صان الأمة من انتكاسات وكم من أفعال ظاهرها بطولة ففتحت على الأمة ويلات وويلات؟!
تقاس المواقف بمآلاتها لا بتلميع الإعلام لها.
نحن امة لها سلف وتاريخ وخلف وعقول فليس من الحكمة ترك سلفية الأمة لعصرانية المواجهة أو تجاهل حيل المعاصرة بجوار منحنيات الذكريات التاريخية أو الطامحة بين فكي أنياب ذئاب العلمانية وكلاب الخمينية والاستهلاك حول مواقف ربما ظاهرها الرحمة وقد يكون مآلاتها مقدمات العذاب .