ردًّا على ما قام به فريق الكرة الألماني من تحيز فجّ لتلك الجريمة القذرة ومقترفيها؛ نعيد نشر هذه السطور؛ تأكيدًا لموقف الإسلام من هذه الكبيرة ولو غيّروا اسمها، ولو ألبسوها أزهى الحلل، ولوّنوها بأجمل الألوان..
موقف الإسلام من «الشذوذ الجنسي» بأنواعه واضح لا لبس فيه، وأنه ليس من ديننا ولو تسمى بألف اسم، ولو رُفعت لأجله الرايات وصار له (لوبي) ضاغط، ولو صار (15%) من الغربيين على شاكلة قوم لوط وكان من بينهم حكام ووزراء ومشاهير، ولو اعترف بزواج هؤلاء النتنى كثيرٌ من الأنظمة والدول، ولو عقد زواجهم قساوسةٌ ومطارنةٌ داخل كنائسهم.
إن أمر الله واضح، وشرعه قويم، لا يقبل اللفَّ والتحايل، فالإسلام ينكر كل علاقة جنسية لا تقوم على نكاح صحيح؛ (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [المؤمنون: ٥، ٦].
وقد خلق الله الناس على فطرة سوية، فمن طرأ عليه الشذوذ فذلك نتاج فعله وبيئته وشيطانه ونفسه الأمّارة بالسوء، وفى الدراسات النفسية والاجتماعية المنصفة الأدلة على ذلك، ومؤخرًا مثلًا وجدوا أن المداومة على رؤية العلاقات الجنسية، التي صارت متاحة للجميع، ما يكرّس لانحراف صاحبها ونزوعه إلى الشذوذ.
والله في خلقه للبشر بريء مما ادعى هؤلاء من أنهم وُلدوا وفيهم هذا الميل المنحرف؛ يقول تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين: 4]، والقوام الحسن هنا، كما يقول العلماء: في الجسم والصورة وفى الفطرة السوية كذلك. وإذا ما بررنا جريمتهم للعامل النفسي فمن حق السارق والزاني وشارب الخمر أن تُبرر جرائمهم لذات العلة، وحاشا لله أن يخلق بشرًا على هذه الصورة المنتكسة، أو أن يكلف نفسًا ما لا طاقة لها به.
إن الغرب الذي أصبح (غابة رذيلة)، وقد تنصَّل من الدين وعاف الإيمان وعاش فرده كالحيوان راضيًا بالحياة المادية الخالصة -صار يستهويه هذا الشذوذ؛ للفراغ الذي حلَّ به بعد أن زهد المرأة وقد رخصت ولم تعد ممنوعة عنه في شيء من جسدها..
.فوفقًا للديمجرافي الأمريكي (جار جيتس، 2005): «قبل 30 عامًا، وإذا ما كنت أعيش فى الوسط الغربي وكنت مثليًّا، كنت سأفكر في الانتقال إلى سان فرانسيسكو أو نيويورك. أما اليوم فيمكن لأي شخص أن يذهب إلى كنساس ليجد تجمعًا خاصًّا بالمثليين يكون منفتحًا ونشطًا»..
ويقول الخبير النفساني الألماني (هورست ريختر): «إن التطور الجديد المهم هو أن النساء أصبحن يمارسن علاقاتهن الجنسية فيما بينهن دون عقدة الخوف الداخلي القديمة ودون التواري عن الأنظار».
أما لماذا حرَّم الإسلام «الشذوذ» أو عمل قوم لوط فلأنه يمنع الزواج، فتختفي الأُسر وينقطع النسل ويُدمّر المجتمع البشرى، وهذا فساد كبير، وعمل على غير مراد الله الذي خلق الإنسان وأمره بإعمار الكون حتى عُدَّ (حفظ النسل) من الضرورات الخمس في الإسلام، وقد أمر الله تعالى بأن يكون الرجل للأنثى والأنثى للرجل لا أن يتصل النوع بنوعه مخالفين مقصوده.
وحرَّمه الإسلام كذلك لخبثه وقذارته ولما فيه من أضرار نفسية وعلل جسدية عدّها الأطباء بالعشرات، على رأسها الإيدز والزهري والسيلان إلخ؛ مصداقًا لقول النبي ﷺ: «لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا».
لقد سدَّ الإسلام كل المنافذ المؤدية إلى الخلل الجنسي، فأمر بالزواج، وأمر بغض البصر وحفظ الفرج، وحذَّر من الفاحشة على العموم، ونهى عن تشبُّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وحذَّر من عمل (قوم لوط) فى نصوص شتى من الكتاب والسنة..
فقال تعالى مستنكرًا، على لسان نبيه لوط عليه السلام: (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ) [الشعراء: 165، 166]، (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) [النمل: 54، 55]، ويقول النبي ﷺ: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به»، «لعن الله من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط».
إن الذين يجاملون الغربيين وأذنابهم في هذه القضية تحت دعوى حقوق الإنسان وغيرها من دعاوى الحق التي يراد بها باطل، لا يعلمون أن هذه الجريمة تلي مفسدة الكفر، كما قال «ابن القيم» وأعظم من القتل، بدليل أن الله تعالى جمع أنواع العقوبات على قوم لوط لعظم المفسدة؛ (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) [هود: 82، 83]، (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) [الحجر: 72-74]..
وقيل: «تكاد الأرض تميد من جوانبها إذا عُملتْ عليها، وتهرب الملائكة إلى أقطار السماوات والأرض إذا شهدوها خشية نزول العذاب على أهلها».
- عامر شماخ يكتب: رسالةٌ إلَى الشَّباب - الأحد _5 _فبراير _2023AH 5-2-2023AD
- عامر شماخ يكتب: «فن إدارة العمل الدعوى» - الجمعة _3 _فبراير _2023AH 3-2-2023AD
- عامر شماخ يكتب: تذكرة بـ«جرائم مبارك» - الأربعاء _1 _فبراير _2023AH 1-2-2023AD